«المصنع».. الخردة تنتج فنا ومزيكا من مصر للعالم
صوت «زلزال» هو السبب في تكوين فرقة «المصنع». كان جورج وهيب، مؤسس ومدير الفرقة، يقدم عرضا مسرحيا عام 2008، وكُلِّف بخلق صوت الضوضاء الذي يسببه حدوث الزلزال، ليفكر في طريقة جديدة يصبح بإمكانها إصدار الصوت المطلوب، وكان الشارع هو المكان الذي وجد فيه ضالته.
البداية
وهنا جاءته فكرة تكوين فرقة موسيقى العزف فيها ليس على آلات، بل على أشياء مختلفة ومتنوعة يجدها الناس من حولهم في الشارع بشكل دائم، وحينها تعرف على زوجته لاحقا، «ماريز»، والتي بدورها تحمست لفكرته كثيرا.
اتفق «جورج» و«ماريز» على اختيار «المصنع» اسما لفريقهما، بسبب الحالة التي يخلقها جو المصنع من وجود أشخاص يعملون وآلات تنتج بدقة في أوقات معينة، ما يخلق نوعا من التناغم بينها، يكاد يكون أقرب إلى الإيقاع.
العرض الأول
شهد مسرح الجامعة الأمريكية عام 2008 العرض الأول الذي قدمه «جورج» و«ماريز»، وكان مكونا من 3 مقطوعات «تراكات» موسيقية، بجانب أغنيات كتبها ولحنها كلا منهما.
بعد مرور شهر واحد فقط على العرض الأول، قدم فريق «المصنع» حفلا على مسرح الجيزويت، ليستقبله الجمهور فرحا، وتبدأ الناس تعرفه على نطاق أوسع، وتبدأ أماكن مختلفة مثل الأوبرا، وساقية الصاوي، تدعو الفريق لتقديم عروضه فوق مسارحهم المتنوعة.
ذلك بجانب تقديمه لحفلات في مكتبة الإسكندرية، ومسرح الجيزويت بالإسكندرية فيما بعد، وكذلك في مارينا، والتي جابوا شوارعها عازفين فوق عربة نصف نقل. كما سافر الفريق ليقدم عروضه بلبنان، ولاقى استقبالا هائلا من الجمهور هناك.
العزف بالبراميل والأكواب
أما عن الأدوات التي يستخدمها أعضاء الفريق لإصدار أصوات مختلفة ومتنوعة، فتشمل كل شئ؛ حيث كانت البداية مع أحجام مختلفة من براميل، وأدوات العطور البلاستيك والمعدن، مرورا بـ«كانز» البيبسي، والزجاج، والجراكن، وأواني الطبخ، والأكواب، والخامات الأخرى المتنوعة، ليبقى الهدف في النهاية واحدا، وهو تكوين مقطوعة موسيقية بنغمة معينة.
واعتاد أعضاء الفريق على الذهاب إلى ورش ميكانيكا متنوعة بهدف الاستماع إلى شكمانات مختلفة تكون لها القدرة على إصدار صوت حلو يتناسب مع المقطوعات الموسيقية المختلفة التي يقوما بتأليفها.
ورش تدريبية
كما يقوم الفريق بعمل ورش لتعليم الأشخاص من جميع الأعمار بداية من 6 سنوات إلى 50 عاما، العزف على أدوات الشارع المختلفة.
أما عن الذي يجمع بينهم، فهو كونهم لم يسبق لهم التعامل مع أي نوع من أنواع الآلات الموسيقية المعروفة، فيستقبلون الأمر بمرحبين.
وبداخل «المصنع»، تبقى الأدوار مقسمة بين عضويه؛ حيث يدير الفرقة «جورج»، ويترأس التدريبات، ويقوم بتوزيع أدوار العزف على المشتركين، وتلحين المقطوعات الموسيقية المتنوعة، بينما تغني «ماريز»، وتكتب الأغاني وتقوم بالعزف على الآلات المختلفة، وتلحن أحيانا بمساعدة زوجها. كما أنها مسؤولة عن التسويق الإعلامي للفريق.
وبجانب عمل فريق «المصنع» على المقطوعات الموسيقية والأغاني الخاصة به، قام أعضاؤه كذلك بعمل الموسيقى التصويرية للكثير من العروض المسرحية سواء في المسرح التجريبي أو المستقل.
ومثلما يعزف أعضاء الفريق جميع أنواع الموسيقى مثل «الريجي» والمقسوم والصعيدي، فهم يستمعون أيضا إلى كل أنواع الموسيقى، ولكن تبقى فرقة الروك الإنجليزية «بينك فلويد» هي المفضلة لدى «جورج»، أما «ماريز» فهي تفضل السيدة فيروز.
أحلام «المصنع»
أما عن أحلامهما للفريق، فيتمنى «جورج» وزوجته عمل عرض مسرحي متكامل شامل الأوبريتات والغناء والمشاهد التمثيلية والموسيقى التصويرية، وهو ما يجهزان له من خلال ورشة مدتها 3 شهور ستقام بالنادي السويسري بالكيت كات.
وعلى المدى الأبعد، تحلم «ماريز» بأن تجوب العالم بـ«المصنع»، وأن تعزف مع فرقةStomp الإنجليزية، وهي الفرقة التي تقوم بالعزف بنفس طريقتهما، وعرفها أعضاء الفريق عقب إنشائهم لـ«المصنع». كما يحلم «جورج» بأن تصبح مسارح الدولة متاحة للشباب حتى يتمكن من عمل ورش والعزف والتدريب وتقديم العروض فوق خشبتهم دائما.