حوار شبابيك مع نائب رئيس جامعة عين شمس - تصوير: هند رضا

حوار شبابيك مع نائب رئيس جامعة عين شمس - تصوير: هند رضا


نائب عين شمس: أولوياتي تأهيل الطالب نفسيا، لكن «كيف يستقيم الظل والعود أعوج»؟

تولى أستاذ علم النفس السياسي بجامعة عين شمس الدكتور فتحي الشرقاوي مسئولية نائب رئيس الجامعة للتعليم والطلاب في ديسمبر الماضي. و«شبابيك» بدوره أجرى حوارا مع المسئول الجديد للحديث عن خطته لتنمية الطلاب وماذا سيقدم للعملية التعليمية خلال فترة توليه المنصب.

♠ بصفتك متخصص في «سيكولوجية التعصب»، كيف تعالج التعصب في جامعة عين شمس؟

اعرف جيدًا أن هناك فرقا بين التعصب والتطرف، فالتعصب أقرب للأفكار بينما التطرف أقرب إلى السلوك، وهما من السمات الشخصية للأفراد ويتمتعون بالجمود الفكري وإنعدام المرونة الفكرية ولدى المتعصب إطلاق للأحكام المسبقة ويحكم على الأفراد من خلال تصوره عن الشخص، كما يتمتع بذهن منغلق، وأطبّق من خلال عملي دراساتي على تحليل الشخصيات ورسم الأسلوب المناسب للتعامل معهم.

والتعصب هو آفة التطور في كل المجالات، سواء سياسي أو عقائدي أو اقتصادي، وأيضا تجديد أي خطاب ترغب فيه الدولة لابد أولا بتفكيك البنية المنغلقة لما يتبناه الناس، وهذه رسالة موجهة لمن يريديون تجديد الخطاب الديني والسياسي.

 هل ترى أن نفسية الطالب تتقبل أو تهتم بدعوات مثل تجديد الخطاب الديني؟

لابد أن نتفق بأن التطور في أي مجتمع له اتجاهين وهما حكمة وخبرة وإتزان الكبار والثاني هو حماس الشباب وطموحهم، وتعتبر قضية صراع الأجيال أخطر من تجديد الخطاب، فيجب على الكبار عدم التشبث بأنهم هم الأصح والأولى ولابد من تبادل الأدوار ليشعر الشباب بإمكانية التمسك بالثبات الإنفعالي والنضج العاطفي لدى الكبار، ويجب على الكبار أن يشعرون بما يواجه الشباب من إحباط وكم الضغوطات التي تواجههم، ولابد من الاهتمام بالشباب الذين هم سواعد المستقبل ولكن يظهر هنا السؤال هل الكبار بسلوكهم يمثلون القدوة  للشباب؟ كيف تنصحني أن أكون صادقا وأنت كذاب، لن ينصلح حال الشباب إلا عندما يكون القدوة لهم شخص صادق «كيف يستقيم الظل والعود أعوج».

♠ كيف ترى الدكتور إبراهيم الفقي كمتخصص في التنمية البشرية؟

إبراهيم الفقي شخصية مؤثرة وشخص ذو كفاءة عالية، وهو جدير بالاحترام، وتحتوى الجامعات على أساتذة مثله يتفوقون عليه بحملهم التدريب بشقيه المرونة الذهنية والتأهيل العلمي، ولكن مايميز الفقي أن نجمه سطع في وقت لم تكن التنمية البشرية يعرفها الكثير على عكس الآن، ولابد من إدراك أن التدريب ليس بالشخصية الجاذبة والداتا شو، ولكن أساس التدريب هو تقسيمه إلى 3 مراحل (ماقبله وأثناء التدريب نفسه ومابعده)، إضافة إلى كفاءة المدرب، وغير ذلك «ضحك على الناس».

