حوار مع مسئولة «مخبرين الجامعة الأمريكية»

حوار مع مسئولة «مخبرين الجامعة الأمريكية»

أثارت مجلة «AUC Times»، أحد المطبوعات الدورية التي يصدرها مجموعة من الطلاب المستقلين داخل الجامعة الأمريكية، أزمة وجدل حول عدد خاص يعكس صورة مختلفة عن وضع الحريات داخل الجامعة، حمل عنوان «مخبرين الجامعة الأمريكية».

شمل العدد الخاص، الذي صدر باللغتين العربية والإنجليزية بتاريخ 13 ديسمبر الجاري، شهادات لـ 17 من أعضاء هيئة التدريس، وقيادات سابقة في اتحاد الطلاب، حول التدخل الأمني في الأنشطة الطلابية داخل الجامعة، بطريق مباشر عبر مؤسسات الجامعة المختلفة، أو غير مباشر عن طريق وجود مخبرين من خارج الجامعة داخل أسوارها.

لذلك أجرى «شبابيك» حوارا مع رئيس تحرير المجلة الطالبة بالفرقة الثالثة للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية «أسيل» ولم تفصح عن باقي اسمها، للوقوف حول الأسباب التي دفعت لصدور ذلك العدد ومدى مصداقية ما جاء به وأمور أخرى تخص النشاط الطلابي في الجامعة الأمريكية.

ملف مخبرين الجامعة الأمريكية يثير أزمة في الـ«AUC»​​​​​​​

في البداية، من أين جاءت فكرة إصدار عدد «مخبرين في الجامعة الأمريكية»؟

أنا كرئيس تحرير للمجلة، قدمت خطة الموضوعات التي يتم تناولها خلال العام الحالي، وكانت لديا إصدار أعداد خاصة بعيدة عن الأعداد التي تصدرها المجلة وكان من بينها موضوع المخبرين.

فكرتها بدأت بعد مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في بداية العام الحالي الذي آثار غضب الجامعة لعدم قدرتها على حماية الأكاديميين من العنف، فقررت إدارة الجامعة في يونيو الماضي، تشكيل «لجنة الحريات الأكاديمية»،  لبحث المشاكل التي يتعرض لهم الباحثين  بصفتهم الأكاديمية والبحثية.

وفي أحد الاجتماعات تكلم أحد أعضاء هيئة التدريس عن واقعه له مع مخبر داخل الجامعة، يرتدي ملابس مدنية يستمع على مناقشاته السياسية مع طلابه في حرم الجامعة القديم  بميدان التحرير في شارع محمد محمود عام 1999، مضيفا رؤيته مرة أخرى في أحد الأنشطة الطلابية أثناء حرب العراق، ليعرف لاحقا أنه يحمل رتبة مقدم.

في وقت حديثه عن المخبرين كان الجميع في سكوت وذهول لا أحد يعلق لكني ركزت مع الفكرة وبدأت الإعداد والبحث فيها.

ما الهدف من إصدار العدد بهذا الشكل؟

الهدف من العدد التركيز على رؤية معينة أن الجامعة الأمريكية منعزلة عن الواقع، وبالرغم من وجود هامش من احترام الحريات وحرية التعبير كمؤسسة تعليمية من التدخلات الأمنية سواء في الأنشطة الطلابية أو في مجال الحريات الأكاديمية والطلابية، لكن هناك انتهاكات للحريات، «الانتهاكات دي مش بتأذينا بشكل مباشر، لكن إزاي تديني إحساس الأمان والأمن وفي الآخر بنبقى مخترقين».

ألم تتخوفون من إصدار المجلة وهي تضمن موضوع كامل عن مراقبة الداخلية للأشطة الطلابية؟

طبعا كان في تخوف من بعض الناس، لكن أسماء الشهود والمحررين لم يتم ذكرها داخل العدد، موضحة «محدش هيعرف أسماء الناس اللي شاركت في العدد، فلا يوجد خوف عليهم، والجريدة يعمل بها 100 شخص، لكن في هذا العدد عمل به 6 فقط، وبمرور الوقت التخوف بدأ يقل».

