ليستأنس المارّة.. موظف بجامعة أسيوط يعزف بنفق مظلم (فيديو)

ليستأنس المارّة.. موظف بجامعة أسيوط يعزف بنفق مظلم (فيديو)

في نفق مظلم بجوار جامعة أسيوط، يقف شاب أسمر يحمل ملامح أهل أسوان بيديه آلة الفلوت يعزف عليها منفردا.. مشهد تعجب منه الكثيرون.

فكرة مختلفة خطرت على باله، رغم أنه اعتاد الجلوس على ضفاف النيل، يعزف له والآخر يسمعه، «يطرب كل منا الآخر».. يقول يوسف علم الدين.

يوسف موظف بجامعة أسيوط، جاء من أسوان مع عائلته إلى أسيوط لطبيعة عمل والده بأحد البنوك، يرى سعادته في العزف على آلته المحببة.

يحكي يوسف أن النفق به وحشة ويستخدمه الصغار في الأصوات المزعجة وإخافة المارة، ففكر في إعادة تكوين مشهد النفق المظلم ليقرر العزف بداخله ليستأنس المارّين ويطرب السامعين.

لم يكن قرار الموظف بجامعة أسيوط مستحسن لدى الجميع، «تعرضت لهجوم من أشخاص وأرادوا طردي من النفق وجاءوا بفرد من الأمن الخاص بالجامعة مدّعين أني أعزف لمعاكسة الفتيات، وهددوني بالذهاب للقسم».

الفلوت هي آلة نفخية مصنوعة من المعدن طولها 66 سم، تحتوي على ثمانية ثقوب رئيسية لأصابع اليدين واثني عشر مفتاحاً يتصل كل واحد منها بثقب وعند الضغط على هذه المفاتيح تنتج تغييرات في التدرج الصوتي الموسيقي الصادر من هذه الآلة.

اتهامات بالجنون والتفاهة وسخرية مما يقوم به، هذا ما يتعرض له عازف الفلوت في نفق الزهراء بأسيوط من بعض المارة، يؤكد يوسف علم الدين «هناك من اعتبرني أتسول، وأنا غرضي أسمع صدى ما أقوم بعزفه وتفريغ الطاقة السلبية في عمل فني يطرب المارّين».

على النقيض يحكي الموظف بجامعة أسيوط أن هناك الكثيرين يوجهون له الشكر على ما يقوم به، وهو ما يدفعه للاستمرار في العزف على الآلة، وإمتاع الجمهور.

يعود استخدام الفلوت إلى أواسط القرن التاسع عشر ويعود الفضل في تطوير صناعة هذه الآلة إلى العازف الألماني ثيوبالد بيم، وقد استخدمت في أوروبا ضمن الآلات الموسيقية للفرق العسكرية، وحالياً تستخدم ضمن فرق الآلات النفخية أو فرق الأوركسترا.

علي عمر

علي عمر

من محافظة أسيوط يكتب في ملف طلاب الجامعات، حاصل على كلية الآداب قسم عبري من جامعة أسيوط، مهتم بالتصوير والتسويق الالكتروني