وصفوه بإسلام بحيري جديد.. تفاصيل تحويل أستاذ بالأزهر للتأديب

وصفوه بإسلام بحيري جديد.. تفاصيل تحويل أستاذ بالأزهر للتأديب

أصدرت كلية أصول الدين وقف الأستاذ بقسم العقيدة والفلسفة، الدكتور يسري جعفر، عن العمل لثلاثة شهور، وتحويله لمجس التأديب، بعد التحقيق معه على أثر شكوى تقدم بها بعض الطلاب لعميد الكلية وأرسلوا منها صورة لرئيس الجامعة وأخرى لشيخ الأزهر، بحسب ما قاله وكيل الكلية لـ«شبابيك».

اتهامات عديدة طالت الأزهر في الأيام الماضية بمحاربة تجديد الخطاب الديني، بعد صدور قرار بوقف أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين، الدكتور يسري جعفر، لثلاثة أشهر أثار جدلا وصل لوصف الدكتور بإسلام بحيري جديد داخل الأزهر.

وكان لأستاذ العقيدة والفلسفة آراء واتجاهات لم تتماشى في أغلب الأحيان مع رجال الأزهر وهو ما يظهر في حواره لمجلة عقيدتي في يناير ٢٠١٥ والذي صرح فيه بأنه يرى أن المخرج للوضع القائم هو وجود حكومة علمانية، وأنه ضد تقديس أي كتاب حتى لو كان صحيح البخاري، وأنه لا يوجد نص شرعي يحرم تجسيد الأنبياء.

شهور من التحقيق

بدأت الأزمة في يونيو الماضي حين استدعاه عضو لجنة التحقيقات بالجامعة وعضو مجمع البحوث الإسلامية، الدكتور حامد أبو طالب للتحقيق، وما نشر حينها أكد أن الاتهامات الموجهة إليه تضمنت الدعوة للإلحاد وانتقاد صحيح البخاري في محاضراته ووصفه التيار الإسلامي بالظلامي ومطالبته بتنقية كتب التراث، وإحياء فكر طه حسين والإمام محمد عبده.

وبعد أكثر من ثلاثة شهور وفي ١ نوفمبر الجاري صدر قرار لجنة التحقيقات بإيقافه عن العمل لثلاثة أشهر، وأرجع الدكتور حامد أبو طالب في تصريحات صحفية، أن سبب القرار هو نشر الدكتور يسري جعفر لأفكار تحث على العنف والكراهية بين الطلاب وتحريضهم على القوات المسلحة والشرطة المدنية.

تصفية حسابات

مصدر مسئول بالكلية -فضل عدم ذكر اسمه- أكد لشبابيك أن هناك بعض الملفات التي تم فتحها ليحاسب عليها الدكتور يسري جعفر، والمتعلقة بكتاباته في الصحف وانقطاعه عن العمل سنة للسفر للأردن دون إبداء أسباب، وأراءه المختلفة مع تعددية الأزهر، حتى وصفه بعض أعضاء هيئة التدريس أنه يسعى ليكون كالمذيع إسلام بحيري في انتقاده للأصول وتشكيكه في البخاري.

الدكتور يسري يرفض التعليق

من جانبنا حاول محرر شبابيك التواصل الدكتور يسري جعفر، ولم يجيب وعن طريق أحد الطلاب المقربين منه قال إنه تم تهديده بالفصل في حالة إدلائة بأية تصريحات صحفية.

وكيل كلية أصول الدين بالجامعة، الدكتور عبدالله عزب، قال لـ«شبابيك»، إن القرار جاء على أثر شكوى تقدم بها بعض الطلاب لعميد الكلية وأرسلوا منها صورة لرئيس الجامعة وأخرى لشيخ الأزهر، وأن الشكوى تضمنت اتهامات بالطعن في الأزهر، واتهام علومه بالتخلف والرجعية، والترويج لأفكار توجه لتكفير بعض المسلمين، مشيرا إلى آراءه المنشورة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وحوار أجراه مع مجلة عقيدتي.

ونفى علم إدارة الكلية بالسبب الذي أرجعت إليه إدارة التحقيقات بالجامعة قرار الوقف عن العمل «معندناش فكره بحديثه عن الجيش والشرطة ومعندناش دليل، والشكاوى اقتصرت على ترويجه لأفكار خاطئة في العقيدة، وأخرى تكفيرية».

آراءالكتور يسري جعفر ومواقفه

كان لأستاذ العقيدة والفلسفة آراء واتجاهات لم تتماشى في أغلب الأحيان مع رجال الأزهر وهو ما يظهره في حواره لمجلة عقيدتي في يناير ٢٠١٥ والذي صرح فيه بأنه يرى أن المخرج للوضع القائم هو وجود حكومة علمانية، وأنه ضد تقديس أي كتاب حتى لو كان صحيح البخاري، وأنه لا يوجد نص شرعي يحرم تجسيد الأنبياء، بالإضافة لرؤيته أن الأزهر فقد دوره بارتداءه لعبائة السلطة.

شارك في الحملة الشعبية للتنوير مع محمد عبدالله نصر الشهير ب"الشيخ ميزو" والتي كان هدفها تنقية التراث الاسلامي ومواجهة خلط الدين بالسياسة والسماح بنقد كتب البخاري ومسلم وعدم تقديسهما، كما حاضر في ندوات الحزب العلماني المصري تحت التأسيس عن تجديد الخطاب الديني.

وكان من المتضامنين مع إسلام بحيري بعد الحكم بحبسه في قضية ازدراء الأديان، ونشرت له صورة من داخل جلسة الاستشكال على الحكم تجمعه بمحمد عبدالله نصر أيضا.

يشار إلى أن إسلام بحيري هو باحث مصري ومقدم برامج، أثار جدلاً كبيراً في الأوساط الدينية والثقافية، وتم انتقاده من قبل الأزهر، ووقف برنامجه مع اسلام على قناة القاهرة والناس، بتهمة التشكيك في البخاري، وفي نهاية مايو 2015 أدانته محكمة مصرية بتهمة ازدراء الأديان وقضت بالسجن لمدة 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، ومازالت الحكم مستأنف عليه.

وهذا ما قاله الدكتور يسري جعفر بكلمه له بحزب التجمع

أحمد عبده

أحمد عبده

صحفي مصري متخصص في الشأن الطلابي، يكتب تقارير بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام من جامعة الأزهر، ومقيم بمحافظة القاهرة