حتى يدوم الحب.. رسائل النبي للمخطوبين
الخِطبة هي الوعد المبدئي بالزواج، وفترة للتعارف بين الطرفين، ولا يترتب عليها أي من الحقوق والواجبات الزوجية، ويعد فيها المخطوبان أجنبيان عن بعضهما ولكن بامتيازات تتمثل في إباحة الرؤية وتبادل الحديث في إطار محدود.
ولذلك فقد وجّه النبي ببعض الأمور التي تحافظ على الخاطبين وتعمل على استمرار الحب والتآلف بينهما، منها ما هو مباح ومنها المحظور.
الرؤية أول طريق التوافق
التوافق هو الأساس في إنجاح الزواج، وتعتبر الرؤية هي المفتاح الأول، ولها الدور السحري الفعال في القناعة، ولذلك وجه النبي المخطوبين لهذه الرؤية، ليجد كل منهم ما في الآخر من مميزات وعيوب، وما يستطيع أن يتقبله كل منهما فيمن سيكون شريكه في الحياة.
عن جابر بن عبد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل».
عن المغيرة بن شعبة رضى الله عنه، أنه خطب امرأة فقال له النبي صلي الله عليه وسلم، «انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما».
وهناك خلاف في مقدار ما ينظر إليه الخاطب فالمتفق عليه بين جمهور الفقهاء جواز النظر إلى الوجه والكفين فقط، وأجاز الأحناف النظر للقدم معهما، فيما يرى الحنابلة جواز ما يظهر غالبا في الخدمة كالرقَبة واليدين والقدمين.
تهادوا تحابوا
لما كانت الخطوبة هي فترة التعارف للبحث عن التوافق، فإن الهدايا تعد علامة كسب الود، وفي هذا الشأن حث النبي على تبادل الهدايا بصورة عامة بقوله: «تهادوا تحابوا».
استرجاع الهدية
وفي حالة فسخ الخطوبة حدد الفقهاء ضوابط لاسترجاع الهدايا أو الإبقاء عليها، وقال الأحناف بأن الخاطب يسترد ما كان باقيا وليس له المطالبة بما استهلك، وعند الحنابلة والمالكية له استرجاعها إذا كان الفسخ من جهتها ولا يسترجعها إذا كان الفسخ من جهته، فيما يرى الشافعية بأن لديه الرجوع في المطلق.
الخلوة بين المخطوبين
فترة الخطوبة لا تتعدى كونها وعد من أحد الطرفين بالزواج يوافق عليه الطرف الآخر، وعليه فإنه لا يترتب عليها ما يترتب على عقد الزواج، وهو ما يتضمن الخلوة، روي عن النبي أنه قال «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها محرم منها، فإن ثالثهما الشيطان».
المصافحة
وكذلك من المحظورات أي سلوك آخر لا يحدث إلا بمقتضى الزواج وحتى المصافحة، بدليل قول النبي «لئن يطعن أحدكم بمخيط في رأسه خير له من أن يمس يد امرأة لا تحل له».
