لماذا أصبح الناس يستهينون بالطلاق؟
مصر الأولى عالميا في حالات الطلاق، بواقع حالة طلاق كل 6 دقائق؛ وفقا لآخر دراسة لمركز دعم المعلومات التابع لرئاسة الوزراء.. فلماذا أصبح الناس يستهينون بالطلاق؟
تقول ميادة كريم (اسم مستعار)، إن شقيقتها تزوجت من شاب، وصرف كثير من الأموال كي يتم الزواج، وتمت الأمور على مايرام، ولكن أثناء حفلة الزفاف، سحبها والدها من الحفل معلنا انتهاء حفل الزواج وطلاق ابنته، وتضيف: «اتضح فيما بعد أن والدي الزوج والزوجة اختلفوا على قيمة شئ داخل القائمة، لينتهي الزواج بالطلاق لخلاف على ماديات فيها».
وقال سامي منير (اسم مستعار)، إنه تزوج من فتاة وبعد كتب الكتاب مباشرة، حدث خلاف بينه وبين والد زوجته، وانتهى الأمر بالطلاق قبل ليلة الزفاف.
لكن لماذا أصبح الناس يستهينون بالطلاق؟
استشاري العلاقات الأسرية الدكتورة شريين عبدالعزيز، تقول إن الفكرة التي يقوم عليها الزواج حاليا هي التفكير في الحصول على مكانة أكبر ومستوى اجتماعي أعلى، مثل ذهب أو شقة وما إلى ذلك.
وتشير إلى أن تلك الفكرة خاطئة من الأساس، لأن الشخص المقبل على الزواج ليس بصدد مشروع قابل للربح أو الخسارة.
وأضافت عبدالعزيز لـ«شبابيك»، أن الزواج مشروع بناء كيان لتحقيق الاستقرار وبناء المستقبل على أسس من المشاركة والمودة بين الزوجين والتفهم المتبادل بينهم.
وتوضح أن الزواج هو نقطة بداية للانطلاق نحو تحقيق الطموحات المادية والاجتماعية، مؤكدة أنه ليس المكانة الاجتماعية والطموح في حد ذاته.
ليس وعاء
وأشارت خبيرة العلاقات الأسرية، إلى أن الزواج ليس وعاء لنرمي فيه أحلامنا، مضيفة أن ما يحدث هو أن المرأة تطمح لتحقيق أحلامها معتمدة على الرجل، وكذلك الرجل يطمح للاعتماد على زوجته لمشاركته ماديا في الحياة، على الرغم من أن هذا آخر ما أوصى به الرسول فالمال والحسب آخر التوصيات قبل الدين والأخلاق.
وعللت عبدالعزيز تلك النظرة للزواج بأن الضغوط الحياتية والمجتمعية والنفسية التي يمر بها الطرفان حولت نظرتهما للزواج إلى وعاء مادي، مشيرة إلى أن غلاء المعيشة أصبح عبئا على الاثنين، وبالتالي حول نظرتهما تجاه الزواج إلى نظرة مادية وطريقة للطموح.
وأضافت عبدالعزيز «احنا عايشين حياة مضغوطة من كل ناحية اللي بيفكر يتزوج مضغوط واللي بيفكر يحب مضغوط ماديا واللي بيفكر يعمل اي حاجة بيلاقي نفسه مضغوط ماديا»، ناصحة بأن تغيير النظرة الكلية للأمر سيجهل الأمور أسهل وأفضل.
ما لها وما عليها
المطلقة قبل الدخول بها - وفق الإسلام - لها نصف المهر المسمى، ونصف ما جرى مجراه من شبكة ونحوها، ولا عدة لها، ولا رجعة عليها، وإذا لم يكن زوجها قد طلقها ثلاث تطليقات فلهما أن يتزوجا من جديد بعقد ومهر وشهود إذا شاءا، ولا يحق للمطلق أن يمنع المطلقة من حقها في نصف المهر، ولا أن يمنعها من الإثبات القانوني للطلاق.
أما إذا طلبت هي الطلاق فتتنازل عن كافة الحقوق السابق ذكرها، ومن الممكن للزوج ان يتركهم بحوزتها.
ولا يجوز للزوج منع الزوجة حقوقها طبقا لقوله تعالى «وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم».
ومنع العدة طبقا لقوله «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً».
أما مؤخر الصداق يجوز كاملا للزوجة في حال خلا بها حتى لو لم يحدث جماع، أما إذا لم يحدث فلها النصف أو يتنازل الزوج عنه كاملا أو تتنازل عنها الزوجة كاملا