من زمان لدلوقتي.. هكذا صورت السينما نضال طلاب الجامعة

من زمان لدلوقتي.. هكذا صورت السينما نضال طلاب الجامعة

أظهرت بعض الأفلام السينمائية عدة مواقف ثورية للطلاب تمردوا من خلالها على الواقع من حولهم، وحاولوا أن يكونوا سببا في تغييره إلى الأفضل. وفي هذا التقرير من «شبابيك» نستعرض بعض تلك الأفلام التي تناولت ثورة طلاب الجامعة على الأوضاع الحالية من خلال أكثر من صورة.

بين القصرين

من خلال تجسيد الفنان صلاح قابيل لشخصية «فهمي» الطالب الجامعي الذي يرغب في أن يكون له دور في تغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية لبلده إلى الأفضل، اتضحت قوة تأثير الطلاب على الشارع المصري، النابع من إيمانهم الحقيقي بقدرتهم على الثورة من أجل الحرية والعدل ونهضة البلاد.

قام «فهمي» وزملاؤه بالانضمام إلى تنظيم سياسي سري، وعملوا على تحقيق أهدافه، وتشجيع غيرهم من الطلاب بالانضمام إليه، لكي يشاركوا في تكوين مستقبلهم بأيديهم وبشكل فعال، وذلك ضمن أحداث فيلم «بين القصرين» من إنتاج عام 1962. 

خللي بالك من زوزو

ومجسدا شخصية «عمران»، أطل الفنان محيي إسماعيل في فيلم «خلي بالك من زوزو»، من إنتاج عام 1972، متبنيا آراء صارمة ووجهة نظر أحادية، ما جعله يرفض وجود زميلة له معه في الكلية ذاتها، بسبب طبيعة عمل والدتها كراقصة، ويحفز غيره من الطلاب لرفضها كذلك.

ولكنه عندما سمع وجهة نظر الفتاة من الناحية الأخرى، اقتنع بالمنطق الذي تتحدث به، ما جعله يغير رأيه، ويرحب بوجودها معه في نفس الكلية، ويؤثر على باقي الطلاب مجددا كي يتبنوا وجهة نظره الجديدة تلك.

البرئ

أما في فيلم «البرئ»، من إنتاج عام 1986، قام الفنان ممدوح عبد العليم بأداء شخصية «حسين وهدان»؛ الطالب الجامعي المثقف الذي يحاول بث الروح الوطنية في من حوله، وهي الطريقة التي اتبعها لكي يقنع الشاب «أحمد سبع الليل»، أو أحمد زكي، لكي ينضم للالتحاق بالقوات المسلحة.

صعيدي في الجامعة الأمريكية

وقام الفنان فتحي عبد الوهاب بأداء دور الطالب «أحمد» المتمرد على سياسة الجامعة التي يدرس بها، والمتبني للقضية الفلسطينية قلبا وقالبا، محاولا الاعتراض على تعمد تهميشها في كتب الدراسة، وذلك ضمن أحداث فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية»، من إنتاج عام 1998.

وعندما وصل حماس الطلاب المهتمين بالقضية الفلسطينية إلى حرق علم إسرائيل بداخل حرم الجامعة، اعترضت الإدارة على سلوكهم بشدة، ووصل الأمر إلى تهديدم بالفصل.

مرجان أحمد مرجان

جسد الفنان أحمد السعدني، في فيلم «مرجان أحمد مرجان»، من إنتاج عام 2007، شخصية الطالب المتمرد الذي يؤثر بكلامه في نفوس باقي الطلاب بمساعدة شخصيته القيادية التي يتمتع بها، ووفقا للقضية التي يريد أن يتبناها.

وتناول الفيلم قضية الرشوة وتأثيرها السلبي على طلاب الجامعة، ذلك بجانب تصوير مدى إدعاء بعض طلاب الجامعة بهدف الحصول على تأييد لآرائهم من قبل أكبر قدر من الأشخاص، حتى لو كانوا ليسوا مقتنعين بها تماما.

