قصة «المجمع» الذي قد يضيع الرئاسة من ترامب.. فعلها 3 مرات

قصة «المجمع» الذي قد يضيع الرئاسة من ترامب.. فعلها 3 مرات

كتبت- أوليفيا محسن:

جزء لا يتجزأ من العملية الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعرف بتصويت المجمع الانتخابي. ظهرت فكرة إنشاء هذا المجمع تزامنا مع الانتخابات الأمريكية لعام 1800 والتي فاز بها الرئيس الثالث للولايات المتحدة «توماس جيفرسون».

في حقيقة الأمر تم طرح فكرة إنشاء المجمع الانتخابي من قبل مجلس النواب الأمريكي بالرغم من وجود فكرة التصويت الشعبي المباشر فقط لموازنة مصالح الولايات الحرة مع ولايات العبيد وليس لسبب خلق التوازن بينهما.

أما حاليا فالمجمع الانتخابي هو مجموعة من الأعضاء وعددهم 538 عضوا يمثلون 50 ولاية، مسئوليتهم الإدلاء بالأصوات الرسمية لكل ولاية للمرشح الرئاسي.. وكل ولاية يمثلها عدد من الأعضاء بحسب عدد ممثليهم في الكونجرس، يُستثني من تلك القاعدة مقاطعة «كلومبيا» التي تضم العاصمة واشنطن فلديها 3 أعضاء بالرغم من عدم وجود ممثلين لها في الكونجرس، ويتم اختيارهم عن طريق ترشيح الأحزاب السياسية لنواب عنها أو ممثلين لها.

يفوز المرشح للرئاسة رسميا عن طريق حصوله على 270 صوتا فأكثر من إجمالي 538 صوتا هم أعضاء المجمع الانتخابي أي بأغلبية الأصوات،.

وبالرغم من أنه لا يوجد في الدستور الأمريكي أو في القانون الفيدرالي ما يجبر عضو المجمع الانتخابي أن يصوت لصالح المرشح الحائز على العدد الأكبر من الأصوات في ولايته (أصوات المواطنين)، ولكن من المفترض أن هذا هو ما يحدث فعلا باستثناء 3 حلات فقط في تاريخ الانتخابات الأمريكية نسردها لكم هنا:

الحالة الأولى

في انتخابات عام 1876 فاز «رذرفورد هايز» الرئيس الـ19 للولايات المتحدة على منافسه عمدة نيويورك «سامويل تايدن» بواقع 185 من أصوات أعضاء المجمع الانتخابي مقابل 184 لمنافسه، وذلك بالرغم من فوز «تايدن» عن طريق التصويت الشعبي.

الحالة الثانية

في انتخابات عام 1888 فاز «بينجامين هاريسون» الرئيس الـ23 للولايات المتحدة على «جروفر كليفلاند» بـ233 صوتا مقابل 168 صوتا للمرشح المنافس، الذي حصل على أصوات ناخبين أكثر في التصويت الشعبي.

الحالة الثالثة

في انتخابات 2000،  والتي فاز فيها جورج بوش (الأبن) على منافسه «أل جور» بحصوله على أصوات 271 عضوا من أعضاء المجمع الانتخابي مقابل حصول «جور» على 266 صوتا فقط، بالرغم من حصول الأخير في التصويت الشعبي على 50,996,582 بينما «بوش» كان قد حصل على 50,456,062 صوتا فقط في التصويت الشعبي، ما يعني أن «جور» كان الرئيس بالانتخابات الشعبية وتغيرت النتيجة نتيجة تصويت المجمع الانتخابي.




من غير المستبعد أن يصبح «ترامب» هو الحالة الرابعة، خاصة بعد انتشار تقارير كثيرة تشير إلى «دور» روسي في الانتخابات لصالح المرشح الجمهوري، أسفر عن خسارة هيلاري كلينتون.


 

جدير بالذكر أنه رغم إعلان فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت في 8 نوفمبر الماضي، إلا أن المرشح الجمهوري، ما زال يحتاج إلى تصويت من نوع آخر لاستكمال عملية الانتخابات وفق الدستور، حيث ويتوجه أعضاء المجمع الانتخابي في كل ولاية أميركية على حدة، ظهر الاثنين، للتصويت رسميا في إجراء يوصف باستمرار بأنه «روتيني»، إلا أن «ترامب» قلق بعض الشيء بالتأكيد، لأن عددا من مندوبي «المجمع» ممن يعتبرونه استفزازيا وغير مؤهل للمنصب، لم يرق لهم فوزه على من حصدت 3 ملايين صوت شعبي زيادة عنه، ويخشون أن يحمله «التهور» للقيام بمفاجآت ليست بصالح الولايات المتحدة.

كما أن حملات شعبية تكاتف مناصروها فيما بينهم حثتهم على تغيير أصواتهم التي انتقلت تلقائيا إلى ترامب من الولايات التي فاز بها في انتخابات 8 نوفمبر، وعدد مندوبيها في «المجمع» هو أكبر من عدد مندوبي الولايات التي فازت بها هيلاري، لذلك كان فوزه بالتحول التلقائي لأصوات المندوبين إليه، لا بتصويتهم له مباشرة، لذلك يعتقدون أن بعضهم قد يغيّر صوته ليصبح لصالح هيلاري.

وفِي حال لم يصل أي من المرشحين للرقم 270 عضوا في المجمع الانتخابي في تصويت الاثنين، سيعهد لمجلس النواب الأميركي اختيار الرئيس ونائبه، وهو الأمر الذي لم يحدث في تاريخ الانتخابات الأميركية منذ وضع الأباء المؤسسون الدستور الأميركي.

الكلمات المفتاحية

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر