«كاسترو» وقصة نجاح الثورة الكوبية في سطور

«كاسترو» وقصة نجاح الثورة الكوبية في سطور

قامت الثورة الكوبية المسلحة بين عامي 1953-1959، على يد «فيدل كاسترو» مع حركة 26 يوليو وحلفائها ضد الحكومة الاستبدادية بقيادة «بباتيستا» المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، واستطاع المتمردون الإطاحه بالحكم الدكتاتوري في يناير 1959.

A 1959 portrait of the Cuban Revolution

 بعد نجاح الثورة أسس «كاسترو» حكومة اشتراكية ثورية، وتم تنظيم حركة إصلاحه في وقت لاحق على أسس شيوعية، ليصبح الحزب الشيوعي، هو المسيطر علي الحكومه التي يرأسها الآن الأخ راؤول كاسترو، وما زال يحكم كوبا.

أسباب قيام الثورة الكوبية 

بعد استقلال كوبا عن أسبانيا عام 1902، قامت بها العديد من الثورات والانقلابات وفترات من التدخل العسكري الأمريكي، وأصبح باتيستا رئيس في مارس عام 1952، بعد استيلائه على السلطة في انقلاب عسكري وإلغاء انتخابات 1952، وأثبت أنه أكثر ديكتاتورية وبعيد وغير مبال من المخاوف الشعبية، وظلت كوبا تعاني من ارتفاع معدلات البطالة والبنية التحتية للمياه المحدودة، والسماح للشركات الأميركية للسيطرة على الاقتصاد الكوبي.

وخلال فترة ولايته الأولى كرئيس، حظي باتيستا بدعم من الحزب الشيوعي الكوبي، وكسب الدعم السياسي والعسكري من الولايات المتحدة ، ووضع باتيستا بنية تحتية أمنية قوية لإسكات المعارضين السياسيين.

بعدها قام فيدل كاسترو بالعمل على الإطاحة بـ«باتيستا»، بطرق قانونية، الأمر الذي رفضه بابتسيتا، وهو ما دفع كاسترو بإطلاق ثورة مسلحة، وفي 1953 يقرر كاسترو وآخرون الهجوم على ثكنات مونكادا، ولكن الهجوم يفشل ويسجن كاسترو ويحاكم.

«كاسترو» وإشعال شرارة الثورة بـ82 مقاتل 

في عام 1954 أفرج عن كاسترو وذهب إلى المكسيك، وتم تجميع 82 شابا في مزرعة بالمكسيك لتدريبهم على أساليب حرب العصابات، وتحرك الجيش إلى كوبا على متن الياخت «جرانادا»، ليصل إليها في 2 ديسمبر 1956، وعلى مدي أكثر قليلاً من عامين، حارب جيش كاسترو (الذي توسع ليصبح بالآلاف) نظام باتيستا على طريقة حرب العصابات.

في 13 مارس عام 1957، انضمت مجموعة منفصلة عن الثوار –من المديرية الثورية الطلابية المناهضة للشيوعية، والتي تتألف معظمها من الطلاب– واقتحمت القصر الرئاسي في هافانا، في محاولة لاغتيال باتيستا ولمهاجمة الحكومة، ونجحوا في تكبيد قوات "باتيستا" خسائر فادحة.

The Cuban Revolution

بعد انضمام أغلبية الشعب الكوبي إلى الثورة، فرضت الولايات المتحدة حظرا اقتصاديا على الحكومة الكوبية واستدعت سفيرها، وبدأ دعم باتيستا يتلاشى بين الكوبيين والولاية الحكومية.

سعى الثوار لاستخدام الدعاية لصالحها، وأنشأت محطة إذاعة القراصنة الذي دعا فيها راديو ريبيلدي باسم "راديو الثائر" فى فبراير لعام 1958، مما سمح لكاسترو وقواته في بث رسالتهم على الصعيد الوطني داخل أراضي العدو ، وكان البث الإذاعي ممكن عن طريق كارلوس فرانكي، والصديق السابق لكاسترو الذي أصبح في وقت لاحق المنفى الكوبي في بورتوريكو.

في 31 ديسمبر 1958، سقطت مدينة سانتا كلارا في يد القوات المشتركة لتشي غيفارا، سيينفويغوس، ومديرية الثوري  RD وتسببت أخبار هذه الهزائم في ذعر لباتيستا، دفعته للهرب من كوبا عن طريق الجو لجمهورية الدومينيكان بعد ساعات فقط في 1 يناير 1959.

وفي الصباح بدأت المفاوضات وأمر القائد العسكري في المدينة، جنوده بعدم القتال، واستولت قوات كاسترو على المدينة، وقوات جيفارا دخلت هافانا في نفس الوقت التقيا في رحلتهم من سانتا كلارا إلى العاصمة الكوبية، ووصل كاسترو نفسه إلي هافانا في 8 يناير بعد مسيرة النصر الطويلة.

«كاسترو» والحزب الشيوعي الحاكم

تسلم كاسترو سدة الحكم وسرعان ما حول بلاده الى النظام الشيوعي لتصبح كوبا اول بلد تعتنق الشيوعية في العالم الغربي.

أدخلت حكومة كاسترو مجموعة واسعة من الإصلاحات الاجتماعية التقدمية، وتطوير المرافق الطبية، والصحة، والإسكان، والتعليم، بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك جولة لإنشاء دور السينما والمعارض الفنية والحفلات الموسيقية والمسارح، وبحلول نهاية عام 1960، كان جميع الأطفال الكوبيين يتلقون بعض التعليم، وتم تخفيض البطالة والفساد، وأدخلت تحسينات كبيرة في مجال النظافة والصرف الصحي.

The Cuban Revolution

أنشأ كاسترو ميليشيا ثورية لتوسيع قاعدة قوته بين المتمردين السابقين والسكان الداعمة له، كما أنشأت كاسترو لجان المخبرين للدفاع عن الثورة "تقارير الإنجاز الموحدة" في أواخر سبتمبر 1960، وهي مكلفة بحفظ ”اليقظة ضد النشاط المضاد للثورة“، والاحتفاظ بسجل مفصل للعادات والانفاق وسكان كل حي، ومستوى الاتصال مع الأجانب ، والعمل والتاريخ والتعليم ، وأي سلوك “مشبوه".

كان كاسترو الذي يعرف بين أفراد شعبه باسم "فيدل" أو "القائد" قد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة عام 1961 بعد عملية خليج الخنازير الفاشلة، كما أمم عددا من الشركات الأمريكية التي بلغ مجموع أرصدتها ما يقرب من مليار دولار.

ويوم 26 مارس عام 1962، أصبح IRO حزب المتحدة للثورة الاشتراكية الكوبية الحزب الشيوعي الحديث وبقي كاسترو حاكم لكوبا، بعد أن كان رئيساً للوزراء ، ومنذ عام 1976، أصبح رئيسا، حتى تقاعده في فبراير 2008، وتولي شقيقه راؤول رئيسا رسميا للجمهورية في الشهر نفسه.

مدحت رمضان

مدحت رمضان

صحفي متخصص في مجال SEO ومحركات البحث - حاصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة الأزهر الشريف دفعة 2013 - 2014، يكتب في مجال الرياضة والسياسة والتعليم