في 5 خطوات تصعيدية.. هكذا نجحت منى برنس في تحويل «الرقصة» لقضية رأي عام

في 5 خطوات تصعيدية.. هكذا نجحت منى برنس في تحويل «الرقصة» لقضية رأي عام

قدمت أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة السويس، منى برنس، نفسها خلال استضافتها ببرنامج العاشرة مساء على أنها فنانة ومبدعة وراقصة، قائلة: «أنا أخدت كورسات رقص في  أمريكا»، وسألت الإعلامي وائل الإبراشي «أنت شوفت الفيديو؟ أنا برقص حلو؟».

تحولت «رقصة» أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة السويس، منى برنس، إلى قضية رأي عام تشغل كثيرين من داخل المجتمع الجامعي وخارجه، بين مؤيد لها ومستنكر لما تقوم به.

استطاعت منى برنس من خلال تداول صورا لها بالمايوه ومقطع فيديو الرقص، أن تجذب الأضواء إليها في مجموعة خطوات يرصدها «شبابيك» في هذا التقرير.

البداية

البداية كانت الثلاثاء 30 مارس، مقطع فيديو نشرته «برنس» على صفحتها الشخصية على موقع «فيس بوك»، ترقص فيه على أنغام «ليه بيداري كده» للفنانة روبي، مرتدية الزي الريفي على سطح منزلها بمحافطة الفيوم.

منى برنس رأت أن الأمر طبيعي، معللة أن لكل شخص حياته الخاصة التي يقضيها حسب إرادته، وليس للجامعة الحق في التدخل سوى فيما يتعلق بالجامعة والتدريس والطلاب.

استغلال السوشيال ميديا

انتشر مقطع الفيديو بمواقع التواصل الاجتماعي، ووصل عدد مشاهداته حتى كتابة هذه السطور 223 ألف مشاهدة.

في نفس اليوم، شاركت الدكتورة منى برنس مقطع الفيديو على صفحتها مرة ثانية، أعقبه سلسلة من المنشورات التي تبرر فيها الرقص، كما هاجمت الحجاب والنقاب قائلة: «الانحطاط اللي احنا فيه انهاردة ما بدأش غير لما انتشرت الكاسيتات بتوع شيوخ المرأة السافرة عاهرة.. واللي عاملة حواجبها والمتعطرة زانية.. الزبالة اللي راحوا اشتغلوا في السعودية.. رجعوا عملوا نفسهم شيوخ علينا وفرضوا نفسهم على مجتمع تحولت كل قيمه إلى قيم شكلية.. جلابية و زبيبة وحجاب بتطوره إسدال ونقاب وستات ماشية تلم تراب ووساخة الشارع في ديل هدومها».

وأعادت منى برنس مقطع فيديو الرقص مرة ثالثة، يوم الأحد، ما آثار موجة من التعليقات والانتقادات.

استدعاء أصحاب التوجهات المدنية

أثار الفيديو جدلا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ودشن المؤيدون للدكتورة منى برنس هاشتاج #تضامنوا_مع_مني_برنس، مؤكدين على أن نشر مقطع الفيديو على صفحتها الشخصية ضمن الحريات العامة التي لا تقبل التدخل.

حزب «العيش والحرية» بمحافظة السويس، استنكر حملة الهجوم على عضو هيئة التدريس بجامعة السويس منى برنس، متهما إدارة الجامعة بممارسة القمع على حرية الدكتورة منى برنس.


وعلقت عضو مركز أنثى بمحافظة البحيرة، هدير الشرقاوي، على الأخبار المتداولة بإحالة «برنس» للتحقيق من قبل إدارة الجامعة، قائلة إنه تعدّ واضح على حريتها الشخصية باعتبار أن صفحات الفيس بوك ملك لصاحبها يحق له نشر كل ما يريد عليها.

أما رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، نهاد قمصان، قالت إن إدارة الجامعة لا تملك حق تحويلها للتحقيق طبقا لقانون تنظيم الجامعات، وأن ما فعلته خارج حدود الجامعة، مُتسائلة (هل إذا قامت بتأدية «عُمرة» يعتبر سلوكها تمثيل لأساتذة الجامعات؟).

تدشين حملة التضامن واسعة الاتنشار

علقت الدكتور منى برنس بعد نشرها للفيديو، أنها بانتظار الإحالة للتحقيق وقد تتعرض للفصل من الجامعة بسببه، مؤكدة «أنا لا أخجل من جسدي».

وفي 3 أبريل نشرت عضو هيئة التدريس بجامعة السويس، عبر صفحتها الشخصية، قرار إحالتها للتحقيق، حيث زعمت أنه بسبب مقطع الفيديو.

وبحسب منشور الإحالة للتحقيق، يظهر تاريخ صدور القرار موقعا من عميدة الكلية يوم 26 مارس، في حين أن مقطع فيديو الرقص نشرته منى برنس بتاريخ 30 مارس، أي بعد صدور قرار التحقيق بأربعة أيام.

الانتقال من مواقع التواصل الاجتماعي للميديا 

بعد تداول القضية بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقلت القضية من الصفحات الإلكترونية إلى شاشات الفضائيات.

واستضاف الإعلامي وائل الإبراشي، الثلاثاء 4 أبريل، أستاذة الأدب بجامعة السويس في برنامجه العاشرة مساء، وعرضت خلال البرنامج مبرراتها لنشر صورها وفيديو الرقص، مؤكدة أن الجامعة تتصيد لها المواقف لإحالتها للتحقيق.

ووصفت منى برنس قضيتها بـ«الحريات والخصوصية»، ودعت الجميع للتضامن معها لاستكمال ما وصفته بـ«حربها» ومقاضاة من يهاجمونها.

وخصصت أحد منشوراتها على صفحتها لعميدة الكلية، الدكتور منى إدوراد، «يلا يا دكتورة مني إداور سابا، يا عميدة كلية الآداب، حوليني للتحقيق وخدي الإجراءات القانونية اللي انتي عايزاها، خلصيني، أنا شخص مبدع وفنانة وكاتبة ومترجمة، اتكلي علي الله وارفديني، مع إني ما عملتش حاجة تستدعي».

أخيرا.. الكلية تظهر في الصورة

في الجهة الأخرى، نفت عميدة كلية الآداب جامعة السويس، منى إدوارد، أن يكون سبب تحويل منى برنس للتحقيق نشرها لفيديو الرقص والصور العارية عبر صفحتها الشخصية بموقع «فيس بوك»، لكن الأسباب تتعلق بمجالات علمية.


وقالت «إدوارد» - في تصريحات لـ«شبابيك» - إن الدكتورة منى برنس، تواجه العديد من المخالفات التي دفعت الكلية لإحالتها للتحقيق، وربما يكون فيديو الرقص قنبلة جديدة لإشغال الجامعة في هذه القضية.

وكشفت أن أسباب إحالتها للتحقيق تتمثل في الآتي:

  • عدم الانتظام في حضور المحاضرات المكلفة بها.
  • الخروج عن الإطار العلمي بالمناهج والاستشهاد بمقالات تتعلق بالذات الإلهية وإثارة الفتنة.
  • غير منتظمة في عملها كمدرس داخل الكلية.
  • التعثر في الانتقال من درجة مدرس إلى أستاذ مساعد منذ عام 2011 حتى الآن.
  • الحديث غير اللائق عن الأديان السماوية داخل المحاضرات وأمام الطلاب.
  • تعمد رسوب الطلاب بنسب تصل لـ85% بالمخالفة لقانون تنظيم الجامعات.

القانون بتدخل بالإحالة للتحقيق

المستشار القانوني لجامعة عين شمس، الدكتور حمدي عبد الرحمن، يقول إن كل فعل يزري بشرف عضو هيئة التدريس أو من شأنه أن يمس نزاهته وكرامته وكرامة الوظيفة، يستوجب الإحالة للتأديب وتوقيع العقوبة التي يقرها مجلس التحقيق.

وأضاف لـ«شبابيك»، أن الأفعال التي تمس الكرامة الوظيفية ويعاقب عليها القانون، ليست مرتبطة بداخل الجامعة فقط إنما تمتد لخارجها، كأفعال التحرش في الطريق العام أو المشاركة في الملاهي الليلية وشرب الخمور.

عبدالله الشافعي

عبدالله الشافعي

صحفي مصري متخصص في الملف الطلابي بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام ومتابع لأخبار الأقاليم، مقيم في محافظة الجيزة.