الاختلاف بينكو طبيعي وهو ده سر الخلاف اليومي.. لكل مشكلة حل
يختلف الرجال عن النساء بشكل عام، ولكن هل تعتقدون أن طريقة تصرف وتفكير الرجال تختلف عن النساء أيضا؟، وربما تكون هذه الاختلافات الطبيعية هي سر الخلافات الدائمة بينهما، لذا نعرض إليكم في هذا التقرير أهم الاختلافات بين الرجل والمرأة، وطرق التكيّف معها ومعالجتها.
ماهي الاختلافات؟
- التفكير
نمط تفكير المرأة يختلف عن الرجل. يقول استشاري الطب النفسي الدكتور خالد العطار في المجتمع الشرقي يحب الرجل أن يتمتع بالسيطرة، والسيادة، واتخاذ القرار، وأن يكون صاحب المبادرة، ويحب أن تكون المرأة مطيعة، وهادئة.
أما المرأة، فتهتم بالتفاصيل، لذا تجدها قادرة على حل المشاكل المتعددة التفاصيل، فضلا عن أن مشاعرها، وأحاسيسها أكثر من الرجل، ويرى أن بعض النساء أحيانا تكون حادة في مشاعرها، أي تحب بعنف، أو تكره بعنف، لذا قد يكون انتقامها قوي جدا.
وأضاف "العطار"، أن المرأة تحب من الرجل أن يعطيها مساحة من الحرية، وفي نفس الوقت يكون مسيطر عليها، وقوي معها.
- الأسلوب
المرأة بطبيعتها أسلوبها هادئ، عكس الرجل الحاد الأسلوب، وهنا يقول استشاري الطب النفسي، إن الرجل قد يتحدث مع المرأة بطريقة عادية، وتظن هي كأنه يعنفها، وفي المقابل قد تتحدث المرأة مع الرجل بأسلوبها الهادئ، فيظن أنها لاتبالي، وبالتالي تحدث المشاكل، كأن يطلب رجل من زوجته بطريقة عادية: «اعملي لي عصير بسرعة»، وتعتقد هي أنه يأمرها، ويكون ردها: «اه اعملك عصير، مانا شغاله عندك انت مش حاسس بيا، ولا مقدر انا تعبانه ازاي»، وبالتالي يحدث مشاكل بينهما.
لذا فالطريقة الأفضل للرجل في طلبه هنا: «حبيبتي انا عارف انك تعبانه، بس ممكن تعمليلي عصير»، وهنا مهما كانت المرأة تعاني ستلبي الطلب، لأنها تحتاج أن يشعرها شريكها بأنه يشعر بها.
- التعبير عن الحب
يقول استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية الدكتور علاء رجب، إن إشباع الحب لدى الرجل يكون بإشباع احتياجاته الحميمة، على عكس المرأة التي تحتاج إلى المشاعر، وبالتالي تجد الرجل يلجأ إلى إشباع رغبتها عند حاجته لإشباع احتياجاته هو، وهذا يفسر عدم قدوم الرجل لاستخدام بعض الكلمات اللطيفة إلا عند العلاقة، وهنا تبدأ معاناة المرأة، فتجد أغلبهن يقلن:«انا مش بسمع منه كلام حلو غير لو عاوز مني حاجة»، ويوضح أن هذا لايعني أن الرجل متجرد المشاعر، ولكن هذه طبيعته البشرية، وهذا سبب الاختلاف بينهم.
وهنا ننصح الطرفين، بتفهم طبيعة كل منهما الآخر وتلبية احتياجاته، حتى لاتلجأ المرأة إلى إشباع هذه الاحتياجات بطريقة غير مشروعة، فغالبا تكون خيانة المرأة بمشاعرها، عكس الرجل الذي يخون بالجسد.
- الإنصات
تحدث مشاكل بين الرجل والمرأة بسبب اتهام المرأة أن الرجل لايهتم بحديثها، وفي المقابل يتهمها الرجل بأنها كثيرة الثرثرة بتفاصيل لاقيمة لها من وجهة نظره، ولكن طبيعة المرأة يوضحها "رجب": تحب أن تتحدث فيُنصت لها خاصة عند الدخول في التفاصيل أما الرجل فلا وقت أو طاقة لديه للتحدث لفترات طويلة، أو معرفة تفاصيل، فهو يحب أن يعطي حلول بطريقة مباشرة، ويكفي لديه أن يعرف طبيعة المشكلة ليضع لها حل.
ولحل هذه المشاكل، ننصح المرأة بتفهم طبيعة الرجل و"الدخول في الموضوع على طول"، كما نصح الرجل أن ينصت للمرأة عند تحدثها إليه، ويشعرها بأنه مهتم لحديثها.
- القدرة على الإنجاز
غالبا يتهم الرجل المرأة بأنها عديمة التقدير، إذا اتصلت به وقت عمله، أما المرأة فتتهمه بالإهمال، لعدم قدرته على الرد عند اتصالها به، ولكن الحقيقة أشار إليها "رجب"، وهي قدرة المرأة في إنجاز أكثر من عمل في آن واحد، كالتحدث في الهاتف، والطهي، وكتابة بعض الأمور، عكس الرجل الذي لايستطيع التركيز في أكثر من مرة في وقت واحد، فإما أن يعمل، أو يتحدث في الهاتف، أو يكتب.
- الذاكرة
كم مرة تشاجرت زوجة مع زوجها، وأثناء الشجار تذكرت كل المشاكل التي حدثت بينهما من أول يوم ارتباط لهما، وتفاقم الموقف من ازعاج الزوج من كيفية تذكرها لكل هذه المواقف، وغالبا تكون كلمة الرجل في مثل هذه المواقف "ياااااه انتي قلبك اسود أوي"، لذا فعلى الرجل أن ينتبه فاستشاري العلاقات الأسرية، يقول إن المرأة لاتنسى التفاصيل الصغيرة، ولديها ذاكرة قوية جدا خاصة للمواقف السلبية، لذا فلايجب أن يعتقد أنها متربصة له، بل هذه طبيعتها، لذا على الرجل في ذلك الموقف أن ينهي النقاش على الفور حتى لا تتفاقم الأمور، وتزداد سوءا.
وعلى المرأة أن تتجنب هذا الطبع، الذي يفاقم المشاكل بينها وبين زوجها، ويجعلها تعاني بشكل دائم، وتفكر بأشياء يكون الرجل قد محاها من ذاكرته منذ زمن، وبالتالي تفكر له في عقاب، مما يؤرق حياتها.
- التواريخ المهمة
التواريخ المهمة بالنسبة للمرأة لا تقتصر على عيد الميلاد، وعيد الزواج فقط، بل قد يصل الأمر إلى تاريخ أول يوم التقت فيه مع شريكها، وتاريخ أول مرة صارحها بحبه، وأول مرة طلب منها الزواج، وأول مرة جاء إلى أهلها، وغيرها من المناسبات التي تتذكر فيها اليوم، الساعة، والملابس التي كانا يرتدياها، وأدق التفاصيل، وبالنسبة إليها عدم تذكر الرجل لهذه التواريخ تفسير لإهماله لمشاعرها، ولكن الحقيقة يوضحها "رجب"، ويقول إن الرجل كما أشرنا أن ذاكرته ضعيفة، ولايهتم بهذه التفاصيل، وهذا لايعني على الإطلاق أنه لايحبها، ولتلافي هذه المشاكل، يجب على المرأة ألا تعاتب الرجل على هذه التفاصيل، يكفي أن تقول له:"عمري ما انسى يوم الخميس أول مرة قولتلي بحبك، وطلبت مني الجواز، بجد كان يوم رائع"، أما الرجل إذا وجهت له المرأة تساؤلا بخصوص هذه المناسبات، فلا يجب أن يقول:"انا مش فاكر طبعا، دا انتي غريبة اوي"، ولكن يقول:"حبيبتي انا فاكر انه كان أجمل يوم في عمري، وانتي كنتي زي القمر، بس مش فاكر بالضبط كان يوم ايه لأني فضلت مبسوط فترة طويلة بعدها".
وبعد أن أدرك الطرفين أبرز الاختلافات الموجودة بينهما، والمشاكل التي تسببها، يقدم خبراء الصحة النفسية، والعلاقات الأسرية روشتة لتجاوز هذه الاختلافات..
تلاقي نقاط القوة والضعف
أشار استشاري الطب النفسي خالد العطار إلى نقاط القوة التي يتميز بها الرجل، وهي السيطرة، وأخذ القرارات بعد المشاورة، القدرة على المواجهة، أما المرأة فنقاط القوة لديها العاطفة، والقدرة على الحب والاحتواء، لذا يرى أنه عند تلاقي هذه النقاط معا، يتكامل الطرفان.
معرفة طبيعة الآخر
وونصح "العطار" الرجل أن يدرك أن المرأة تحتاج إلى من يشعرها بأنوثتها، وجمالها، وأنها مرغوبة، فإنها إن لم تجد ذلك من زوجها، ممن تجده؟، أما المرأة فنصحها أن تدرك طبيعة الرجل ، أن تحتويه بحنانها، ورقة مشاعرها، وبالتالي سيلين أسلوبه معها.
التنازل
وهنا لم يقصد استشاري الطب النفسي، التنازل بمعناه المعروف، ولكنه، قصد أن يحاول كل من الطرفين، تقارب الأفكار الموجودة بينهما، وتقارب الاختلافات الموجودة بينهما، مع إعطاء مساحة من التسامح للطرفين، واللجوء إلى التعبير عن المشاعر، والمشاكل، والاحتياجات، في الوقت المناسب.
وحذر من ضغط أحد الأطراف على نفسه لتلبية رغبات الآخر، فهذا قد يؤدي إلى افساد العلاقة مع مرور الوقت، وبالتالي الانفصال.
التعبير عن المشاعر
يرى جون غراي، مؤلف كتاب الرجال من المريخ، والنساء من الزهرة، أن النساء غالبا، يتركن الرجل يستنتج ما يعانين منه، دون أن يصرحا عن تلك المشاعر، وأوضح في كتابه أهمية أن يصارح كل الطرفين، الآخر بمشاعره، حتى يستطيعا تفهم بعضهما، وبالتالي تضيق الفجوة الموجودة بينهما.
الاعتذار
وفي الكتاب ذاته، عرض الكاتب أهمية الاعتذار لحسم أغلب المشاكل التي تحدث بين الرجل والمرأة بهدوء، والمناقشة بهدوء، موصيا الرجال باستخدام ثقافة الاعتذار مع الاقتناع بها، لأنها تترجم لدى المرأة على أنها تقدير لها، ولمشاعرها، وهذا أهم ما تسعى إليه المرأة.