للقراء.. «الدولار +18» فماذا سيحدث في صراع الكتب الورقية والـ«PDF»
إنذار وتهديد طال صناعة طباعة ونشر الكتب الورقية منذ إطلاق صيغة «PDF»، منذ قرابة التسع سنوات، والمعنية بالاحتفاظ بالمستندات على شكل صور مستقلة عن نظم التشغيل؛ تصاعد هذا التهديد مع مرور الوقت بتطور برمجياته وسهولة استخدامه من قبل للجميع.
ومع ارتفاع أسعار الطباعة في الفترة الأخيرة، نتيجة تحرير سعر صرف الجنيه، الذي أدى لارتفاع سعر الدولار لما يزيد عن 18 جنيها، بعد أن كان قبل التعويم بـ8.8 جنيهات؛ هل تندثر الكتب الورقية، ويزدهر عالم النشر الإلكتروني؟
ماذا يفضل القرّاء؟
اتفق جميع القرّاء، الذين استطلع «شبابيك» آرائهم على أفضلية الكتب الورقية على النسخ الإلكترونية «PDF»، وجاءت الأسباب كلها نفسية تتعلق بممارسات القراءة منها رائحة الورق التي عبّر أحدهم بأنها تشعره بأنه «داخل السطور»، وقال آخر إنها تعطيه انطباع جيد أثناء القراءة. وأرجعت أخرى السبب إلى أن «الشخبطة» تحت السطور كفيلة بتمييز الكتب الورقية.
بالإضافة إلى أسباب أخرى من بينها إمكانية التحريف في النسخ الإلكترونية، والاعتداء على حقوق الكتّاب ودور النشر؛ حال نُشرت بدون إذن، وكذلك مشكلات الوسيط الذي تتم قراءة النسخ الإلكترونية من خلاله، والمشكلات الصحية التي يتسبب بها.
«خارج نطاق الخدعة».. إسهامات طلاب الجامعات في معرض الكتاب
ومع الإجماع على أن الكتاب الورقي لا تضاهيه وسيلة في القراءة، اتفق الجميع ثانية على أن النسخ الإلكترونية بصيغة الـ«PDF» تصلح كبديل في حال عدم توفر النسخة الورقية من إصدار معين، أو الرغبة في شراء الكتب بمبالغ أقل.
دور النشر تُعلق
يؤكد ممثل دار «عصير الكتب» للنشر والتوزيع، محمد شوقي، أن توفر الكتاب إلكترونيا بموافقة الناشر يساعد على بيع النسخة الورقية من الكتاب، موضحًا أن الأمر يتعلق بالقراء الذين لا يرغبون في المغامرة بالقراءة لكاتب جديد:«مثلا لو 5000 واحد قرأوا الكتاب PDF هيساعدوا على بيع 1000 نسخة ورقية».
وعلى الجانب الآخر أشار المسئول عن دار «الرواق» للنشر والتوزيع، هاني عبدالله، إلى أن أي إجراء يخالف حقوق الملكية الفكرية، يؤثر سلبًا على المنظومة ككل، قائلاً «لو الكاتب مباعش مش هيتنشرله كت تاني، ومش هيبقى في مؤلفين، وممكن دور النشر كلها تقفل».
واستنكر «عبد الله» سلوك القرّاء الذين يصّرون على الحصول على النسخ المجانية، رغم توافر النسخ الإلكترونية الرسمية بمبالغ أقل، مطالبًا الحكومة بفرض قيود على حقوق الملكية الفكرية«القارئ اللي بيلجأ للـ«PDF» بيستسهل وبيقول مادام متوفر نسخ ببلاش خلاص اشتري ليه».
وأضاف أن دور النشر يجب أن تعمل على توعية القارئ بأبعاد عملية الصناعة الأدبية، لافتًا أن معظم القرّاء ينظرون نظرة متدنية لقيمة اقتناء الكتب.
طلاب بجامعات الأقاليم يشاركون في معرض الكتاب.. وهذه مؤلفاتهم
الـ«PDF» إثراء لعملية القراءة أم لا
أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر، علاء جانب، أكد أن توافر النسخ الإلكترونية لن يقضي على وجود النسخ الورقية والاهتمام بها «عمر ما واحد معاه فلوس هيروح ينزلPDF»، مضيفًا أن وجودها يعد إثراءً للعملية القرائية من خلال المميزات التي تحققها، خاصة تلك التي لا تندرج تحت بند السرقة أو الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية.
وأوضح أستاذ الأدب والنقد، في تصريح لـ«شبابيك» أن الـ«PDF» لا يحل محل النسخ الورقية إلا في حالات ندرة توافرها أو وجودها في دولة أخرى بالنسبة للباحثين، بجانب إدخار الوقت والوصول للمعلومة بسهولة بالنسبة للنشر الإلكتروني بصورة عامة في بعض الحالات التي لا تكون القراءة فيها بهدف استكمال الكتاب للتعرف على فكر معين.
ويرى «علاء» أن الكتب الإلكترونية تأتي كمرتبة ثانية للاعتماد عليها بعد الورقية، قائلاً«العلاقة بينهم زي العلاقة بين الأكل والدواء، لو مقدرتش تاخد الفيتامينات بصورة طبيعية من الأكل هتضطر تحصل عليهم صناعي من الدواء».