بعد إصدار المجلة، هل لاقى العدد الصدد الذي كنتم تتوقعونه؟

تم طباعة 2500 نسخة من العدد، ويتبقى أعداد قليلة منها، وتم توزيعها على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين أبدوا إعجابهم بالعدد، لكن لم نلقى الصدى الذي كنا نتوقعه بسبب تأخير الطباعة وتوزيع العدد في فترة الامتحانات.

ما ردك على ما قاله المسئول السياسي لاتحاد طلاب الجامعة بأن ما نُشر حول وجود مخبرين داخل الجامعة غير صحيح؟

«في الحقيقة أنا كنت في التمثيل السياسي باتحاد الطلبة، وبناء على شهادات رؤساء اتحاد سابقين أقدر أقول إن في  مخبرين موجودين في الجامعة، وطبيعي عشان المخبر يكون ناجح أنه ميكونش معروف للجميع عشان يقدر يعمل شغله صح، أي ايفنت سياسي موجود في الجامعة بيبقوا موجودين بس مش معروفين وبيراقبوا من بعيد من غير تدخل، ولو شاكوا في ولد بيحققوا معاه، وفي المجلة كان في شهادة لأحد طلاب تم القبض عليهم أثناء التحقيق تم مواجهته بصور داخل المكتبة وطبيعي أي شخص ميعرفش يدخل المكتبة ولا الجامعة الا بالكارنيه، يبقا إزاي قدر يدخل ويصور».

هل توصلتم إلى هوية المخبرين داخل الجامعة الأمريكية؟

أثناء بحثنا توصلنا أن من أحد المخبرين طالب أثارت حواليه الشكوك، لكن لم نستطيع التحدث معه، بالإضافة أن هناك رؤية بين بعض الطلاب أنهم إرسال كافة المعلومات والأحاديث بين الطلبة من باب حسن النية وليس مخبر.

 وأحيانا يكون المخبرين من مكتب الأمن، ويتدخلوا في بعض الأنشطة الطلابية والضيوف التي يتم استضافتها بناءا على الانتماءات السياسية.

أنتم متهمون بالتحريض على ممارسة الشذوذ، ما ردك؟

الكلام ليس صحيح، اهناك عدد بالمجلة تم نشره العام الماضي من رئيس تحرير آخر تحدث خلاله عن الهوية الجنسية في مصر من خلال عدة موضوعات «الصحة الجنسية، وتناول الأفلام للهوية الجنسية، وبعض آراء ومقالات»، وكان من بينهم مقال ما لأحد الأشخاص يحكي تجربته مع الهوية الجنسية بعنوان «أن تكون مثاليا في مصر» وده بيعبر عن وجهة نظر شخص ليس للمجلة دخل بها، لكن أحد أعضاء البرلمان تحدث أن المقال يحرض على الشذوذ، وكان هناك تخوف من الجامعة من رفع قضية، لكن الموضوع هو تجربة شخص ليس إلا.

من يموّل مجلة «AUC TIMES»؟

هي مجلة مستقلة داخل الجامعة كنشاط طلابي، يصدرها مجموعة من الطلاب المستقلين، بدأت منذ 8 سنوات وتركز على الموضوعات الهامة السياسية والاجتماعية في البلد.

لها رئيس تحرير يتغير كل عام، تصدر كل فصل دراسي 3 أعداد ، لكن هذا الفصل تم صدور 3 أعداد خاصة آخرى، ليصبح أعدادها 6 فصول هذا العام تتناول موضوعات مختلفة، مثل:  «الين، الفن، السلطة، اليوم العالمي للرق، مخبرين في الجامعة الأمريكية».

يتم توزيعها مجانا، وتمويلها من المبلغ المخصص للأنشطة الطلابية داخل الجامعة الذي تم صرفه على الديزاين والطباعة، «في أول السنة كل طالب بيدفع 500 جنيه لصندوق الأنشطة الطلابية، وبيتم توزيع الفلوس على كل الأنشطة، والمجلة ليها حصة من الفلوس دي».

فادية إيهاب

فادية إيهاب

صحفية مصرية متخصصة في الشأن الطلابي، إلى جانب اهتمامها بالإخراج التلفزيوني والتصوير