«كان مفخرة العالم».. هكذا تحدثوا عن عبدالحليم نورالدين في حفل تأبينه
نظمت كلية الآثار جامعة القاهرة، اليوم السبت، حفل تأبين للدكتور عبد الحليم نور الدين، الأستاذ بقسم الآثار المصرية، بقاعة المؤتمرات بالكلية.
بدأ التأبين بتلاوة القرآن الكريم، ووقف دقيقة حداد وعرض فيلم تسجيلي عن الفقيد تضمن نشأته وحياته العملية، وكلمة لعدد من الحضور.
وقال وزير الآثار الدكتور خالد العناني، أن الدكتور عبد الحليم نور الدين يعد ظاهرة علمية وعملية وعالمية ووطنية، موضحا أن لديه علم بعيدا عن المناصب التي تقلدها.
وأكد أن الدكتور «نور الدين» ساهم بشكل كبير في تطوير مهنة الإرشاد السياحي، وارتقى بالمستوى الأثري والآثريين، مضيفا أن لهذا التكريم شعور مختلف لأنه في البيت الأول له وهي كلية الآثار.
ومن جانبه، أوضح وزير الآثار الأسبق، الدكتور ممدوح الدماطي، أن بداية معرفته بالدكتور عبد الحليم نور الدين أثناء تسجيل رسالة الماجستر الخاصة به، معتبرها بداية طيبة بين أستاذ وتلميذ، موضحا «كان رحمه الله يخاوي كل تلاميذه باعتبارهم أولاده».
وأشار الدماطي إلى أنه يحتاج إلى وقت كبير لذكر صفات وسمات الفقيد، لكن عزاءه الوحيد هو بقاء علمه وتلاميذه ذكرى.
واعتبر وزير التعليم العالي الأسبق، الدكتور مفيد شهاب، أن هناك الكثيرين من الأحياء يعتبرون في حكم الأموات لأنهم لم يقدموا شيئا مفيدا للبشرية، وهناك أشخاص أموات مازالوا على قيد الحياة، بسبب جهودهم وأعمالهم التي تخلد ذكراهم وتفيد البشرية يوما بعد يوم، ومن أمثال هؤلاء الدكتور عبد الحليم نور الدين.
وأضاف أن نور الدين عندما عاد من الخارج بعد بعثته، كان طموحا وأكثر وطنية وبث هذه الروح فيه جمال عبد الناصر، الذي كان يدعو إلى بناء مجتمع ديمقراطي واعي، مشيرا إلى أن طموحات الشباب في ذلك الوقت كانت كثيرة.
وأشار «شهاب» إلى أنه عندما كان وزيرا للتعليم، ذهب لحضور مؤتمر باليونسكو، وكان دائما حريصا على أن يتواجد معه عبد الحليم نور الدين، لأنه خير من يمثل مصر في هذه الاجتماعات، لأنه «مفخرة للعالم كله».
واعتبر عميد كلية الآثار جامعة القاهرة، الدكتور محمد حمزة، أن الكلية والجامعة والدراسات الأثرية فقدت العالم محمد عبد الحليم نور الدين، الذي تخرج في كلية الآداب عام 1963، وبعدها بدأ رحلة كفاحه مع علم الآثار، وخاصة المصريات، وقضي سنوات من العمر في العمل الأكاديمي عمليا ونظريا في جميع أنحاء العالم، لافتا إلى أنه ألّف العديد من الكتب والأبحاث، وأشرف على العديد من الرسائل والدراسات، وحصل على كثير من الجوائز والميداليات.
وأوضح أن «نور الدين» كان نابغة من النوابغ في علم المصريات، وكان السند القوي والدعامة للطلاب والباحثين، واهتم بقضايا الآثار والإرشاد السياحي، مشيرا إلى أنه ينفرد من بين أقرانه أنه ترك موسوعات هائلة في الكتابة الأثرية باللغة العربية، على عكس أقرانه الذين كتبوا هذا العلم باللغات الأجنبية.
وأكد أن مجلس جامعة القاهرة قرر إطلاق اسم العالم الراحل عبد الحليم نور الدين على إحدى القاعات الكبرى بكلية الآثار، تخليدا لذكراه وتقديرا لجهوده.
ولد نور الدين بقرية الرملة مركز بنها محافظة القليوبية، وحصل على الدكتوراه في الآثار من جامعة ليدن في هولندا، ثم انضم إلى عدة هيئات حيث كان عضو الجمعية المصرية التاريخية، وعضوا بلجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضوا بمعهد البردى في جامعة ليدن، هولندا.