الطلاب ومؤتمر الرئيس بشرم الشيخ.. مواجهة بين المؤيدين والمعارضين (تقرير)
وقع عشرات الطلاب والشباب على بيان يرفض المشاركة في "المؤتمر الأول للشباب" المقرر انعقاده أيام 25 و26 و27 أكتوبر الجاري في مدينة شرم الشيخ برعاية رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي.
فيما يؤيد آخرون المشاركة لدوافع مختلفة، يرون أن الحوار هو طريق حل الأزمات.
جاء في بيان الرفض الموقع من أكثر من 160 رمزا شبابيا، والذي اطلع شبابيك عليه: «تحول 2016 من عام لتمكين الشباب إلى عام قمع وتهميش لهم، حتى أصبح وضعهم فيه أسوأ مما سبقه، حيث ملايين الشباب عاطلين عن العمل، والآلاف في السجون دون تورط في قضايا عنف أو إرهاب، وحتى الطلاب لم يسلموا من القمع والإجراءات الإدارية التعسفية».
وبمطالعة أسماء الطلاب المشاركون في المؤتمر تبين أن الكيانات المحسوبة على النظام هي الممثلة في المؤتمر، فيما لم توجه دعوات للحركات الطلابية المعروفة بمواقفها المعارضة.
«شبابيك» استطلع آراء قيادات الحركات الطلابية ورؤساء الاتحادات من مؤيدي ومعارضي المؤتمر لتبيان وجهة نظر كل منهم في المشاركة من عدمها:
المشاركة حل للمشاكل vs استبعاد النقاش الحقيقي
المنسق العام لصوت طلاب مصر، سعد نديم (مؤيد للمؤتمر)، اعتبر أن المشاركة تأتي بدافع الحرص على حل المشاكل التي تواجه الشباب «عايزين نعمل حاجه للبلد ولا نقعد في البيت على اللاب توب نكتب بيانات ومندورش على حقوقنا»، مؤكدا أنه سيتم متابعة توصيات المؤتمر وآليات تنفيذها.
بدوره يرى عضو حركة الاشتراكيون الثوريون، مصطفى التركي، أن حضور المؤتمر هم من تابعي السلطة، كما أن الشباب المصري لا يمكن أن يمثله هذا العدد الضئيل، وأكد أنهم يعزفون عن المشاركة واستبعد وجود نقاش ديموقراطي حقيقي.
المعارضون يرفضون الحوار vs النظام لا يؤمن بالحوار
البيان الرافض للمؤتمر يرى أن السلطة السياسية أثبتت على مدار العامين الماضيين أنها لا تؤمن بالحوار الديمقراطي، ولا تستجيب لأي حلول بديلة لسياستها الراهنة، مشيرا في هذا الصدد إلى رفض تعديلات قانون التظاهر، والانتخابات البرلمانية، ورفض الإصغاء لأي صوت معارض للسياسة الاقتصادية للبلاد.
المنسق العام لطلاب تحيا مصر، محمد بسيوني (أحد المشاركين)، قال إن الحركات المعارضة للسلطة، كمصر القوية و6 أبريل والاشتراكيون الثوريون لن تقبل بأي حوار ديموقراطي حتى وإن كانت هناك نية للحوار من جانب السلطة الحاكمة.
بينما يؤكد الأمين العام لطلاب مصر القوية، عمرو الزاهد لـ"شبابيك"، أن تجارب الحوار السابقة قضت على الثقة بين الطلاب والسلطة، مشيرا إلى الوعود التي لم تنفذ بشأن الانتخابات الطلابية، وفتح الحوار مع شباب الأولتراس، قائلًا: «مش عايز أروح أتصور وخلاص، ومش منطقي إن حد يكون عايش علشان يقول لأ وخلاص».
