«احنا أخوات».. تابوه الحب والحدود في صداقة المرأة للرجل
مع تطور العلاقات الاجتماعية، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، انفتحت العلاقات، وانتشرت الصداقات بين الشباب والبنات، ومعها المبررات لذلك، فقد نجد علاقة صداقة أقوى من علاقة حب وزواج، وتكون تحت شعار «احنا أخوات»، ولم تقتصر هذه العلاقات بداخل العائلات فقط، بل طالت العمل، والدراسة أيضًا، ولكن هل هذه العلاقات سليمة، وما الحدود التي ينبغي على الفتاة وضعها في تعاملها مع صديقها «الولد»؟
هذا الموضوع من «شبابيك» يلقي الضوء على الحدود الواجب الالتزام بها في التعامل بين الولد والبنت، وذلك بالاستعانة بآراء خبراء علاقات أسرية، وصحة نفسية.
مش أخوكي
حبيبة محمد تقول: «أنا علاقاتي محدودة بشكل عام، مع الولاد والبنات، يعني ممكن يكون ليا 4 زملاء هم المقربين جدا ليا، بتعامل معاهم على أنهم أخواتي، بهتم بيهم جدا، وبخاف عليهم، وبحب أقف جنبهم في كل مواقفهم الشخصية، ومشاكلهم، ودايما بمدح فيهم، وأكلمهم كل يوم، وهم كمان يكلموني، بس أنا مش ببص لهم غير أنهم إخواتي».
استشاري الصحة النفسية زينب مهدي ترى أن جملة «هو زي أخويا» عبارة عن «ستار البنت بتحطه عشان تبرر لنفسها اهتمامها، وخوفها الزايد بزمايلها الشباب، وكمان تحط حدود لمشاعرها».
وألقت «مهدي» اللوم على «حبيبة»، التي وصفتها بأنها تخطت الحدود المسموح بها في التعامل مع زملائها الشباب، بحجة أنهم أخوتها فقط لتتحكم بمشاعرها دون الالتزام بحدود الصداقة، قائلة: «هو أنتي بتعملي كده مع أخوكي اللي في البيت».
تؤكد استشاري الصحة النفسية أن «الصداقة لها حدود»، وتقول «لا يجوز التطرق إلى المسائل الشخصية» بصورة تفتح أبواب «تعلق زائد، يجعل الفرد معلق لا هو عاشق ولا هو صديق».
لذا نصحت «مهدي» بوضع حدود في التعامل بين «حبيبة» وزملائها، فلا حرج عليها أن تقف إلى جانبهم، ولكن لا يجب أن تفعل ذلك بشكل مبالغ فيه، كما نصحتها بعدم التطرق إلى الأمور الشخصية، والتحدث إليهم يوميا، والمدح الدائم، فهذه الأمور لا تحدث إلا بين المخطوبين أو المتزوجين.
بلاش أفورة في الاهتمام
اتفق استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية عمرو عادل، مع زينب مهدي، مضيفا أنه في التعامل الولد والبنت يجب عدم المبالغة في الاهتمام، فهناك أشخاص في حياة الفرد أولى بالاهتمام، وقال: «مش معنى أنهم زمايل في الشغل أو الدراسة يعني يسألوا على بعض على طول، وعلى أدق تفاصيل حياتهم الشخصية».
ولحسم هذا الأمر نصح «عادل»، بالوقوف على مستوى واحد في التعامل، حتى لا يظن الطرف الآخر أنه مفضل على الجميع، قائلا: «مثلا مينفعش راجل في الشغل يتعامل مع زميلته باهتمام زايد عن زميلاته، أكيد هتحس إنه بيحبها، وهو ممكن يكون مش في دماغه أصلا، والعكس صحيح».
ويرى استشاري العلاقات الأسرية أنه «لا يوجد صداقة بين الرجل والمرأة»، لذا فمن الخطأ، توجيه بعض الأسئلة الخاصة، كـ«حاسك زعلانة»، «أنتي بتحبي؟»، «أنت مرتبط؟»، «برتاح لما بشوفك»، فهذا الاهتمام «قد يتطور إلى أمور أخرى، وقد تكون علاقة الشاب بصديقته أقوى من زوجته، أو العكس» حسب قوله.
