رصد تسلسلي لمعارك الألتراس من أجل «ضحايا شافوا الغدر قبل الممات»
تأتي الذكرى الخامسة لأحداث ستاد بورسعيد، وجماهير الألتراس ممنوعة من دخول ملعب «مختار التتش» بالنادي الأهلي الذي اعتادوا فيه على إحياء ذكرى شهدائهم كل عام والمطالبة بالقصاص لهم.
لكن تاريخ الألتراس يعود إلى زمن بعيد.. أبعد من ذكرى المذبحة ومن ثورة الخامس والعشرين من يناير نفسها.. التي كان شباب الألتراس محركا أساسيا في أحداثها. حتى إن خلافهم مع الأمن يعود لما قبل الثورة.. والذي كان يعتبرهم مجموعات مثيرة للشغب والتعضب بين الجماهير، ونتيجة للتضييق الأمني الذي كان يمارس ضدهم أطلقت جماهير الألتراس على الأمن وصف «ACAB» .. وهي اختصار لـ«All Cops Are Bastards » والتي تعني «جميع رجال الأمن أندال».
وعند اندلاع ثورة 25 يناير.. كانت جماهير الألتراس من أبرز المحركين لأحداث الثورة.. وكان الاعتقال من نصيب أفراده الذين شاركوا في الثورة وساهموا في تشتيت الأمن عن المتظاهرين بميدان التحرير.. وهي المرحلة التي كتبت استمرار المواجهات بينهم وبين قوات الأمن.
التضامن مع المحبوسين
وفي عام 2011 وبالتحديد يوم 21 من شهر سبتمبر، في مباراة الأهلي وإنبي، رفع الألتراس شعارات «تضامنا مع إخواتنا المحبوسين» و«مشجع محطوط في السجون.. لكن عشان الأهلي كله يهون».
كانت جماهير الألتراس تندد بحبس أفرادها في السجون على خلفية مشاركتهم في ثورة 25 يناير.
وقفة النائب العام
لم تمر إلا خمسة أشهر فقط حتى وقعت أحداث بورسعيد في الأول من شهر فبراير عام 2012، ليسقط 27 مشجعا من جمهور الأهلي، في مذبحى يرى «الاولتراس» أنها مدبرة للانتقام منهم.
وللمطالبة بحق الشهداء بدأت المجموعة مشوارها في المطالبة بالقصاص للضحايا في 15 فبراير، بوقفة أمام مكتب النائب العام، رفعوا فيها لافتات مكتوب عليها «مدير أمن بورسعيد»، و«تطهير الداخلية»؛ في اتهام صريح للداخلية بالتقصير في تأمين المباراة وتورط قيادات أمنية منها مدير أمن بورسعيد في المذبحة.
مسيرة النادي الأهلي
حتى ذلك الوقت لم يكن الأمن قد قرر الوقوف للألتراس بالمرصاد ومنعهم من دخول النادي الأهلي.. فقد نظم شباب الألتراس في مارس 2013 وقفة أمام النادي الأهلي ورفعوا فيها شعارات «أنا مش بلطجي.. أنا أهلاوي ثورجي».
مسيرة جامعة عين شمس
وبعد أربعة أيام فقط كانت جامعة عين شمس على موعد مع مسيرة نظمها الألتراس، يطالب فيها بحق الشهداء.
الذكرى الخامسة للتأسيس
وفي عام 2013 وفي الذكرى الخامسة لتأسيس الألتراس، نظموا مسيرة أخرى لتخليد الضحايا؛ وهي المسيرة التي رفعت فيها لافتات صريحة تهاجم المجلس العسكري، وتحمله مسئولية أحداث بورسعيد.
الجرافيتي
وبغير المسيرات والهتافات، عبر شباب الألتراس عن قضيتهم من خلال فن الجرافيتي الذي حمل سخرية صريحة من الداخلية.
وقفة ميدان التحرير
وقبل الذكرى الثانية للثورة بحوالي أسبوع وتحديدا في يوم 18 يناير 2013.. كان ميدان التحرير مفتوحا أمام الألتراس والذي عمل كقوة حاشدة للمطالبة بالقصاص للشهداء.
ذكرى المذبحة الأولى
وفي الذكرى الأولى لمذبحة بورسعيد في 1 فبراير 2013، لم تكن قوات الأمن تمنع جماهير الألتراس من إحيائهم ذكرى الشهداء من داخل ملعب «مختار التتش» بالنادي الأهلي.
الأهلي ودوري أبطال أفريقيا 2013
وفي مبارة الأهلي ونادي «توسكر» الكيني في دوري أبطال أفريقيا، وهي المباراة التي كان يشترط فيها حضور جماهير المشجعين.. كانت ألتراس أهلاوي حاضرا بقوة.
ورفعت جماهير الألتراس لافتات تحمل صورة المشير محمد حسين طنطاوي، ومكتوب عليها «No Scaf» والتي تعني «لا للمجلس العسكري».. في إشارة لتحميله مسئولية شهداء مذبحة بورسعيد.
مباراة الأهلى ودمياط الودية
وفي مباراة الأهلي ودمياط الودية في يونيو 2013 رفعت جماهير الألتراس لافتات مكتوب عليها «كرة القدم بدون جمهور لا تساوي شيء».
كان الألتراس يحتج وبشدة على قرار منعه من حضور مباريات النادي الأهلي، والتي تقام حتى الآن بدون جمهور أو مشجعين؛ منذ أن وقعت المذبحة.
الذكرى الثانية لمذبحة بورسعيد
وفي الذكرى الثانية لمذبحة بورسعيد في 2014 احتشدت جماهير الألتراس في ملعب «مختار التتش» بالنادي الأهلي، للتذكير بحث شهداء المذبحة.
واقتصرت الوقفة على رفع لافتات مكتوب عليها أسماء الشهداء.
الاتحاد الكونفدرالي
وفي نهائي كأس الاتحاد الأفريقي «الكونفدرالية» تواجدت جماهير الألتراس بين المشجعين ورفعت شعار «الكرة للجماهير» بكل اللغات العالم، احتجاجا على منعهم من حضور المباريات في بلدهم.
كما رفعوا لافتات تندد بالمجلس العسكري السابق متمثلا في شخص المشير طنطاوي، والداخلية.
الذكرى الثالثة 2015
وفي الذكرى الثالثة تواجدت جماهير الألتراس في ستاد «مختار التتش» مرة أخرى، محملين المسئولية للمجلس العسكري كذلك، ورافعين لافتات مكتوب عليها «من قتل يقتل ولو بعد حين».. وأخرى مكتوب عليها «آخرهم ذكرى وكم صورة» في إشارة إلى سخرية بعض المسئولين من جماهير الألتراس وأن كل ما يفعلونه هو تنظيم الفعاليا ورفع صور الشهداء فقط.
الذكرى الرابعة 2016
وفي الذكرى الرابعة للأحداث رفعت جماهير الألتراس باستاد «التتش» لافتات مكتوب عليها «جمهور الأهلي لا يعتذر لقتلته»، بعد خروج عدد من مسئولي النادي يعتذروا فيها مهاجمة الجمهور لقيادات المجلس العسكري السابق.
وبعد هذه الوقفة أصدرت إدارة النادي قراره بمنع الجماهير من دخول ملعب «مختار التتش» بسبب ما وصفوه بالإساءة لرموز الدولة والقوات المسلحة.
الجو العام ضد الألتراس
تقول الصحفية المتخصصة في شئون الألتراس، ميساء فهمي إن «التضييق على الألتراس ليس وليد تلك اللحظة التي قررت فيها إدارة النادي الأهلي عدم دخولهم الملاعب مرة أخرى؛ فهو يعود لأحداث مذبحة بورسعيد بعد منعهم من حضور الدوري والمباريات تماما؛ لكن حتى في ظل هذا التضييق كانت جماهير الألتراس تستطيع دخول الملاعب لإحياء ذكرى الشهداء كل عام».
منع الألتراس من إحياء أحداث بورسعيد في ذكراها الخامسة.. شيء تراه «فهمي» مرتبط أكثر بخلاف بين إدارة النادي والألتراس؛ فهو الذي يستنجد بالأمن لمنع الجماهير.. يحاول النادي أن يحمي نفسه ولاعبيه من الاشتباك اللفظي الذي يتصاعد في فاعليات الألتراس.
«الجو العام في البلد لا يحبذ أي نوع من التجمعات أو الهتافات ضد الداخلية أو المجلس العسكري السابق.. هكذا تتابع «فهمي» لـ«شبابيك».. المواطنون أيضا لم يعودوا يقبلون بأي نوع من هذه الهتافات رغم تعاطفها الشديد مع شهداء الألتراس».
لا تنكر الصحفية المختصة في شئون الألتراس أن هناك اتجاه واضح من الدولة ضد الألتراس يظهر ذلك في حكم المحكمة برفض أي روابط مثل الألتراس واعتبارها غير شرعية أو اعتبار الإعلام أن الألتراس هي سبب العنف والتعصب وسط الجماهير.
تضيق مع سبق الإصرار والترصد
يتفق عضو المكتب السياسي بحزب «مصر القوية» أحمد إمام مع «فهمي».. لكنه يضيف لـ«شبابيك» أن هناك تضيقا زائدا ومتعمدا يمارس في حق جماهير الألتراس.
تتصاعد خلال تجمعات الألتراس هتافات ضد الشرطة والجيش ويصل الأمر للاشتباك اللفظي.. وهو الشيء الذي يراه «إمام» يمثل خطورة كبيرة.. «فلو سمح بمثل هذه الهتافات فإن الشعب قد ينجرف مرة أخرى في مظاهرات معادية للجيش والداخلية».
لكن «موجة ثورية قادمة» يراها «إمام».. قادمة، لأن الاتجاه العام هو التضييق على الجميع من تيارات سياسية وحتى التضييق الاقتصادي على المواطنين.