مشاركات.. خواطر للطالبة ريم علي مهران بـ«إعلام القاهرة»
عزيزي،
لم أكن لأتخيل أن جوابي الثاني لك ساسطره وأنا صريعة الألم ،
قتلني الحزن بيديك هاتين ،
هل لازالت تري الدماء؟
أم أنني ولشفقتي عليك أرجعتهما بيضاوين بدلا منك حتي لا أدعك تتتألم لأنك مصدر ألمي؟
ترددت أن أدون تفاصيل أيام الحزن الطوال هذه ،
والتي لا أعلم ستمتد إلي متي ،
كلما تنفست الصعداء بدأ أن الإجابة معلقة ،
إلي أجل مسمي إذا ،
غير معلوم .
أقرر يوما أن أكتب لك وعنا ثم أخشي أن نعود لسابق عهدنا وتظل هذه الحروف تذكرك أنك آذيتني يوما _رغما عنك _وتذكرك أنه لم يكن هينا علي أن أغفر ،
أو أنسي ،
أو حتي أتناسي ،
ليتك هنا لتضع رأسك علي صدري لتسمع نبضات قلبي المضطربة جراء فنجاني القهوة اللتين ارتشفتهما بكل شغف حتي آخر قطرة ،
فانتفض قلبي علي إثرهما ،
واشتعل قولوني العصبي ،
وثار عقلي ،
وهجرني النوم ،
وأخبرتني أن لا راحة لك وأنا أبكي ،
ثم تركتني أبكي لتنال راحتك!
لطالما كنت التناقضات حينما تتزين في بوتقة الحب ،
كنت فرحي وترحي ،
يسري وعسري ،
قوتي وضعفي ،
لم تكن يوما معني مجردا من بقية المعاني ،
وهذا يا روح روحي الجمال في ذاته إن كان سوى جمالك جمال ،
ولكنك اليوم ،
ومنذ أسابيع ،
رفعت عنك تكلفة الكمال ،
الكمال الذي رأيته فيك ،
بأم عيني ،
عين روحي ،
صرت بشرا ،
نزعت عنك الملائكية ،
ورضيت بأخطائك دون استغفار ،
كفرت بي ،
ولم ترى في الكفر إثم ،
وتمثلت فيك المعاني القبيحة فقط!
فكنت ترحي وعسري وضعفي ،
وبدأ كما لو أنك أصبت من الرضا الكثير ،
ولم تسأل التغيير!
أبكي من ثقل حروفي وأنا أكتب ،
أبكيني وأبكيك ،
وأبكي ما آلت إليه الأقدار ،
سكاكين البوح تجرح روحي كلما تمالكت أعصابي المنهكة ،
ومشاعري القوية ،
وحبي المستنزف ،
وقسوتي الشكلية ،
يتنازع الألم والحزن علي كلما كتبت ،
وينتهي الأمر بأن يسكن كل منهما بعضا مني .
أعلم انني أخبرتك أن تنم ،
لأنني لازالت ،
وساظل لا أتحمل أن يصيبك من المكروه شيئا ،
أو ألا تنل ما تستحقه من الخير ،
والنوم خير ،
لطالما كان ،
ولكنني منذ أن صمت وأنا ابكي ،
ووجدتني أسألك كما لو أنك هنا وانفاسي متقطعة جراء الهم المتساقط من بين جفوني " لماذا؟
هل آلمتك يوما؟
لماذا إذا؟! " ،
لا أعلم هل كنت أسألك فانتظر منك إجابة ،
أم أتسائل فأنتظر ان يخرج من رحم حيرتي جواب ،
ولكنني تذكرت وظلت الفكرة لا تفارقني ،
أنا أنتظرتك لساعات مديدة لأيام متوالية ،
وكان لدي الصبر ألا أتذمر ،
أو أكف عن انتظارك ،
بينما كان شاقا عليك أن تؤنس وحدتي ،
وترحم أنيني ولا ترحل حتي أرحل!
كنت قد بدأت ،
أو ربما شارفت ،
حينما أخبرتك أنني أريد أن أبكيك بين ذراعيك ،
وأشكوك لك ،
بدأ أن الاشتياق قد غلب الخصام ،
وأن الحب لسان الحال حتي إن كان معوجا ،
ثم سمحت لذاتك أن تنفصل عن ذاتي ،
وأن تكون راحتك تزامن مشقتي .
كلما سألتك أجبت " بطريقتي " ،
عزيزي يؤسفني أن أقول لك لم اعد أثق مطلقا في طريقتك المزعومة ،
كلما فتحت لك أبواب روحي لكي تمحو آلامي ،
تركت القدامى وخلقت جديدا ثم رحلت ،
لا محوت قديما ،
ولا منعت جديدا ،
ولا بقيت تشاركني الموت حزنا .
علي أن أكف عن الكتابة ،
لأنني أنزف حبا ،
ولا أريد لحبي أن يهدر ،
ولا اريد له أن ينقص ،
ولا أريد أن أن أجرحك بنفس قطع الزجاج التي مزقتني ،
ولم أكن أن أسال انتقاما داميا ،
ولا أنا ،
تلك التي ما إن دفنت فيك حتي وجدت الحياة ،
لست أنا التي أصارعني حينما أكون سببا في آلمك ،
أن أرد لك الألم!
سأصمت ،
وأنتظر لصوتك أن يسري في جسدي ،
وأن يتبختر في أوردتي ،
يسكن ما ليس له مسكن ،
أنتظر حديثك ،
يداوي ما لم أجد له دواء ،
وأنتظر فعلا يجعل حزني لا يتضمنك كسبب ،
لك مني سلام عظيما كأوجاعي ،
ودائما ،
كعشقي .
ــــــــــــــــــــــ
حبك دين سيبقي معلق في روحي أبد الدهر ،
دين لا يثقلني ،
بل يزيح عن صدري كل ما يثقله ،
أنت هدية السما إلي الأرض القابعة في جسدي ،
وإن أردت أن أبادلك الهدية ،
فسأحبك ،
حب لا يعرف حدود ،
كعينيك ،
بحري الذي لا بر له ،
وما أمنحك إلا إياي ،
فما أمنحك إلا إياك ،
أمنحك كلي وهو أنت ،
ولا أتردد في ألا أترك لي بقايا مني ،
أو بقايا منك ،
تبقيني علي قيد الحياة من دونك ،
لأن ليس هناك حياة من دونك ،
ولا أريد لها أن تكون .