فيما يرى استشاري العلاقات الأسرية، أحمد علام، أن الصداقة بين الولد والبنت، يربطها عدة معايير، أهمها التربية والتنئشة، فإذ اعتاد الفرد على الاختلاط منذ صغره، سيستطيع إجادة التعامل في هذه الصداقة، وقد لا يتطور معه الأمر إلى أمور أخرى. بخلاف النشأة في بيئة منفصلة، حيث قال:«لو عاشوا طول عمرهم منفصلين، ومرة واحده اختلطوا في الجامعة أو الشغل، هنا بقا ممكن يكون خطر».
لا حرج فيما عدا ذلك
وحذر علام من التعامل بانفتاح «شديد» بدءا من الحديث، ولغته، حتى التلامس بالأيدي، مشددا على أنه من غير المستحب التطرق لأمور عاطفية بين الأصدقاء، أو أمور خاصة بالفسيولوجية الخاصة بالفتاة أو الشاب، وفيما عدا ذلك فلا حرج من التحدث فيه، ولا مانع من أخذ رأي الشاب في مشكلة تعرضت لها صديقته، أو أخذ رأيه في كيفية التصرف في أمر ما، والعكس صحيح.
بلاش غزل
«بحبك أوي»، «وحشتني جدا»، «أيه الشياكة دي»، كل هذه الكلمات وغيرها من الكلمات المشابهة لها، يقول عمرو عادل إنها لا يجب أن تقال إلا بين المتزوجين، أو المخطوبين، ولكن لا يجب أبدا أن تقال بين الأصدقاء، أو الزملاء أو حتى الأقارب.
وأوضح أن بعض الفتيات قد يرددن هذه الكلمات بشكل طبيعي، ولا يقصدن منها شيئا، ولكنها تكون سببا في تعلق شخص بها، والعكس، لذا نصح بوضع حدود في استخدام الكلمات المتبادلة بين الزملاء أو الأقارب، على ألا تحمل كلمات غزل، قائلا: «وفر الكلمات دي للشخص اللي المفروض تقولها له».
للبنات.. هم الولاد بيهربوا من الجواز ليه؟
الهزار له حدود
لا حرج في المزاح بين الزملاء، ولكن بمراعاة الحدود المسموح بها، والتي أوضحتها زينب مهدي في عدم استخدم الأيدي، أو الكلمات غير اللائقة، على أن تكون في حدود الموضوعات المتعلقة بالمكان الذي يجمع بينهما، سواء أكانت في العمل، أو الجامعة، أو المدرسة، أو النادي، أو حتى العائلة.
بلاش علاقات مؤقتة
وفاء حسين كان لها العديد من الزملاء الشباب في فترة الجامعة، ولكن ما أن اتخطبت قطعت علاقتها بهم جميعا، مما سبب لأغلبهم غضب شديد، تقول: «في الجامعة كان زمايلي أصحابي أوي أوي، وكنت بهتم بيهم، ولو حد فيهم عنده مشكلة، كان يجي يحكيلي أنا، بس لما اتخطبت خطيبي طلب مني اقطع علاقتي بكل الشباب، وفعلا قطعت علاقتي بيهم كلهم، وطبعا زعلوا مني، وبقوا يوحشوني، وقتها قولت يا رتني كنت عملت حدود من الأول».
استشاري العلاقات الأسرية عمرو عادل، قال إن وفاء هنا تعاملت مع أصدقائها الشباب دون مراعاة الحدود المسموح بها في الصداقة، وهذا ما جعلها خسرت زملائها بعد الخطوبة، وهنا هي قطعت علاقتها مع زملائها لأنها لم تلتزم بالحدود الواجبة.
تابوه الحب
تقول استشاري العلاقات الأسرية، شيماء إسماعيل، إن «المجتمع غالبا ينظر لأي شاب وفتاة، تربط بينهم صداقة، على أنها علاقة حب، حتى دون أن يتدبروا لنظرتهم، نتيجة لأفكار المجتمع الشرقية، والعادات والتقاليد التي تحجم علاقة الولد والبنت في الزمالة أو الدراسة فقط».
واتفق معها، استشاري العلاقات الأسرية، أحمد علام، الذل قال لـ«شبابيك» أن المجتمع الشرقي غالبا يعتقد أنه «لا يربط بين أي شاب وبنت علاقة إلا إذا كانت حب»، مشيرا إلى أن هذه الفكرة سائدة عند الأجيال السابقة بشكل أكبر، أما الشباب «يفكرون قليلا قبل إصدار الحكم على العلاقة بين الولد والبنت».