شيالين معرض الكتاب.. قليل من الرزق كثير من اليأس (صور)
بوجوه يملؤها اليأس، يجرون عرباتهم المصنوعة من الحديد داخل ممرات معرض القاهرة الدولي للكتاب، في انتظار من يقوم بالنداء لهم: «فاضي ياريس.. عايزك في نقله» فيحمل «الشيال» البضائع لأصحاب المكتبات أو للزوار.
وخلال سيرهم تجد أعينهم ترقب يمينا ويسارا تجاه أماكن دور النشر، وأرصفة الصالات بحثًا عن ما يحملونه على عرباتهم الصغيرة لكسب قوت يومهم.
«والله الحال واقف على الكل».. كلمات تحدث بها «عبد الرحمن»، الشاب العشريني القادم من محافظة المنيا، تصف حال عمله على عربة «الكارو»، داخل معرض الكتاب، خاصة بعد ارتفاع الأسعار، والذي كان له تأثير الأكبر على انخفاض دخله.
ويشير خلال حديثه لـ«شبابيك»، أنه يواظب على حضور المعرض كل عام: «باجي المعرض كل سنة بعربيتي الحديد علشان أشتغل شيال، وكمان أنقل البضاعة الخاصة بالمكتبات.. بس زي ما أنت شايف الحال واقف خالص، وبقالي أكتر من ساعة بلف بالعربية ومفيش شغل».
تابع: «التكلفة بتبقى على حسب المسافة، بس أقل حمولة يعني 10 جنيه، وده لو المكان قريب من بعضه، والدخل بيختلف.. يعني بداية المعرض مش زي باقي الأيام».
بجوار صالة 2 تقابلنا مع الحاج «إبراهيم»، والذي تملأ وجهه الإبتسامة، ومتكئا على ناقلته المحملة بالكتب، يقول: «أنا أصلا شغال حارس عمارة في المعادي، بس دا موسم ليا أعمل عشان مرتبي في الظروف دي ما يكفنيش أنا واولادي».
وعن طبيعة عمله يقول عم «إبراهيم»، أنا ببدأ شغلي من الساعة 8 صباحا، وأغلب تواجدي بيكون أمام البوابة الرئيسية، علشان أنقل كتب دور النشر».
يعود عم «إبراهيم» بذاكرته للماضي ويتحدث عن معرض الكتاب فيقول: «الأول كان المعرض ما تعرفش تمشي فيه من كتر الناس، وكمان الرزق كان كتير، والدنيا كانت بسيطة، لكن دلوقتي غلو الاسعار بقى تقيل ومش مستحملين».
وخلال تجولنا في المعرض وأمام مكتبة الشروق وجدنا «أحمد» ثلاثيني ذو ملامح صعيدية خالصة، يحمل في يده «سيجارة» وبدأ حديثه قائلا: « أنا من محافظة أسيوط، وشغال في القاهرة عامل باليومية، وبنتظر موسم معرض الكتاب من 7 سنين، الواحد فيه بيقدر يجيب مصاريف بيته، وزي ما انت شايف الدنيا صعبة، والأسعار نار».