هو كل حب ينفع للجواز؟.. الإجابة هنا
في لحظة شعرت بارتياح نفسي وهي تتحدث معه، في مشكلتها، ووجدت أحاديثه مشوقة لها بشكل أكبر، ما جعلها تشعر تجاهه بالحب، وتتمنى الزواج منه، في حين أن العلاقة بينهما لم تتعدى الصداقة بعد.
هذه المشاعر تراود بعض الفتيات والشباب عند تعاملهم مع بعض، ويحدث لديهم خلط بين مشاعر الحب الأخوي، والحب الحقيقي، وبالتالي يتزوجون، وقد تحدث بينهم الكثير من الصدامات والاختلافات، وبالتالي يحدث انفصال.
وانطلاقا من أهمية توضيح الفرق بينهما، يلقي «شبابيك» الضوء على هذه القضية، بالاستعانة ببعض الحالات، وآراء الخبراء، في التقرير التالي.
حنان محمد (اسم مستعار) تؤمن أن مشاعر الصداقة تختلف بشكل كبير عن مشاعر الحب، وتختلف عن الزواج، فهناك شخصيات تصلح للصداقة فقط وليس للزواج، حتى وإن كانت الفتاة لاتستطيع العيش بدون هذه الشخصية.. تقول حنان: «عندي صديق بعزه جدا، وبحترمه، وأحيانا بغير عليه، مقدرش أعيش من غيره، وكتير بفضل مصلحته على مصلحتي. لو حصلي أي موقف هو أول واحد بلجأ له، ودايما بيقف جنبي، وبيسمعني ويستحملني، بس أنا محدده دوره في حياتي، وعارفه إن لو ارتبطت بيه هتحصل مشاكل كتير لأني فاهمة شخصيته، وعارفه عيوبه، اللي أقدر استحملها منه وهو صديقي، بس مقدرش عليها وهو جوزي».
تضيف «حنان»: «من وجهة نظري مش كل مشاعر حلوة ممكن نحسها تجاه شخص هتكون حب، وده الغلط اللي بتقع فيه بنات كتير، إنها بتفسر أي مشاعر على إنها حب».
استشاري العلاقات الإنسانية والأسرية الدكتورة شيرين عبد العزيز اتفقت مع «حنان»، وأضافت أن هناك شخصيات تصلح للصداقة والحب أيضا ولكنها لاتصلح للزواج، نتيجة لبعض الاختلافات التي يدركها كلا الطرفين، ولا يستطيعا التأقلم معها في الحياة الزوجية، ولكنها في الصداقة لن تؤثر على قوة العلاقة، وقد يتجنبها الطرفان، مع الاكتفاء بالمميزات فقط.
محمود مصطفى، وقع في خطأ عندما فسر مشاعره تجاه صديقته كحب وصارحها بذلك، يقول: «غلطت لما فسرت مشاعري تجاه أقرب صديقاتي على إنها حب، خصوصا إني فسرت إهتمامها بيا، ومشاعرها تجاهي على إنها حب، ولما واجهتها، وطلبت منها الجواز اتصدمت برفضها، لكن هي فهمتني أكتر من نفسي، وفسرت المشاعر اللي أنا حسيتها تجاهها صح، وواجهتني بمشاعري، وقالتلي إني ممكن أظلم نفسي، وأظلمها معايا لو ارتبطت بيها، ولما فكرت في كلامها لقيتها صح. فعلا أنا محبتهاش، وفكرت فيها كحبيبة ومش زوجة».
استشاري العلاقات الأسرية الدكتور عمرو عادل أوضح أن هناك الكثير من الشباب والفتيات يقعون في نفس خطأ «محمود»، وهو الخلط في تفسير المشاعر، فيفسرون مشاعر الاهتمام والصداقة على أنها حب، ولابد أن تتوج بالزواج.
وقال: «ليس كل من يصلح للحب، يصلح للزواج»، موضحًا، أن الشاب عندما يشعر بالارتياح في التعامل مع فتاة، ينجذب إليها، ويفرز لديه هرمون مسؤول عن الحب، وهذا الهرمون يعمل على تغليب الأخير على أي اختلافات، وبالتالي تدفع الشاب إلى الرغبة في الزواج منها، وهنا تبدأ الخلافات.
وأكد دكتور «عادل» أن معايير الحب تختلف من شخص لآخر، ويتم تحديدها وفقا لاحتياجات الطرفين، فقد تجد طرفا يبحث عن الاستقرار والأمان، والأطفال، وآخر يبحث عن الحب، والاهتمام.
ونصح استشاري العلاقات الأسرية، الشباب عند الشعور بالحب تجاه أي فتاة، بتوجيه سؤال لأنفسهم، وهو: «هل أحببت هذه الفتاة كحبيبة، أم كصديقة؟»، موصيا بالتمهل قبل اتخاذ قرار الزواج، والتساؤل هل هذه الفتاة تتوافر بها الصفات التي تناسبك، وتناسب شخصيتك؟ مؤكدا أن في هذه الحالات يكون الشاب والفتاة على قدر كبير من التفاهم والتواصل، وبالتالي كل طرف منهما يكون أكثر قدرة على فهم الآخر.
وأوضح «عادل» أن الشباب والفتيات عندما يتغاضون عن عيوب بعضهم بسبب رغبتهم في الزواج، والاكتفاء بمشاعر الحب، قد يتعرضون لمشاكل كبيرة فيما بعد، وقد يخسرون الحب الموجود بينهم لأنهم لم يعرفوا أسس الزواج الصحيح.
وتابع استشاري العلاقات الأسرية إنه حتى وإن كان الحب حقيقي بين الطرفين، ولكن لا يوجد لديهما أي استعداد للتنازل عن الأشياء المفضلة لدى أحدهما، في مقابل الطرف الآخر.
وأتفق معه استشاري العلاقات الأسرية ومؤسس مدرسة «اتجوز صح» أحمد وجيه، موضحا أن الحب الحقيقي يأتي بعد الزواج بـ6 شهور.. بعد العشرة والمواقف الحقيقية التي تظهر بين الزوجين وتقربهما من بعض، مشيراً إلى أن تعدد حالات الطلاق والانفصال التي تحدث بعد الزواج بشهور قليلة، بعد قصص حب دامت سنوات، سببها أنهم لم يؤسسوا لحياتهم الزوجية بشكل صحيح، ولم يتحروا أسس الزواج الصحيحة، وهي التوافق في الطباع، والوضع الاجتماعي، والاقتصادي.
وحتى لا يحدث خلط في المشاعر، ويعاني الطرفين، من الحب، وعدم القدرة على الارتباط، قدمت استشاري الطب النفسي، والعلاقات الأسرية، دكتورة زينب مهدي، مجموعة من الحدود، لابد من مراعاتها عند تعامل البنات مع الشباب، ومنها:
1- عدم المبالغة في مكالمات الهاتف، والسهر ليلا على مواقع التواصل الاجتماعي مع بعض، وتبادل الأحاديث المتنوعة التي تخص الطرفين.
2- عدم تبادل الهدايا بشكل مثير للطرفين.
3- عدم المبالغة في الاهتمام، والمدح.
4- الخروج مع بعض للنزهة، لأن الصداقة بين الرجل والمرأة لابد لها ضوابط.
5- الكلام يفضل أن يكون بعيدا عن الخصوصيات، وعن المشكلات الأسرية في بيت كل واحد فيهم.