نور الدين محمود يكتب: صراع الطلاب والنظام ما زال مستمرا
تحل علينا الذكري السنوية لليوم العالمي للطلاب، والذي تم إقراره سنة 1941 من قبل الحركة الطلابية العالمية إحياءً للأحداث الدامية والمجازر التي وقعت بحق طلاب ''براغ'' وهي عاصمة تشيكسلوفاكيا سابقاً، على أيدي قوات الاحتلال النازي سنة 1939 حيث قوبلت مسيرات الطلاب الحاشدة المناهضة للاحتلال يوم الثالث عشر من نوفمبر حينها بالقتل و التنكيل مما أدي إلي مقتل الطالب "جون أوبلاتـيل" ليزيد الوضع اشتعالاً و تصعد من وتيرة الاحتجاجات الطلابية المقاومة للاحتلال النازي.
واستمرت الاحتجاجات حين إذٍ حتى خرجت السلطة النازية بقراراتها بغلق جميع المعاهد ومؤسسات التعليم العالي الجامعية.
وفي السابع عشر من نوفمبر 1939 وبعد شن حملات اعتقال وقتل موسعة، يتم إعدام 9 طلاب معتقلين وتصفية 1200 آخرين بشكل جماعي بعد ترحيلهم إلى أحد المعسكرات التابعة للاحتلال.
وتحل علينا هذه الذكري وسط إجراءات وقرارات حكومية قمعية تحاول بكل ما تملك من جهد فرض سيطرتها على الجامعات ومحاصرتها بشكل كامل، وترهيب الطلاب وانتزاع صوتهم ومكانتهم داخل المجتمع.
تحل هذه الذكري في أجواء بائسة تسود المعاهد والجامعات المصرية بدون استثناء، أدت بدورها إلى انحسار النشاط الطلابي بكافة انواعه، ذلك و إن لم يكن انعدامه تماماً في بعض من الجامعات، فقد أُنهك الطلاب نتيجة الملاحقات الأمنية والسياسية العنيفة ما بين حملات الاعتقال التي تقدر بالآلاف، و حالات الاختفاء التي باتت ظاهرة حديثة نسبياً على المجتمع الطلابي، و إحالة العديد من الطلاب للنيابة العسكرية، و القرارات التأديبية التعسفية التي لم تتوقف طيلة السنوات الثلاث الماضية، والتي تعد من أبرز الأدوات التي تستخدمها إدارة الجامعات لكتم صوت الطلاب وقمعهم وصلت حتى فصل مئات الطلاب بشكل نهائي، و ذلك بدون إحالتهم إلى التحقيق أو امتثالهم أمام مجالس تأديبية، لنرى كل ذلك في لوحة متكاملة لم يشهدها المجتمع المصري سابقاً والجامعات المصرية في تاريخها.
وقد باتت الآن الانتهاكات الصارخة لحقوق الطلاب تحديداً من المشاهد المتكررة والمعتادة في ظل هذا النظام القمعي، وبالرغم من ذلك وحتى هذه اللحظة نتحدث عن صراع مازال مستمرا ما بين الطلاب مدافعين عن حقوقهم والنظام بكل ما يحمله من قرارات تعسفية ومعدات حرب وحصار للجامعات.