ذهب وفلوس وسكن.. تعرّف على مزايا المقابر في الأعمال الفنية
سكن، وإخفاء أموال، وموتى في مقبرة واحدة، الأعمال الفنية والأدبية تناولت قضية استخدام المدافن لأغراض أخرى غير الدفن عبر أكثر من زاوية.
أنا لا أكذب ولكني أتجمل
قدم أحمد زكي شخصية الشاب الفقير الذي يسكن بالمقابر ويساعد والده أحيانا في دفن الموتى من خلال تجسيده لـشخصية «إبراهيم» ضمن أحداث فيلم «أنا لا أكذب ولكني أتجمل» من إنتاج عام 1981.
ويظهر الفيلم أن هناك من الظروف ما يضطر الناس للسكن في المكان ذاته الذي يعملون به، وفي حالة أن يكون ذلك المكان هو «المدافن»، تصيب الكآبة النفوس وسط مجئ الأهالي الغريبة لدفن أقاربهم، وامتلاء المكان بجثث الموتى، ما ينعكس عليهم بالحزن واليأس.
ذلك بجانب التأثير النفسي السلبي الذي ينعكس على الأطفال الذين يسكنون هناك، فيأكلون «قرص الرحمة» التي توزع على الموتى، ويتسولون من الزوار كي يستطيعوا شراء طعام بسيط يأكلونه.
الشقة من حق الزوجة
بسبب المشاكل التي اندلعت بين «سمير» (محمود عبد العزيز) وزوجته «كريمة» (معالي زايد) عقب الطلاق، وخلافهم على البقاء في نفس المنزل وفقا للقانون الذي ينص على أن الشقة تصبح من حق الزوجة في حالة إذا كانت حاضنة.
يلجأ «سمير» إلى المدافن لكي يستأجر «حوش» هناك ويسكن فيه، وذلك في ظل غلاء أسعار إيجار الشقق السكنية، وأزمة توافر شقة مناسبة بمبلغ معقول، وذلك ضمن أحداث فيلم «الشقة من حق الزوجة» من إنتاج عام 1985.
وهنا يتضح استغلال «التربي» لوظيفته كحارس للمدافن والقبور بأن يؤجرها لمن يريد السكن بها، وفي آخر مشهد من الفيلم، يظهر مدى إقبال الناس على السكن هناك حين يأتي والد «كريمة» للبحث عن مدفن يسكن بداخله، فيؤكد له «التربي» أن هناك أزمة سكن بالمدافن أيضا، فليس هناك «حوش» غير مشغول كي يستأجره.
وبحسب موقع «آخر ساعة»، الذي توجه في زيارة إلى سكان مقابر السيدة عائشة، لا يحلم القاطنون هناك سوى بالعيش بداخل أربعة جدران خارج المقابر، التي يخيم عليها هدوء مرعب يجعل الساكنين هناك يشعرون أنه لا فرق بينهم وبين الأموات سوى الأنفاس فقط. كما يحلم سكان المقابر بالحصول على وظائف كي يستطيعوا تعليم أولادهم.
كراكون في الشارع
بعد هدم منزلهم بسبب حدوث زلزال مفاجئ، يلجأ «شريف» (عادل إمام) وأسرته إلى السكن في مساكن الإيواء ليفاجأوا بالمستوى غير الآدمي للمعيشة، فيفكرون في الإقامة في فناء حوش المدافن الخاص بالأسرة، ليكتشفوا أن هناك رجل وضع يده عليه واستخدمه ليقيم بداخله، وذلك ضمن أحداث فيلم «كراكون في الشارع» من إنتاج عام 1986.
وحين تأمر النيابة بمقاسمة الطرفين للحوش، تبدأ المشاكل في الاندلاع، فيكتشف «شريف» مرة شربه الحشيش عن طريق الخطأ بمساعدة ذلك الرجل، وتبدأ زوجته في التذمر مرة أخرى عندما ترى تأثر أولادها بالسكن في مدافن الموتى بداية من استخدامهم لكلمات غير مألوفة، إلى أخذ «قرص الرحمة والنور» التي يوزعها أقارب الموتى على قارئي القرآن هناك.
ووفقا لموقع «آخر ساعة»، يلجأ سكان المدافن إلى الاختباء بداخل الأحواش بداية من حلول وقت المغرب، وذلك خوفا من المنحرفين ومتعاطي المخدرات.
ابن القنصل
أما في فيلم «ابن القنصل» من إنتاج عام 2010، يستخدم المزور المحترف الشهير اسم «القنصل» (خالد صالح) المدافن لغرض آخر، وهو إخفاء الذهب الذي قام بسرقته قبل دخوله السجن، ليقوم بإخراجه من هناك عندما يخرج من السجن، ويستمتع بالذهب والمال بقية حياته.
ويظهر في ذلك المشهد استخدام جديد لأحواش المقابر، وهو دفن الذهب بدلا من الموتى.
وبحسب ما ذكر موقع «آخر ساعة»، يتخذ بعض الأشخاص الخارجين عن القانون المقابر ملجأ لهم لتناول المخدرات وممارسة أفعال الدعارة والبلطجة ولعب القمار والخطف والاغتصاب، ومنها مقابر بني سويف والزقازيق ودمنهور وسوهاج والإسماعيلية التي تم الكشف عن أشخاص يمارسون مثل هذه الأعمال بداخلها.
مسلسل العار
وعلى نفس طريقة «ابن القنصل»، يخفي الثلاثة أشقاء «مختار» (مصطفى شعبان) و«سعد» (أحمد رزق) و«أشرف» (شريف سلامة) أموالا طائلة حصلوا عليها نتيجة صفقة مخدرات، بداخل مقبرة في أحد المدافن، كي يهربوا من تحفظات البنوك وحجوزات الضرائب، وذلك ضمن أحداث مسلسل «العار» من إنتاج عام 2010.
ويتضح هنا مرة أخرى لجوء بعض الناس إلى المقابر كي يخفوا بداخلها أموالا ناتجة عن أعمال غير قانونية.
رواية تراب الماس
ومن خلال روايته «تراب الماس» التي صدرت عام 2010، تناول الكاتب أحمد مراد قضية سرقة أعضاء الموتى وجثثهم الكاملة من قبل حارسي المدافن بهدف بيعها إلى طلاب كلية الطب لكي يدرسوا عليها.
وهذا ما ظهر في الواقع من خلال من لقبتهم الصحافة بـ«مافيا سرقة المقابر» من مقابر الدخيلة بغرب الإسكندرية، ومقابر المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، بحسب ما ذكرت مواقع «الوفد» و«اليوم السابع».