الرقص مش بس للانبساط ده كمان علاج .. والسر هنا

الرقص مش بس للانبساط ده كمان علاج .. والسر هنا

بابتسامة تُزين وجهها، تدخل نشوى صالح، مع صديقاتها لحضور جلسة رقص، وتتمايل معهن على أغنية «يا حلو صبح ياحلو طل»، للمطرب محمد قنديل.

نشوى أصيبت بسرطان الثدي قبل 5 سنوات، وخضعت لصراع شرس مع المرض حتى استطاعت هزيمته، بعدما أجرت عملية جراحية أفقدها جزءا من جسدها، ووجدت في الرقص بهجة، تساعدها على تحسين حالتها النفسية.

تقول «نشوى» لـ«شبابيك»: «لما بنروح نرقص كلنا بنحس بطاقة إيجابية كبيرة بتخلينا قادرين نكمل الأسبوع، ونستنى الأسبوع اللي بعده»،

«نشوى» لا تذهب إلى جلسات الرقص وحدها، بل يرافقنها بعض المتعافيات من سرطان الثدي مثلها. تقول: «أنا وغيري من المتعافيات، بنتجمع ونروح ورش الرقص التنحيفي، دا بيحسن نفسيتنا جدا، خاصة انه بيحس الست انها لسه ست».

قد يقفز إلى أذهان البعض منا أن الرقص بأنواعه المختلفة في حد ذاته علاج، لذا تقول مدربة الرقص التنحيفي، علا سالم إن: «الرقص مش علاج لكنه عامل مساعد في العلاج».

وتضيف لـ «شبابيك» أن المتعافيات من سرطان الثدي يلجأن إليها للرقص، لأنهن: «محتاجين دعم نفسي خصوصا بعد العلاج الكيميائي، والرقص نفسه بيرجعلهم إحساسهم بالأنوثة، ده غير إن الصحة النفسية بتقوي جهاز المناعة».

واتفق معها استشاري جراحة الأورام في المعهد القومي للأورام، الدكتور أحمد أبو ستيت، وقال إن العلاج النفسي له دور كبير في تماثل المريضة للشفاء، ويكون مسئولا عنه الأخصائيون الإجتماعيون، أما عن الرقص فيؤكد أن الحركة مطلوبة للمريضة خاصة بعد إجراء الجراحة وخضوعها لفترة النقاهة.

الرقص والسرطان

via GIPHY

ولأن المتعافي من السرطان معرض للإصابة به مرة أخرى، تحرص علا سالم، على تعزيز حالتهم النفسية، وتفريغ الطاقة السلبية الموجودة بداخلهن، والإحساس بالأنوثة التي افتقدوها نتيجة العلاج الكيميائي، بالرقص.

أما لمحاربات السرطان، فتختار مدربة الرقص تمرينات محددة تناسبهن دون التسبب في الإجهاد، فضلا عن أنها تحسن من وظيفة منطقة الثدي والذراعين بعد الجراحات، فضلا عن تنشيط الدورة الدموية لديهن، وبالتالي تعزز وظيفة الجهاز المناعي بالجسم، وكذلك تساعدهن في تعزيز علاقتهن الاجتماعية».

تقول نشوى صالح إن: «مريضة السرطان دائما تشعر بالنقص، وهذه التمارين تساعدها على الاختلاط بغيرها، وتشعرها بأن هناك من يهتم بها لا من يشفق عليها».

خرافة أم حقيقة؟

يجيب على ذلك التساؤل استشاري الطب النفسي الدكتور محمد مزيد، ويقول إن: «العلاج بالرقص أحد سبل العلاج المنتشرة في دول العالم، ولكنها قليلة في مصر، وهناك العديد من الدراسات التي أثبتت ذلك، خاصة أنه يطرد الطاقة السلبية الموجودة في الجسم، ويحسن النفسية، فأغلب الأمراض يكون أساسها نفسي، كالسرطان، السكر، الضغط».

عندما يعلم مريض السرطان بمرضه يحزن، مما يجعل الخلايا السرطانية تنتشر في جسمه، وهنا يبرز دور العلاج النفسي.

الرقص ليس للسرطان فقط 

via GIPHY

«مزيد» أوضح أن العلاج بالرقص يشمل بعض أساليب العلاج النفسي، ومنها العلاج الجماعي، والعلاج بالاسترخاء، أما الأخير فيظهر بعد تمرينات الرقص التي تجعل الشخص يبذل مجهودا يجعله بحاجة إلى الراحة، والاسترخاء، تساعده على صفاء الذهن، ويلجأ إليها المعالجين النفسيين في التعديل السلوكي.

  • الاكتئاب

أما العلاج الجماعي، فيستخدم في الطب النفسي في علاج بعض الأمراض كالاكتئاب والإدمان، بعض الاضطرابات النفسية، أما في الرقص فتمرينات الرقص تساعد على التعاون والمشاركة بين المتدربين، كما أنها تكون تمرينات جماعية، تتطلب حركات منظمة.

«الرقص مش بيعالج كل أنواع الاكتئاب»، هذا كان رد استشاري الطب النفسي الدكتور ماجد عزمي، ويوضح أن الاكتئاب له أنواع، فهناك اكتئاب داخلي ويكون نتيجة لاضطرابات نفسية يعاني منها المريض، وهذا يحتاج إلى علاج بالأدوية، وجلسات نفسية، وبعد التماثل للتعافي يمكن اللجوء للرقص.

وهناك اكتئاب تفاعلي، ويكون نتيجة للتفاعل السلبي مع الحياة، ويظهر في فشل إما في العمل أو العلاقات العاطفية والاجتماعية، وهذا النوع يمكن علاجه بالرقص.

ولكنه اتفق مع علا سالم، ومحمد مزيد في دور الرقص في تعزيز الصحة النفسية، وبالتالي تقوية المناعة، ويقول: «الرقص وغيره من أنواع الرياضة يجعل الجسم قادرا على مقاومة الأمراض». ويضيف «عزمي» أن الرقص يساعد على تعزيز الثقة بالنفس، وحب الذات، وحب الحياة نفسها.

 

  • الأرق

مدربة الرقص علا سالم تقول إن تمرينات الرقص التنحيفي تساعد في علاج الأرق خاصة أن الإرهاق الذي يشعر به المتدرب في الجلسة تجعله بحاجة للراحة، فضلا عن طردها لكل الافكار السلبية التي تعيق الفرد عن النوم.

وكذلك تساعد على فتح الشهية، لأنها تنشط الدورة الدموية، وتجعلها تعمل بانتظام، مما ينبه المخ إلى حاجة المعدة للطعام، وفقا لـ«سالم».

  • التركيز

الرقص يساعد على تنشيط المخ، وبالتالي يساعد على التركيز، وفقا لمدربة الرقص التنحيفي. واتفق معها استشاري المخ والأعصاب الدكتور أحمد كامل، وأضاف، أن الرقص يكون بمثابة «هدنة» للمخ، تجعله يستعيد نشاطه، وبالتالي يحسن طريقة التفكير، والتركيز.

الرقص لأغراض خيرية

ولأن الرقص يفرز هرمونات الطاقة والسعادة كما أوضح «كامل»، تؤكد علا سالم أنها اتجهت لاستغلاله مع الأيتام في دور الأيتام، مما يساعدهم على تقبل الحياة، وخلق منهم أشخاص أسوياء.

وأيضا مع المسنين في دور المسنين لتحسين حالتهم النفسية، وحتى يشعروا أن هناك من يهتم بهم، لا يشفق عليهم، وكذلك مع مرضى الإدمان، والمرضى النفسيين.

علا سالم اعتمدته أيضا مع مرضى الإيدز، لتحسين حالتهم النفسية، خاصة أنهم يشعرون بالاضطهاد والرفض من المجتمع، وتقول: «تفاعلي معهم يزيل ذلك الشعور».

حسناء الشيمي

حسناء الشيمي

صحفية مصرية تهتم بالكتابة في ملف العلاقات واللايف ستايل