هل انتهى عصر المراقبين بالامتحانات؟.. رؤساء الجامعات يناقشون هذا البديل

هل انتهى عصر المراقبين بالامتحانات؟.. رؤساء الجامعات يناقشون هذا البديل

كتيبة من المراقبين تبدأ الجامعات في تجهيزهم قبل امتحانات الترم الأول والأخير في كل سنة دراسية، توفّر الجامعات لهؤلاء ميزانيات خاصة تتكلف على مستوى القطر المصري عشرات الملايين.

لا تخلو الجامعات من وقائع الغش والشكوى من تصرفات المراقبين، يصل إهمال البعض أحيانا لحد حرمان الطالب من الانتقال لمستشفى بسبب أزمة صحية مفاجئة فيسقط ويموت.

«شبابيك» طرح سؤالا.. ماذا لو استخدمت الجامعات كاميرات مراقبة داخل لجان الامتحانات، هل ستكون خطوة فاعلية لمنع الغش وبديلا عن المراقبين، واقتصاديا هل توفر ميزانية المراقبين المتكررة سنويا؟

دمج النظامين

يرى نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، الدكتور محمد عثمان الخشت، أنه من الأفضل العمل بالنظامين، من خلال وجود كاميرات مراقبة داخل اللجان وأفراد مراقبين أيضا.

وأوضح أن العامل البشري مهم لأنه مرتبط بتوزيع الأوراق والحصول على التوقيعات لتنظيم عملية الامتحانات، كما أن وجود الكاميرات سيكون الفيصل عند اتهام طالب أو مراقب بحدوث شغب أو تجاوزات داخل اللجنة، ويمكن اللجوء إليها للتحقق من الأمر.

وسيلة مكلّفة

رئيس جامعة جنوب الوادي، الدكتور عباس منصور، قال إن وجود المراقبين في اللجان ليس هدفه ضبط الطلاب متلبسين بالغش في الامتحانات، وإنما للمحافظة عليه من الغش والوقوع تحت طائلة العقاب التأديبي.

وأوضح لـ«شبابيك» أن الطالب يتم الإنفاق عليه من أهله لتعليمه، وبذلك يجب على الجامعة وضع مراقبين لحمايته من التفكير في الغش، معتبرا أن وجود الكاميرات ستكون وسيلة مكلفة لحاجتها لمن يراقب عليها بالإضافة لوجود مراقبين لتنظيم العمل الإداري داخل اللجان.

وأشار «عباس» إلى أن وجود المراقبين يساعد الطلاب في بعض الأمور، مثل استدعاء الطاقم الطبي في حالة وجود حالات إغماء، وتلبية حاجات الطلاب مثل شرب المياه وتوضيح الأسئلة وغير ذلك.

سيتم تطبيقها

ويوافق لرئيس جامعة عين شمس، الدكتور عبد الوهاب عزت، على فكرة الاعتماد على كاميرات المراقبة، لكنه يؤجل تنفيذها لحين توفر الأموال لذلك.

وأشار إلى أن الكاميرات لا يمكن أن تغني عن المراقبين لكنها تقلل من أعدادهم، لأن المراقبين يقومون بأعمال إدارية تستلزم وجودهم.

بدون فائدة

واعتبر عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة أسيوط، الدكتور منصور المنسي، أن كاميرات المراقبة داخل لجان الامتحانات لا تغني عن وجود المراقبين، مستشهدا «فيه كاميرات في المؤسسات والمحلات الكبيرة وبرضه بتتسرق».

وشدد على ضرورة تطوير سلوك الطالب نفسه، وتشجيعه على التحصيل العلمي الصحيح، مطالبا بتطوير العملية التعليمية لتخريج دفعات قادرة على خدمة المجتمع.

وأكد «المنسي» أن كلية الفنون الجميلة تعمل على زرع القيم العلمية والأخلاقية في الطلاب، وحثهم على الاجتهاد، والابتعاد عن الغش، «الأفضل للطالب لو مش عارف إجابات يسيب الورقة فاضية، والكاميرات مش هتكون حل سليم للقضاء على الغش».

لن تكشف الغش

يستخدم كثير من الطلاب آليات للغش داخل لجان الامتحانات يستعصي على كاميرات المراقبة كشفها، وذلك بحسب ما صرحت المعيدة بكلية البنات جامعة الأزهر بالعاشر من رمضان، شيماء سعيد.

وتضيف «الكاميرات مش هتغني عن المراقبين، عشان الكاميرا مش هتجيب مثلا البنت اللي حاطة سماعة ف ودنها، او عاملة برشام».

وتؤكد على ضرورة وجود مراقب داخل اللجان يتفقد اللجنة ذهابا وإيابا لمتابعة الطلاب.

التكاليف المادية للكاميرات

تتفاوت أسعار كاميرات المراقبة باختلاف أنواعها ودقتها، فتكلف الكاميرات الثابتة بجودة HDحوالي    260  جنيه للكاميرا الواحدة، ويكلف جهاز التسجيل بهارد 500 جيجا حوالي 1200 جنيه.

وتتكلف سعر كاميرا المراقبة المتحركة ما يقارب من 3 آلاف جنيه.

وتحتاج قاعة الامتحانات المتوسطة (50 طالب) حوالي 4 كاميرات ثابتة وجهاز تشغيل، بتكلفة متوسطة تبلغ 2200 جنيه، تدوم هذه التكلفة بحسب جودة الكاميرات وضمانها واستمراريتها.

التكاليف المادية للمراقبين

تحتاج كل لجنة امتحانات لاثنين من المراقبين، بالإضافة لمشرف الدور، وتخصص كل كلية لجنة لما يقارب من 30 طالب في المتوسط، فيكون لكل 30 طالب اثنين من المراقبين في اللجنة.

وبالمتوسط يكون في الكلية متوسطة العدد ما يقارب من 70 لجنة بإجمالي 140 مراقب، ويحصل المراقب مكافأة امتحانات ما يقارب من 1300 جنيه بإجمالي 182 ألف جنيه مكافآت مراقبين في كل كلية.

رأي الطلاب

وأكدت الطالبة بكلية الحقوق جامعة بني سويف، سارة الباسل، أن وجود الكاميرات يعد من الأمور الضرورية داخل اللجان، بسبب تجاوزات المراقبين، موضحة «حصلت معايا أن معيدة أخدت مني سؤال وبعدين رنت على حد في التليفون وادته الإجابة بتاعتي».

وأشارت إلى أن الطلاب الذين تعودوا على الغش لن يمنعهم وجود كاميرات أو مراقبين «لو المراقب قعد للطالب على الديسك برضه هيحاول يغش، وبعدين المراقبين بيغششوا علني أحيانا».

واختلف ياسر محمود من جامعة أسيوط مع فكرة وجود كاميرات داخل اللجانن قائلا «حضرتك انت في مصر مش اليابان، احنا الطالب عندنا أذكى طالب في اختراع طرق الغش، والكاميرا دي هتسهل الموضوع مش هتقضي عليه».

وأضاف أن عملية وجود الكاميرات مكلفة، «هنحتاج حد يوزع ويلم الورق وحد يشرف على الكاميرا إنها شغالة من عدمه وحد يراجع الأرشيف لفحص حالات الغش لو بتسجل أو حد يتابع من الشاشة لو مباشر.

 

عبدالله الشافعي

عبدالله الشافعي

صحفي مصري متخصص في الملف الطلابي بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام ومتابع لأخبار الأقاليم، مقيم في محافظة الجيزة.