بتعاني من «الأوفر ثينكينج»؟.. الأطباء يشرحون لك طريقة التغلب عليه

بتعاني من «الأوفر ثينكينج»؟.. الأطباء يشرحون لك طريقة التغلب عليه

أنت تعي جيدا مايسببه لك التفكير الزائد عن الحد. قلق وتوتر ومعاناة وضغط نفسي وعصبي وشعور بالدونية أو شعور بالذنب. بالإضافة إلى عدم قدرتك على التعايش بشكل صحي وطبيعي مع ما البيئة من حولك.. يبدأ الأمر عندما تبدأ في توجيه أسئلة غريبة وغير منطقية لنفسك، هذا الكم  الهائل من الأفكار والتساؤلات التي تدور داخل عقلك..

يقول الفيلسوف الأمريكي ورائد الطب النفسي الحديث، ويليام جيمس: «الاكتشاف الأعظم الذي شهده جيلي والذي يقارن بالثورة الحديثة في الطب كثورة البنسلين.. هو معرفة البشر أن بمقدورهم تغيير حياتهم عبر تغيير مواقفهم الذهنية».

ويضيف «أنا أعرف شيئا عنك على الرغم أني لا أعرفك. انت تقضي الكثير من الوقت داخل رأسك. عقلك مشغول دائما بالتفكير والقلق والشعور بالذنب، وهذا يسبب لك بالطبع المعاناة والضغط النفسي والعصبي.. لكن أبشر 99% من هذه الأفكار التي تدور في رأسك غير حقيقية علاوة على أنها غير مهمة على الإطلاق».

ويقول «طوال حياتي كنت مشغولا بالأفكار البرغماتية والأمور العلمية والنصائح العلمية، ويضيف أن البرغماتية تعتقد أن العقل هو أداة يجب أن تعمل لأجلك لا ضدك، لكن معظم البشر يعتقدون أنهم لا يستطيعون السيطرة عليها، يقولون دائما «لا أستطيع التوقف عن التفكير في هذه الأشياء.. ماذا أفعل؟».. من هنا نبدأ .. ماذا تفعل؟

حسنا إنها مهارة يمكنك أن تكتسبها، فأنت تستطيع بالفعل السيطرة على هذه الأفكار لكنك تحتاج إلى بعض التمارين.

بعبارة أخرى لديك المقدرة على أن تقرر ما تريد التفكير فيه وما لاتريد. فجميع الناس يفكرون هكذا ويتعرضون للضغوط جراء هذا التفكير والجميع أيضا يعتقد أنه وحده الذي يقوم بهذه العملية.

الخطوة الأولى، عليك أن تسأل نفسك سؤالا «هل هناك أهمية لهذه الأفكار؟» . لو فكرت جيدا لن تجد أية أهمية تذكر  لها. ومن هنا تبدأ . ابدأ بفصل الأفكار التي تهمك وتفيدك وتلك التي لن تفيدك مطلقا بل تسبب لك المعاناة فقط. على سبيل المثال لو كنت تسأل نفسك هل هذا الشخص يحبني أم لا. توقف فورا عن هذا، هل سأنجح أم سأفشل. توقف فورا عن هذا.

الخطوة الثانية ابدأ التركيز على الشعور، حاول أن تشعر بما يدور حولك. على سبيل المثال بأشعة الشمس أو الأشجار حولك أو بفنجان القهوة الذي تمسكه بيدك أو كلمات الخطاب الذي تقرأه أو الكلمات التي تخرج من الشخص الذي يحدثك.

الخطوة الثالثة.. راقب رأسك دائما إذا حاولت الانجراف بك إلى جملة الأفكار السلبية توقف عن هذا فورا، ستشعر بالصعوبة في بداية الأمر لكنك مع الممارسة ستجد العملية سهلة وسلسة وعُد مرة أخرى إلى الواقع.

الخطوة الرابعة: لا تحاكم نفسك مطلقا، لا تصف نفسك أنك غبي لا تشعر بالذنب لأمر ما. لا تردد كلمة مثل هل أنا غبي؟

خامسا: أنت الآن في محيط الواقع استمر في الشعور بالأشياء واستمر في التعاطي مع ما حولك واستمر في التوقف عن التفكير. مع الوقت ستجد نفسك تتخلص تلقائيا من الأفكار السلبية وتركز فيما تفعله فقط. وهذا هو المطلوب.  

من المفترض أنك تعود للواقع الآن. هل تشعر الآن بما تفعله هل تشعر بالكالمات التي تقرأها على الشاشة أمامك الآن، هل تشعر بالهاتف في يدك. عظيم أنت الآن تسيطر على عقلك وليس العكس أنت الآن تستخدمه فيما تريد لا ما يريد هو.

فقط استمر في تدريب نفسك على القيام بهذا وبعد فترة ليست كبيرة ستجد نفسك قادرا على التحكم فيما يدور في رأسك.

الدكتور محمد هاني استشار يالصحة النفسية يقول لـ«شبابيك» إن التفكير السلبي الزائد عن الحد يفقد الإنسان قدرته على الاستمتاع بالحياة، فتحميل الرأس بالأفكار مثل «معنديش وظيفة أو طموح عالي أو أي شئ سلبي» لا تقود إلا للإحباط والدونية والاكتئاب.

وحدد هاني خطوات يجب اتباعها للتغلب على تلك المشكلة:

1- أن تضع كل شئ في مكانه الصحيح.

2- التحلي بروح التفاؤل والأمل.

3- الإيمان بالقضاء والقدر، كي لا يحبط إذا حدث شئ خاطئ ، فهذا يقوي من روح الإيمان والعزيمة والإصرار لديه.

4- الهدوء والثبات الانفعالي.

5- لا تعطي شيئا أكثر من حجمه . بمعنى التخلي عن الطموح العالي وتوقع نتائج عظيمة.

ويشير الدكتور النفسي إلى أن اتباع تلك الخطوات تجعل الإنسان قادرا على التعايش بشكل إيجابي مع المجتمع الذي يتواجد فيه.

* ويليام جيمس هو فيلسوف أمريكي ورائد الطب النفسي الحديث كان يمارس الطب البشري قبل أن يتركه ويتجه إلى علم النفس.

المصدر

  • http://cutt.us/1E5xl

محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية