عشق المعتاد.. خواطر من مشاركات الطالبة منى عسكر
شاي بلبن.. عشق المعتاد
كيف لنا من حب شئ نمتلكه دائما ولا نخاف من فقدانه ،نحصل عليه بكل سهولة فهو متاح ،لا.. نحن لانحبه فقط بل بشكل ادق لا نستطيع الاستغناء عنه (نعشقه). قد يخالف هذا الامر مبدأ حياة الانسان(الممنوع مرغوب ) فكل شئ لا يمتلكه الانسان يرغب به ويلهث وراءه وعلى الصعيد الاخر مايوجد في يده يزهده ويمل منه ،فمن الضروري وجود سر في عشق المعتاد الذي ضرب بجشع الانسان وبحثه عن الجديد والصعب احيانا وحبه السطحي للامور بعرض الحائط؛يستيقظ صباحا شابا او عجوزا ،امرأة او رجل ،فقير او غني لا يخطر بباله سوا الشاي بلبن كيف لا يرغب بالتغيير او بامر اكثر اثاره وتميزا عن غيره ؟كيف لايمل منه ويشعر ان لا جديد في ذلك المشروب التقليدي المتاح للجميع،ليس فقط صباحا بل تتطوق النفس اليه في وقت العصاري كانه شئ نادر.
لنترك العجب جانبا ونستخدم خيالنا فنضع بعض الامور في دور الشاي بلبن مثلا ممارسة الرياضة او شريك الحياه او المذاكره مع كامل تحفظي حتى انا لا استطيع ان افكر في الدراسة بهذه الحميمية ،فتصبح الرياضة وقت رائع للاعتناء بالجسد ووقت مناسب لتنظيم الافكار واخيرا اصحبت اللياقة البدنية متاحه للجميع وليست عملة نادره ،ماذا لو اصبح شريك حياتك مثير ومشوق رغم اتاحته الدائمه فانك تشتاق اليه وترغب بالجلوس معه طوال يومك واحيانا ترغب باختلاسه للحظات اثناء تواجده معك لتستمتع به كاول لقاء وعلى جانب اخر يصبح الزواج قليل التكلفه كالشاي بلبن .....لا استطيع التخيل. بعد حالة من الرخاء التي عشتها الان يبقى السؤال ماهو السر وكيف بنا كل هذا العجز عن تحويل الحياه الى جنه ؟؟؟؟؟؟ ان الامر في الاغلب يرتبط بالحالة النفسية التي يضعنا فيها الشاي بلبن في كل مره نحتسيه فيها (ذكريات الطفولة او اعداد ماما الفطور لنا ) وقد يكون له علاقة ببداية اليوم .. بالامان انه مازال يوجد وقت ،بالامل :انه يوم جديد ,حتى لو شربناه بعد المغرب .
يوجد ايضا في ذلك الامر رفع للضغوط عنا (لانفكر كل صباح ماذا نشرب اثناء تعطل المخ وصيانة الجسم ) ففي وجهة نظري الشخصية ان التفكير والابداع وصنع الافكار الجديده اصعب عمل قد يقوم به الشخص سواء على المستوى الجسدي او الفكري كفتح موضوع للحديث .
قد نرى شاي بلبن كثير في حياتنا كالجلوس على القهوة كالحديث مع نفس الشخص الممل المتوقع الذي عشنا معه الطفولة والمراهقة والشباب والنضوج (صديق العمر ) في نهاية الامر ان حياتنا اصبحت مليئة بالضغوط النفسية والجسدية والماديه ونحتاج لفترة راحه للعقل حيث يتنفس ولكن لا يعمل ولا يحدث ذلك سوا في ظروف قياسية حتى النوم لايفي بالغرض ،ان العباقرة فقط لا سواهم من يستطيعون وضع ما يريدون في محل الشاي بالبن ( ربط الاشياء باهدافها المنشودة ،التعامل بعفوية ،البحث عن كل مرغوب في كل ما هو مفيد واخيرا التخلي عن الامور الملازمه السخيفة التي لا نفع من وجودها ).