♠ هل يختف طالب 2017 عن الطلاب قديما؟

نعم اختلف وأصبح سهولة وصول المعلومات عبر الإنترنت للطلاب هو مصدر آخر للمعلومات على عكس ماكان، فقديما كان المدرس هو مصدر المعلومة الأولى والطلاب أصبح لهم عوالمهم ويجب على المدرس إدراكها، الطالب منفتح على العالم بشكل أكثر وضوحا.

ومن الممكن أن يستعير المدرس من الطالب ماهو جديد عنده، فلا يوجد شخص كبير على العلم، وللعلم يوجد كتاب من مؤلفاتي جائتني فكرته من أحد طلابي حين سألني عن سؤال لم أكن أعرفه، وطلبت منه أن يتركني أبحث عن إجابته، ومن هنا ممكن إستحداث جملة «الأبناء آباء الآباء»، فمن الممكن أن يعدل الأب سلوكه من خلال سلوك ابنه.

البعض يصف المتحدثين عن علم النفس والتنمية البشرية بـ«بياعين الكلام».. ما رأيكم؟

هناك دكاكين تسمى مراكز تنمية بشرية، وأصبحت الآن هي مهنة من لا مهنة له، وأدى ذلك إلى انفلات سوق التدريب على المهارة، ولذلك تقدم جامعة عين شمس دورة دبلوم تنمية بشرية لمدة سنة كاملة يستطيع من خلالها الدارس تعلم كيفية إعداد وتنفيذ برنامج تدريبي بما في ذلك اختيار الموضوعات، وهو متاح لجميع طلاب المؤهلات العليا بمصر.

ويجب على الشخص المشتغل بمجال التنمية البشرية أن يكون مهيأ دراسيا وأكاديميا لممارسة دوره، ولابد من وجود عقوبات مغلظه لأي شخص يمتهن مهنة غيره، لأن مدعي التنمية البشرية يؤثرون في آراء واتجاهات وقيم ومعتقدات الناس، وهذا الشخص إذا لم يكن مؤهلا للتعامل مع السلوك ومتخصص في كيفية التعامل مع المهارات الإنسانية، لن يؤدي دوره بشكل كامل، كما يجب أن يكون المشتغلين بمجال التدريب من خريجي أحد الكليات الإنسانية.

♠ ما تحليلكم النفسي لهذه الشخصيات؟

  • رئيس الجمهورية:

شخصية قادرة على الرؤية بعيدة المدى، ولديه قدرة على التحمل كبيرة جدا، والمشروعات التي تتم في مصر الآن لبناء البنية التحتيه، لم نشهد لها مثيل منذ عام 1950، لذلك لابد للشعب من يوجهه لما سيكون في المجتمع من مشروعات تنموية عملاقة، لذلك فتحت الجامعة مجال للطلاب أن يذهبوا لمشاهدة هذه المشروعات، ورسالتي للسيسي:«الله يكون في عونك».

  • رئيس جامعة عين شمس 

شخصية مرنة فكريا ويؤمن بالتخصصات ولديه قدرة على توزيع الأدوار والمحاسبة وهو ليس مركزي الطبع وشخص إيجابي جدا، ولديه قدرة على إدارك الإسترتيجية، ويضع رؤية واضحة بآليات تنفيذ، وأهدافها واضحة، كما يختار الأشخاص القادرين على التنفيذ.

ورسالتي للدكتور عبدالوهاب «اتمنى أن يتم تطوير الجامعة أكثر ليصبح لها ترتيب عالمي بين الجامعات».

  • عضو هيئة التدريس ورئيس مجلس النواب، علي عبدالعال

يجب أن يكون حاسما في بعض الأمور مثل غياب أعضاء المجلس، والحسم يأتي في إطار الصلاحيات المتوفره لديه.

في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، هل يحتاج الطالب الجامعي لتأهيل نفسي قبل التخرج؟

هذه  من ضمن ألوياتي بالنسبة للطالب الجامعي، لأن سنين الجامعة تعتبر من أجمل سنين العمر، فليس دور الجامعة أن تخرج أشخاص متخصصين في مجال ما، ولابد من إثقال مهارات الطالب فنيا وثقافيا وأدبيا، من أجل ذلك تدفع الدولة ملايين لتأهيل الطلاب لكيفية التعامل مع الواقع، ولذلك فتحت الجامعة دورات تطوير الذات مجانا لجميع طلابها.

