عيوب صناعة.. الأفلام المصرية القصيرة «مش بتتشاف»
زي ما السينما المصرية قدمت مجموعة من الأفلام الطويلة المتميزة، برضه قدمت مجموعة من الأفلام القصيرة، اللي رغم تميز البعض منها مخدتش حقها في الفرجة زي ما الأفلام الطويلة بتاخد حقها.
طب يا ترى ليه الأفلام القصيرة مش بتاخد الفرصة إنها تتشاف زيها زي الأفلام الطويلة يا ترى إيه المشاكل اللي بتواجهها؟ ده اللي هنعرفه، بس قبل ما نتكلم في الأسباب هنستعرض سريعًا مع بعض أبرز الأفلام القصيرة اللي مرت على السينما المصرية.
هذا الزمان
ورقة مكتوب عليها «على من يجد هذه السيدة أن يوصلها لأقرب دار مسنين» بيسبها إبن سيدة عجوزة مبتعرفش تقرأ في إيديها وبيمشي لأجل غير مسمى. قصة إنسانية بيتناولها المخرج رامي الجابري بغرض تسليط الضوء على الإبن أو الإبنة اللي بيرموا أهلهم في دار مسنين وبيسبوهم بعد ما تعبوا في تربيتهم.
الفيلم من بطولة عواطف حلمي، خالد مجاهد، عبد الله النحاس، ومن إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة. وسبق وشارك في مسابقة «مهرجانك السينمائي» اللي أطلقها موقع يوتيوب بمشاركة مهرجان فينسيا السينمائي.
حار جاف صيفًا
اتنين بيتقابلوا في وسط البلد بالصدفة، الشخص الأول بيعاني من مرض السرطان وكان في طريقه لزيارة دكتور ألماني موجود في القاهرة أما الشخصية التانية فهى بنت بتستعد ليوم فرحها. ومقابلتهم مع بعض هتغير في حياة كل واحد منهم.
الفيلم من بطولة ناهد السباعي، ومحمد فريد، وإخراج شريف البنداري. وشارك الفيلم في عدة مهرجانات منها دبي السينمائي الدولي، وبرلين السينمائي الدولي، وفاز بجائزة مؤسسة «روبرت بوش ستيفونج» السينمائية الألمانية للفيلم الروائي القصير سنة 2015.
ليلتين شتا
قضية تهجير النوبيين في أوائل القرن الماضي بيناقشها فيلم «ليلتين شتا». وبيسلط الضوء على إن خلال عملية التهجير تم تشريد أكتر من 18000أسرة كانت عايشة خلف السد. أخرج الفيلم خالد منصور وقام بتمثيله أحمد السيسي، وحامد حسن، وقصة الفيلم لمحمد مهدي والتصوير لنادر نبيل. وشارك الفيلم في مهرجان «قبيلة الدولي»، وتم عرضه في عدد من الفعاليات الثقافية منها قصر التذوق الفني.
خمسة جنيه
في إطار من الغموض والقلق بنلاقي امرأة بتعيش حالة من القلق بسبب شخص بنكتشف في الأخر إنه ابنها وإنها مريضة بالزهايمر. الفيلم من بطولة صفية العمري، وأحمد الفيشاوي، والقصة والسيناريو والحوار والإخراج لمحمد دياب.
صباح الفل
بيصورالفيلم معاناة المرأة المصرية المتزوجة في ظروف اقتصادية صعبة وبتعيش حياة روتينية وبتدور على الحب والمشاعر مع جوزها. الفيلم مقتبس عن مسرحية للكاتب «داريوفو» اسمها «الاستيقاظ»، ومدة الفيلم 9 دقايق اتصوروا في مشهد واحد بدون مونتاج. بطولة الفيلم لهند صبري وأخرج الفيلم شريف البنداري.
ليه مش بتاخد حقها؟
مخرج الأفلام القصيرة خالد منصور بيقول إن الأفلام عمومًا عشان تتشاف سواء كانت طويلة ولا قصيرة لازم يكون ليها منظومة كاملة لأن دي صناعة في الأخر مش مجرد حاجة بتتعمل بشكل فردي.
غياب التوزيع
والمفروض عشان خاطرالفيلم يتشاف بعد ما ينتهي، فيه حاجة اسمها التوزيع بيقوم بدوره شركة اسمها شركة التوزيع السينمائي اللي بتختار دور العرض وبتعمل الإعلانات وبتكون مسؤولة عن إن الفيلم يتشاف، فحاليًا التوزيع ده مش موجود للأفلام الطويلة بشكل عادل أو بشكل كويس وبالتالي مش موجود أصلًا للأفلام القصيرة.
اللجوء للتوزيع الفردي
وبالتالي كل صناع الأفلام القصيرة بيلجأوا للتوزيع الفردي أو الناس المحترفة جدًا اللي بتوصل لشركة توزيع في النهاية برضه مش هتقدر تاخد سينما كبيرة تعرض فيها لأن في النهاية الفيلم القصير تقريبًا متوسط مدته بتكون من حوالي 10 دقايق إلى نص ساعة ودية الحاجة الشائعة ودايمًا محدش بيعمل فيلم أكتر من نص ساعة عشان بتكون فرصة مشاهدته في المهرجانات أقل شوية، فبالتالي مفيش دور عرض تقدر تعرض فيلم يكون 10 دقايق بتيكت خاصة في ظل غياب الوعي السينمائي في مصر وإن كمان المنظومة مش بتشتغل صح.
مشاكل صناع الأفلام
عن المشاكل اللي بتقابل صناع الأفلام عمومًا سواء الطويلة ولا القصيرة، بيقول «منصور» إن أول مشكلة هى إن مفيش فلوس، ومفيش حد عايز ينتج الأفلام، أما تاني مشكلة فهى إن مفيش موزعين، لأن عندنا هنا المنتجين بيحتكروا دور التوزيع فده عامل شلل كبير جدًا في الأفلام.
وبيوضح إن لما يكون منتج أو إتنين هما اللي بيسيطروا على كل دور العرض في مصر فبالتالي أي حد عايز ينتج فيلمه مش هيكون عنده فرصة يوزعه صح فبالتالي بيخسر فلوسه وبالتالي مش بيخوض التجربة مرة تانية.
تالت مشكلة إن الصناعة نفسها فيها خلل من روتين الحكومة والإجراءات والتصاريح وكل الحاجات دي بتعطل جدًا صناع الأفلام.
صعوبة المنح والتمويل
وطبعًا المشاكل دي بتخلي صانع الفيلم القصير فرصته معدومة من التمويل الخارجي وبيعتمد على المنح أو التمويل الذاتي والمنح بيكون الحصول عليها صعب جدًا، لأن لازم يكون عنده خبرة في المجال عشان يعرف يكسب منحة لأن المنحة بتتطلب إجراءات معينة أما التمويل الذاتي فأغلب الناس مش معاها فلوس تصرف على أفلامها فده اللي بيعطل الناس إنها تعمل أفلام قصيرة.
وحتى لو لجأت لصنع أفلام قصيرة بميزانيات قليلة جدًا ده بيقلل من فرصة عرضها في المحافل الدولية زي مهرجان كان، برلين وبتكون الفرصة صعبة لأن بيكون فيه معايير جودة معينة مطلوبة.