المتحدث باسم جامعة الأزهر يكتب: لماذا الخطاب الديني وحده؟!

المتحدث باسم جامعة الأزهر يكتب: لماذا الخطاب الديني وحده؟!


كثيرة هي الأصوات التي تنادي بضرورة تجديد الخطاب الديني وهذا شيء جميل ومطلوب، ومما لا شك فيه أن الأزهر وعلماءه الأجلاء هم أحرص الناس على ذلك وعبر تاريخ الأزهر المجيد قاموا ويقومون بذلك لأن ذلك مطلب شرعي وسمة من سمات الدعوة الإسلامية التجديد عبر الزمان والمكان مراعاة لمقتضى الأحوال في الأزمان والأماكن ولكن واقع الأمر يفرض علينا أن ننتبه لحقيقة مهمة أنه بدون التجديد والتصويب في نواحِ عديدة أخرى لن ينجح تجديد الخطاب الديني، ولن يؤتي ثماره المرجوة , فكيف يغيب عنا أن لدينا خطاباً فنياً وإعلامياً وثقافياً يحتاج إلى إعادة نظر وتصويب حتى تكتمل الصورة ويرقى الخطاب الديني.

مهما كان الخطاب الديني صائباً فسوف يصطدم بالخطاب الفني الذي يبث ليل نهار مفاسد لا حصر لها هددت بل اقتلعت قيماً طيبة من نفوس الكثيرين، وأشاعت شتى ألوان الرزيلة والعنف في مجتمعاتنا. ولدينا خطابٌ إعلامي أقل ما يوصف به أنه يمزق الأمة، ويدعو للاستقطاب والتناحر، ويجنح للإثارة والترويج لسفاسف الأمور رغم أنه يشهد أزهى عصوره تقنياً وتكنولوجيا، إلا أنه يعاني من قوة فقره القيمي والمهني.

فالخطاب الإعلامي يهدم في لحظات ما يبنيه الخطاب الديني في سنوات طوال، وإذا كانت الثقافة في أبسط معانيها الفكري والوجداني ممانراه، وما يؤكده كثير علمائنا ومفكرينا أننا نعاني أمية ثقافية حتى في أوساط أصحاب الشهادات المختلفة، كما نعاني من عجز وشيخوخه المؤسسات الثقافية.

مما يؤكد أننا لابد أن نقف وقفة صادقة مع أنفسنا لنجدد هذه المسارات الفنية والإعلامية والثقافية حتى يتمكن الخطاب الديني من دحر الفكّر المتطرف من جانب، ومقاومة موجه الإلحاد والأغلال التي ابتلينا بها من جانب آخر.

الدكتور - أحمد زارع وكيل كلية الإعلام - المتحدث الرسمي لجامعة الأزهر
نقلا عن الصفحة الرسمية للمركز الإعلامي بجامعة الأزهر

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر