البحث عن الذات في صراع العروش.. هل يربح الأعرج؟
العالم كله في انتظار الموسم الجديد من مسلسل صراع العروش «game of thrones» المقرر عرضه في شهر يوليو على قناة «HBO»، وهو عمل فريد مستوحى من التاريخ، وممزوج بفانتازيا مضبوطة لم تفسد ثقله الإنساني ونضج محتواه.. أحداثه الملحمية لا تُنسى. في أغلب حلقاته، معارك طاحنة مدروسة بعناية، ودسائس ومؤامرات خلال أروقة العرش، وأخطار عسيرة تهدد أبطاله فلا أحد منهم آمن على الإطلاق.
وفي خلفية حكايات المسلسل وتطوراته نلاحظ فكرة عظيمة تشمل عددًا من الشخصيات بامتياز، وهي البطل المعيب المكروه لعلة أصابته دون قصد، فنجده يسعى لهدم قصوره وتحقيق طموحه، وكأنه «الأعرج» في سباق من العدائين المحترفين.
في هذا التقرير من «شبابيك» نعرض أبرز أبطال المسلسل الباحثين عن ذاتهم، مع تجنب حرق الأحداث قدر المعتاد، ونسأل أنفسنا شوقًا للموسم السابع: هل يربح الأعرج السباق؟!
1- تيريون لانيستر.. القزم المنبوذ بين أجمل القوم!
قزم ضئيل يرمقه الجميع من أعلى باحتقار، وتكرهه عائلته النبيلة التي تعتبره السبب في موت أمه بعد ولادته، ويسمونه المسخ وينسبون له أفظع التهم نكاية فيه، ورغم هذا كله يعترف تيريون لانيستر، أن هزيمة خصومه بالحيلة والدهاء هي أمتع شيء في حياته، ويقضي وقته في مطالعة الكتب لأنه يدرك أنه في عالم السيافين والمحاربين ليس له سيف ليسنه سوى عقله، فماذا يشحذ العقل سوى الكتب والقراءة ؟!
الشخصية المفضلة لأغلب متابعي المسلسل وللمؤلف جورج مارتن نفسه، يثبت ذاته دومًا بشتى الطرق، ويخرج من المعضلة تلو الأخرى بكل ذكاء، ويقود الجيوش لينقذ مدينته من الأعادي، ويقود البلاط الملكي لينقذها من الدسائس والخونة، ورغم هذا حاولت عائلته التخلص منه مرارًا! كل المتابعين في انتظار عودته لقلب الأحداث ويتذكرون مقولة أحد الشخصيات عنه: «قزم قصير قد يكون ظله عملاقًا جدًا».
شاهد عتاب تيريون لأهله و قومه:
2 - جون سنو.. اللقيط الحقير بين الشرفاء
هو الابن غير الشرعي بين جميع أخوته أحفاد الملوك، فكيف تنظر له زوجة أبيه الأصلية؟ جون سنو هو الدليل الثابت أن زوجها أحب غيرها وأنجب منها، جون سنو اللقيط الذي لم يرتكب جُرمًا لكل عناءه وهوانه، لا سيما أنه الأكثر موهبة بين أخوته في الحرب والنزال، لذا يرحل «جون» تاركًا عظمة العائلة التي حُرم منها، ليلتحق بما يشبه حرس الحدود في عالم القصة ويسمى (الجدار) حيث يفصل بين ممالك البشر وكل الأخطار القابعة خلفه.
في هذا المكان الوعر حيث شظف العيش ولا شيء سواه، يزامل «جون» اللصوص والقتلة والسفلة الذين نفوا للجدار كعقاب وليس كملاذ، وهناك يجد نفسه بين المعارك وصليل السيوف، ويجد التقدير والترقية، ويدخل في خضم الصراعات مع أعداء الممالك من همج ومردة وموتى! ويمسك بمقاليد الأمور والسلطات، فيصير اللقيط المكروه أعظم مما توقعوا له. «جون» هو المعادل لتيريون لانيستر بشكل آخر ولا ننسى مقولة الأخير له في بداية المسلسل: «أنت لقيط، لا تنس حقيقتك هذه، فالناس لن ينسوها أبدًا».
شاهد هذه اللقطة هنا:
3- دنيريس تارجيريان.. المراهقة الهشة تقود الجيوش والوحوش لاستعادة عرشها
فقدت أسرتها كلها قبل أن تولد، ذبحوهم الثوار بعدما انتزعوا منهم العرش انتزاعًا، السلالة العريقة لم يتبق منها سواها وأخاها، منفيين يلوذان بأي جحر خشية قتلهما، والفتاة محض طفلة لا تفقه عن الدنيا شيئًا، لكن أخاها استغل الشيء الوحيد المتبقي لها، جمالها وسحرها الخاطف لأي رجل، فزوجها لقائد جيوش عتيد ليسترجع لهما العرش.
لم تنجح خطة الأخ ووجدت «دنيريس» نفسها وحيدة، إلا أن القدر بعث لها هدية جعلت موقفها هو الأقوى في كل عالمها، وحوش رهيبة تمحو جيوشًا كاملة في نفثة نيران! للمرة الأولى نجد التنين في القصة أكثر من مجرد وحش مخيف، بل هو قوة عسكرية مرعبة في يد مراهقة عرفت كيف تواجه أصعب الأمور وتقود آلاف الرجال، فهل تفعلها «دنيريس» وتكون هي الحائزة أخيرًا على عرش الممالك السبع؟ وهل تتحقق كلمتها الرهيبة: «سوف استعيد ما هو حق لي.. بالنار والدم»؟
شاهد هذا المقطع عن دنيريس و مآربها:
4- آريا ستارك.. طفلة تنتقم من أعتى الملوك
يأمرها الجميع منذ نعومة أظفارها أن تتجهز لتكون ملكة، لتصبح سيدة مجتمع بما يناسب عصرها، هذا يشمل طبعًا أن تترقق في الحديث بصوت هامس وتتكلف البسمات و لمجاملات، وتتعلم الحياكة وترتدي الحرير، لكن «آريا» سليلة المحاربين تهوى الرماية، وتعشق المبارزة بالسيف، وتكره كل أمور الفتيات المدللات!
آريا ستارك الطفلة الساذجة المغامرة تجد نفسها في مهب الريح بعد كارثة حلت بأهلها، وهي مغامرة أكبر بكثير من عمرها، لكن روح المحاربة تنتصر وتجد الطفلة نفسها تسعى للانتقام كي ترتاح أرواح ذويها، وممن؟ من السادة والملوك المحاطين بالحراس والدروع والأسوار، «آريا» ستقاتل وتحارب وتغامر وسنذكر كلمتها دومًا: «أنا لستُ بحاجة للحماية».
شاهد آريا ستارك تتوعد ضحاياها القتلة:
5- بران ستارك.. القعيد الذي سيصير محاربًا
في مستهل حياته السعيدة، يهوى «بران» من ارتفاع شاهق بيد آثمة قاتلة، وهو لم يبلغ العاشرة بعد وصار قعيدًا لا يفارق كرسيه المتحرك. حذرته أمه دومًا من عواقب تسلق المرتفعات لكن الطفل الشقي يعشق التحليق هناك كأنه رزق جناحين بدلاً من يديه، «بران» يقبع في وطنه طويلاً حتى يجد نفسه في مهمة عجيبة تدعوه لخوضها، ومع خدامه المخلصين يرتحل بحثًا عن الحقيقة.
وأخيرًا يصل «بران» ويكتشف موهبة فريدة تمكنه من خوض صراع العروش مع إخوته. لم يعد «بران» يمشي لكنه في الموسم السابع سيطير عاليًا فوق كل الجيوش، وسيسطر البطولات في معارك أخرى قادمة نشتاق لها جميعًا وستتحقق كلمة الملك حين رآه أول مرة «ستكون محاربًا».
شاهد هذا المقطع لأجمل مشاهد بران:
6- سامويل تارلي.. البدين الذي حارب الموتى
لم يرض عنه أبوه يومًا، فهو بدين ثقيل الحركة وعديم النفع، فليذهب للجدار ليحرس الحدود مع الرجال الخناشير فربما يخشوشن ويصير رجلاً مثلهم، هذا لم يحدث بشكل تام ولم يجد الفتى الضخم نفسه في القتال أو حتى مراقبة الهمج في نوبات الحراسة لضعف نظره!
لكن سام تارلي كان الأخلص لصديقه جون سنو وعاونه مرارًا في حماية الجدار، وحين وجد حبيبته لم يتوانى في الدفاع عنها مضحيًا بحياته، هو الصديق والحبيب الأفضل رغم وزنه وحجمه، فما جديده في الموسم الأخير وأي عون سيقدمه للآخرين، ونذكر حين عايره أبوه من جديد ردت فتاته بكل شمم: «ابنك هذا أنقذني من الموت وخاض المعارك في الجدار، هو أكثر رجولة منك أنت و كل عائلتك التي تفخر بها».
شاهد الحضور الأول لسام تارلي في الجدار: