أندرو عاطف.. عاشق الكمان التائه في المزيكا

أندرو عاطف.. عاشق الكمان التائه في المزيكا

«تايه في المزيكا».. اسم فكر فيه مصور الفوتوغرافيا حسام أنتيكا ليعرف به عازف «الكمان» أندرو عاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الذي اكتسب شهرته الحقيقية من خلال عزفه للناس في الشوارع على أرض الواقع.

لم يكن «عاطف» يخطط لكي يصير عازف «كمان»؛ حيث أنه كان يعزف على «البيانو» في البداية، وكانت صدفة واحدة هي سبب ولعه بـ«الكمان»، وذلك حين شاهدها مع أخيه الذي كان يلعب بها، ليحبها فور أن يلمسها بيده، ثم بدأ يستخدمها للمذاكرة، ويستعين بها ليؤلف مقطوعات موسيقية متنوعة.

لم يخش «عاطف» فكرة النزول إلى الشوارع والعزف على الكمان لأشخاص لا يعرفهم ومختلفون، بل اعتبرها تجربة جديدة ومفرحة، وزادت فرحته بها حين لاقى قبولا من الناس تجاه ما يقوم بعزفه على «الكمان» لهم.

أما عما شجع «عاطف» على النزول للعزف على الكمان بالشوارع، فهو إيمانه الكبير بأن الشارع هو أكبر مسرح، ما جعله يصبح من أوائل الناس الذين تحمسوا لفكرة مهرجان «الفن ميدان» الذي تبنى تقديم أنواع مختلفة ومتنوعة من العروض الفنية والثقافية، وظل يقام لفترة بعد ثورة يناير 2011 في أول سبت من كل شهر في ميدان عابدين، وانضم «عاطف» لجمهورهم سريعا، وبعد ذلك شارك في عروضه، وصعد على مسرحه كي يقوم بالعزف للجمهور.

ويرى «عاشق الكمان» أنه لا يوجد فعاليات كثيرة شبيهة بتجربة «الفن ميدان» القوية، لأن تلك الفعاليات تفرض رسوم تذاكر بخلاف المهرجان الذي كانت عروضه مجانية، كما ينقصها الدعم اللازم من الجهات الثقافية المختصة.

ويعترض «عاطف» مع من يعتبرون أن «الكمان» آلة حزينة، فهو لا يراها حزينة أو مفرحة، لأن اللحن الذي يتم عزفه باستخدامها هو فقط من يحدد حالتها الموسيقية. كما أنه عندما يقوم بالعزف لأشخاص مختلفين بالشوارع، لا يعزف إلا المقطوعات المبهجة، حتى يكون سببا في فرحتهم. كما أنه يفضل النزول بشكل تلقائي إلى الشارع دون التنويه على «فيسبوك» قبلها، والذي يندر حدوثه.

ويحكي مؤلف مقطوعات «ذكريات رجل عجوز» و«قلم رصاص» أن كل مقطوعة موسيقية يقوم بتأليفها تكون نتاج تجارب مر بها شخصيا، فيبدأ يحكي لـ«الكمان» عنها، لتكون النتيجة «تراك» موسيقي يعطيه اسما جديدا وقصة أخرى تظهر بها للناس.

وكمثال عن القصص التي تحملها مقطوعاته الموسيقية، يقول «عاطف» إن مقطوعة «رحال» كانت نتيجة فترة صعبة مر بها وقت أحداث ثورة يناير عام 2011، وهروب الناس من السجون، وتعطيل أعمال الجميع، فلجأ إلى محبوبته «الكمان» ليرحل بها عن الواقع الملئ بالمشاكل وأحداث التخريب، وكانت النتيجة «رحال».

أما عن أكثر وقت استغرقه «عاطف» لكي يقوم بتأليف مقطوعة موسيقية، فكان من نصيب مقطوعته الأخيرة التي لم تنشر بعد، والتي استغرق العمل عليها حوالي 7 شهور.

ورغم تخصيصه وقتا معينا من اليوم يسمع فيه جميع أنواع الموسيقى بداية من «الهابطة» إلى الراقية بهدف متابعة كل جديد في عالم الموسيقى، إلا أن «الكمان» تبقى المسؤول الأول والأخير عن تحسين حالته المزاجية، فهي بمثابة صديقه الدائم الذي لا يفارقه أبدا.

أماني عماد

أماني عماد

صحفية مهتمة بمجال الفنون والثقافة.. تهوى الكتابة عن السينما والأفلام، بجانب كتابة سيناريوهات أفلام واسكتشات وقصص قصيرة.