من «إم تي إم» إلى زاب ثروت.. هذه حكاية الأغنية الـ«راب»

أغاني هي أقرب إلى الكلام العادي ولكن باستخدام قافية معينة مع السرعة في الإلقاء، على أن تصاحبها موسيقى منسقة بإيقاع محدد لتصنع لحنا مختلفا، هذه هي طبيعة أغاني الـ«راب» مثلما اشتهرت حول العالم.

ورغم أن الـ«راب» أصوله إفريقية، لكنه نال شهرة واسعة للغاية منذ ظهوره في نيويورك بالولايات المتحدة في بداية السبعينيات على يد الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية. ومع نهاية فترة التسعينيات انتشر بشكل كبير داخل وخارج أمريكا، وخاصة في دول ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، واليابان، واليونان، وهولندا، والبرتغال، والشرق الأوسط.

لكن كيف كانت بداية الراب في مصر؟

فريق إم تي إم

أصدر فريق «إم تي إم»، المكون من 3 أشخاص هم: محمود، وتاكي، ومايكل، أول ألبوم له عام 2003، بعنوان «أمي مسافرة»، ليكون أول فريق غنائي للـ«راب» ينتشر إعلاميا بشكل كبير. ومن خلال أغاني الألبوم، عبر الفريق عن الحياة التي يعيشها الشباب بداخل مصر وما يتعرضون له من مشاكل وأزمات، وسعيهم الدائم وراء تحقيق أحلامهم، وظهر ذلك في أغاني «ليه تشكي» و«مدرسة الحياة».

واستكمل الفريق نجاحه في العام التالي من خلال إطلاقه ألبومه الثاني بعنوان «تليفوني بيرن»، والذي نال إعجابا كبيرا وانتشارا واسعا بين الشباب في تلك الفترة، ثم اختفى بسبب اندلاع بعض المشاكل الإنتاجية، حتى عاد بأغنية «اغسل مواعين» في عام 2015، واستقبلها الجمهور بفرحة شديدة.

كما برز اسم فرقة «روك رو» كثيرا في مجال الأغنية الـ«راب» المصري، وهي مكونة من 5 أشخاص هم: ميدو، وأستيكة، وأفرو، وميكا، وأورجندي.

مكي ونجيب

وشهدت فترة الألفية الجديدة ظهور العديد من مطربي الـ«راب»، وبينهم الفنان أحمد مكي الذي أصدر أغنية «دور بنفسك» في فيلمه «طير أنت» من إنتاج عام 2009، والتي ناقشت ضرورة بحث الإنسان عن الأشياء التي تميزه عن غيره، وأغنية «فوقوا» عام 2010، والتي تناولت الصراع بين مصر والجزائر الذي حدث نتيجة مباراة كرة القدم بين منتخبي البلدين عام 2009.

وبعدها، أصدر «مكي» أغنية «كرامة المصريين» في فترة ثورة يناير عام 2011. أما في عام 2014، أصدر ألبوم «أصله عربي»، والذي ناقش في أغانيه قضايا اجتماعية مثل إدمان المخدرات من خلال أغنية «قطر الحياة».

ذلك بجانب مغني الـ«راب» كريم نجيب الذي أصدر أغنية «بلد شهادات» عام 2008، ليعبر من خلالها عن مشكلة التعليم في مصر. كما أنه أصدر أغنية «كان ياما كان» بالاشتراك مع أمينة خيرت، ليعبر عن المشاكل العاطفية التي تتعرض لها المرأة المصرية. وتميزت أغانيه بتصويرها للمشاكل الاجتماعية بطريقة كوميدية.

وحققت أغنية «سد خانة» نجاحا كبيرا، وكانت قد صدرت عقب أحداث ثورة يناير عام 2011، ليعبر «نجيب» من خلالها عن مشاكل المصريين التي يتعرضون لها بداخل بلدهم.

25 يناير 2011

وتحمس بعض مغنيو الـ«راب» لثورة 25 يناير من عام 2011 كثيرا، وكان بينهم رامي الدنجوان الذي أصدر أغنية «ضد الحكومة» قبل أيام قليلة من بداية الثورة.

كما ساعدت أحداث 25 ينايرعلى ظهور العديد من مطربي الـ«راب»، وبينهم أحمد ثروت، الشهير باسم «زاب ثروت»، والذي أصدر أغنيته «مين أنا» في نفس العام، وتتابعت أغانيه التي يغنيها وحده أو بالاشتراك مع فرق غنائية مثل «أسفلت»؛ حيث تعاون معهم في أغنية «مين المقصود»، والتي ناقشت مشكلة غزو الثقافة الغربية للمجتمع العربي، وفريق «كايروكي»؛ حيث تعاون معه في أكثر من أغنية، بينهم «اثبت مكانك»، والتي عبرت عن ثورة 25 يناير، وتم لإصدارها عام 2012.

وبعدها، أصبح «ثروت» أحد أشهر مطربي الـ«راب» في مصر، وأصدر أغاني «احلم» عام 2014، ليشجع الشباب على تحقيق أحلامهم، و«مين السبب»، التي ناقش فيها مشكلة التحرش، و«ملعونة الشهرة»، وكانت آخر أغانيه «نور»، والتي أصدرها عام 2016، واشتركت معه في غنائها الفنانة أمينة خليل.

ذلك بجانب معني الـ«راب» المصري «تاكي»، الذي أصدر أغنية «مسيرة مليونية في ميدان التحرير» من وحي أحداث ثورة 2011، ومغني الـ«راب» أحمد ناصر الشهير بـ«الجوكر» مطرب العالم الافتراضي، والذي قام بإطلاق عدة أغاني منها: «شفيق ليه»، و«محاكمة القرن»، و«في اختلافنا رحمة».

سوسكا

ولم يقتصر غناء الـ«راب» على الرجال فقط، وذلك حين قامت سوسن عادل، والتي اشتهرب باسم «سوسكا» بغناء الراب لأول مرة في دار الأوبرا المصرية، ثم أصدرت أولى أغانيها عام 2011، بعنوان «الأغنية الراب»، لتعبر من خلالها عن أهمية الـ«راب» في مصر.

وفي نفس العام، أصدرت أغنيتها «حداد رفح»، والتي ناقشت فيها حادث مقتل الجنود المصريين في رفح. أما في عام 2014، أطلقت «سوسكا» ألبوم «حِب الحياة»، المكون من خمس أغاني بينها «إحساس كئيب»، ولاقى إعجابا كبيرا من الجمهور، ذلك بجانب أغنيتها «ضد الإرهاب»، والتي ناقشت فيها مشكلة الإرهاب في مصر.