رامي الاعتصامي

وعلى سبيل تجربة جو مظاهرات الجامعة، قاد «رامي» أو الفنان أحمد عيد، مظاهرة في إطار كوميدي بداخل حرم الجامعة، مطالبا بالتغيير، وملقيا بهتافات تدعو لذلك، ضمن أحداث فيلم «رامي الاعتصامي»، من إنتاج عام 2008.

ومثلما أظهر الفيلم، وصفت إدارة الجامعة هؤلاء الطلاب الثائرين بـ«الفرافير»، وذلك لأنه لا يوجد قضية ملموسة بالفعل يريدون تبنيها.

الثلاثة يشتغلونها

ولأنها لا تجيد التعامل مع العالم الخارجي جيدا، اصطدمت «نجيبة»، والتي جسدتها الفنانة ياسمين عبد العزيز، في الواقع فور انهائها لدراستها الثانوية، لتبدأ المرحلة الجامعية، وتجد أنها تختلف كثيرا عن كتب الدراسة، وذلك ضمن أحداث فيلم «الثلاثة يشتغلونها» من إنتاج عام 2010. وفي مشهدين مختلفين، ظهرت «نجيبة» متمردة في صالح تغيير الأوضاع الخطأ بالجامعة، إما ثوريا أو دينيا، من وجهة نظرها.

واعترضت إدارة الجامعة على تلك المظاهرات وقيام الطلاب بتخريب تماثيل الجامعة وهدمها بشدة، ما وصل إلى إصدار قرارات بفصلهم من الجامعة. كما أظهر الفيلم مدى التخبط الذي يصاب به طلاب الجامعة وتذبذبهم بين القضايا المتنوعة بناء على تأثير الآخرين عليهم.

ويرى الناقد الفني، رامي عبد الرازق، أن السينما اهتمت بتصوير الطلاب أمام الكاميرا بداية من الأربعينيات من القرن الماضي تقريبا، ولكنها لم تكن تهتم بإظهار الأبعاد السياسية التي تشغل بال طلاب الجامعات.

ويضيف أن الوضع بعد قيام ثورة يوليو عام 1952، بدأ يتغير تماما؛ حيث ظهر تناول الطلاب في الأفلام السينمائية دراميا، واهتمت السينما بتوثيق نضالهم السياسي كثيرا، ما ظهر في فيلم «بين القصرين»، من إنتاج عام 1962، والذي ظهر فيه الطالب «فهمي» أو صلاح قابيل، متمردا على الأوضاع السياسية قبل قيام ثورة 1919، وفيلم «القاهرة 30»، من إنتاج عام 1966، والذي ظهر فيه الطلاب يقيمون بتوزيع المنشورات السياسية تشجعيا للمجتمع على القيام بثورة بهدف تغيير أوضاع البلاد إلى الأفضل، والفيلمين عن قصتين لأمير الرواية العربية نجيب محفوظ.

كما وصف «عبد الرازق» تناول الطلاب في السينما خلال القرن الماضي بـ«الأنضج دراميا».

ويرجع «عبد الرازق» تقصير السينما في عكس مشاكل الطلاب بداخل المجتمع حاليا إلى الأزمة التي مرت بها السينما بشكل عام، ما جعلها تتوقف عن الإنتاج بشكل مكثف كما كان الحال سابقا، ما جعل صورة الطلاب في السينما تتأثر خلال الـ10 سنوات الأخيرة، وتصبح ترتكز على الانحرافات الأخلاقية لديهم فقط، وغير مهتمة بإظهار مشاكلهم الحقيقية.

أماني عماد

أماني عماد

صحفية مهتمة بمجال الفنون والثقافة.. تهوى الكتابة عن السينما والأفلام، بجانب كتابة سيناريوهات أفلام واسكتشات وقصص قصيرة.