♠ من خلال تخصصكم.. كيف نواجه ضغوط العمل، وكيف نرتب الأولويات؟

هناك أشخاص لا يمكنهم العمل تحت ضغط، والبعض الآخر يمكنه التعامل مع أكثر من مهمة في وقت واحد، وهي تعتبر سمة ولكن من الممكن تنميتها عند بعض الناس، ولابد لأي قائد في أي مجال أن يتسم بمواجهه الضغوط، لأن هذه الضغوط تؤثر على الحياة، ومن يعاني من ضغط في العمل سينعكس الأمر على نواحي الحياة، بما في ذلك رئيس العمل أو المرؤسين، ومن هذه الضغوط تسلط رؤساء العمل، أو توجيه مهام للشخص أكبر من قدرته مما يؤثر عليه.

ألقيتم محاضرات بمدرسة الأمير سعود بن عبد الله بالسعودية في التنمية الذاتية، لماذا تفتقر مدارسنا للإهتمام بهذا الجانب؟

يوجد نسبة كبيرة من الأشخاص في المجتمع لا يؤمنون بما بيعرف بتنمية وثقل المهارات والتمنية البشرية، ودورات التنمية لابد أن تتوفر في كل القطاعات، وبالتحديد الأطفال في مراحل التعليم الأساسي حتى ينعكس عليه في تعليمه الثانوي والجامعي، ويؤهله ليصبح مواطن صالح، لذلك يلجأ البعض الآن لتجديد الخطابات الدينية والثقافية والسياسية.

♠ هل المجتمع السعودي متقدم على نظيره المصري؟

المجتمعات الخليجية تقدمت بشكل مذهل، وهذا يرجع للبعثات التي يتم إرسالها للعالم، والجميع يحكم على المجتمع في مجالات التطوير القائمة، وهذا غير متوفر بشكل كبير في مجتمعنا المصري.

كيف يتعامل نائب رئيس جامعة عين كأستاذ علم نفس سياسي مع الطلاب أصحاب الفكر؟

لايوجد تمييز بين طلاب جامعة عين شمس إلا إذا كان طالبا من ذوي الحالات الخاصة، وفيما عدا ذلك فلا يوجد أي تمييز، وكل الطلاب لهم ما لهم وعليهم ماعليهم من حقوق وواجبات، وأي اختلافات فكرية فهي تخص صاحبها ولكن عليه الالتزام بالقواعد، دون أن يفرض أفكاره على المؤسسة.

ونواجه الطلاب أصحاب الأجندات من خلال اشراك شخصيات ثقافية ودينية تتسم بالنضج والقبول، في تقديم أنشطة هادفة ونتعامل معه كطالب بنوع من الود، لأن البضاعة الثمينة عندما تعرض تطرد الغثة من السوق.

كيف تقيّم أحداث (25يناير و30 يونيو)؟

الاثنين في عباءة واحدة وهي انتفاضة ضد الظلم سواء كان اقتصادي أو ظلم سياسي أو غيره من افتقاد للعدالة الاجتماعية، والسياسية الحالية هي تأسيس للمستقبل وتعتبر الحسنة للثورتين.

♠ برأيك ماذا يفتقد الطالب الجامعي؟

إذا توافر الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس كنماذج جيدة سيكون ذلك أول الطريق للسلامة، وثانيا لابد من توفير أنشطة بديلة للطلاب، ووضعه في محل الاهتمام، كما يجب النظر لطلاب الطبقة المتوسطة، وتوفير امكانيات التكافل الاجتماعي، حتى يهتم الطالب بالمجتمع.

حسين السنوسي

حسين السنوسي

صحفي مصري متخصص في الشأن الطلابي، رئيس قسم الجامعة بموقع شبابيك، متابع لأخبار التعليم ومقيم بمحافظة الجيزة