المؤتمر شكلي vs المكايدة السياسية
ورفض البيان تصدير بعض الشباب للرأي العام على أنهم داعمون للسلطة، لافتا إلى أن الشباب هو القطاع الأكثر وضوحا في معارضته قائلًا: «من المهم أن نعلن للرأي العام أن هناك قطاعات شبابية ترى أن هذا النظام يستحق المعارضة، وهذا الشباب قادر على طرح رؤاه دون التورط في حوار شكلي بلا مضمون أو نتائج».
في هذا الصدد، يزعم عضو الاشتراكيون الثوريون مصطفى التركي أن المدعوين لحضور المؤتمر هم الطلاب الذين يعملون مع إدارات الجامعات ويتم اختيارهم بناء على توجهات سياسية.
فيما ينفى المنسق العام لطلاب تحيا مصر، محمد بسيوني، أى علاقه تجمعه بالسلطة، لافتا إلى عدم تمكن 46 منسق لحركته في الجامعات من المشاركة في المؤتمر موضحًا: «المنسقين طلبوا انهم يروحوا ومجتلهومش دعوات، وأنا لو ليا فرد أمن حتى هناك كنت عرفت أجيبهالهم».
ويرى المنسق العام لصوت طلاب مصر، سعد نديم، أن عدم توجيه الدعوة لبعض الأشخاص للمشاركة دفعهم لانتقاد المؤتمر «لو حسيت إني مستخدم من السلطة مش هشارك لكن أنا إيجابي وبساعد بلدي، وحزب النور ليه توجه سياسي وموجود».
ويرى البيان الرافض للمؤتمر أن النظام يواجه السخط العام الناتج عن الأزمات الداخلية والخارجية بمؤتمرات شكلية لم يُبنى عليها إجراء.
اتحاد الطلاب.. مشاركون vs مستبعدون
ويمثل رؤساء اتحادات جامعات عين شمس والسويس وبورسعيد والأكاديمية البحرية طلاب الجامعات الحكومية والخاصة في مؤتمر الشباب بمدينة شرم الشيخ.
وقال رئيس اتحاد طلاب جامعة السويس، شوقي محمد إنه ناقش مع زملائه المشاركين في المؤتمر عددا من القضايا التي تخص الطلاب لعرضها ومناقشتها في المؤتمر.
وأضاف في تصريح لـ«شبابيك» أنه من المقرر عرض مشاكل الاتحادات الطلابية والميزانيات والأنشطة وتسجيل الأسر، وكيفية دعم النشاط الطلابي بشكل أفضل.
رئيس اتحاد طلاب جامعة المنوفية، عمرو الشريف، قال إن وزارتي الشباب والرياضة والتعليم العالي وجهت دعوات للجامعة للحصول على بيانات رئيس الاتحاد ونائبه والطالب والطالبة المثالية و 20 آخرين، لتمثيل الجامعة في مؤتمر الشباب.
وأضاف أن أحد المسئولين بوزارة الشباب والرياضة اتصل به هاتفيا وأبلغه أن البيانات يتم إرسالها لمؤسسة الرئاسة التي تقوم بعمل التحريات اللازمة وتستبعد من تراه غير مناسب، لافتا إلى أنه تم استبعاد رئيس الاتحاد ونائبه والطالب والطالبة المثالية.
وأشار «الشريف» إلى أن الدولة لا تحتاج إلى مؤتمرات لتعلن تبنيها للكوادر الشبابية وإنما تحتاج لتطبيق شعاراتها على أرض الواقع والاهتمام بمطالب الشباب وحرياتهم والأنشطة الطلابية بالجامعات.
وكانت رئاسة الجمهورية أعلنت انطلاق فاعليات المؤتمر الوطني الأول للشباب في 25 أكتوبر الجاري ولمدة 3 أيام بمحافظة شرم الشيخ، وبمشاركة 3000 شاب من كافة الشرائح، ويعقد به 23 جلسة عامة تشمل محاور سياسية واقتصادية واجتماعية.