رئيس التحرير أحمد متولي
 مارى عادل تكتب: الاهتمام مابيطلبش!

مارى عادل تكتب: الاهتمام مابيطلبش!

الاحتياج للاهتمام زيه زى الاحتياج للأكل والشرب والحب والصداقة.. أى علاقه بتبدأ ببذرة اهتمام صغيرة. دى اللي بتخلينا ننجذب ونفنجل عنينا، وهى الخطوة الأولى والاساسية اللي بتخلينا نرمي قرارتنا ونلغى عقلنا ونفكر بس بقلبنا.. بننبهر بأبسط الأشياء والأفعال.. بننبهر بالكلمات اللي تكاد تكون كاذبة، بس أحنا بنحب نصدقها.

الاهتمام زي القشرة اللي  في أول العلاقة اللي بتخبى المضمون اللي بنشوفه في آخر العلاقة وبنتصدم..

الاهتمام بيكون الخيط الرفيع اللي بيجرك تعمل حاجات متخيلتش تعملها.. محدش فينا ينكر إن ممكن مكنش بيطيق حد لغاية ما لقى اهتمام منه، مشفوش عند الباقيين اللي حواليه فبدأ يحبه لمجرد أنه اهتم بأصغر تفاصيله.

كل منا له طريقته في الاهتمام، الصديق لازم يهتم بأصغر وأدق تفاصيل صديقه، لو كلمة اتقالت حتى في شات، لو حكاية محتاجة تتسمع بتركيز في كل كلمة تتقال.. عشان كده كلمة «هاه» أو «اممم» دول مش بيقولوا إلا حاجه واحدة بس ! إنك أصلا لا مهتم ولا حاسس باللى قدامك حتى لو موضوع تافه.

الاهتمام في الصداقة يعنى إنك لما تحس أنه تعبان تجبله حاجه مثلا.. شوكولاتة.. ورد؛ تهتم بعيد ميلاد صاحبك أو تخرجه لما تلاقيه مقفول وتعبان.. أنه يلاقيك واقف معاه مهما كان ومهما حصل.. في ضهره سانده دايما، إنك تقوله ولعت لك شمعة/ صليت لك وقت المطرة/ دعيت لك في الفجر.. أنه يلاقي ليكم صورة على أي ابليكشن وده من الحاجات البسيطه اللي بنحبها ودليل إن أى حد فينا مهتم بوجود التانى في حياته.. إنك تكلمه مهما كان وراك إيه عشان بس تقوله إنك رجعت من السفر وعايز تشوفه انشالله حد فيكوا يجى للتانى مخصوص..

الحاجات دى بتفرق أوى في الصداقة، بتفرق لو أنت عايز تجر رجل حد وتصاحبه.. بس ده لو هو بيحس وعنده دم.

لو بتحب بقي يا برنس.. في أول العلاقة عشان تحسسها بيك لازم تهتم وتسال وتغلس وهى في الأول مببتبقاش فاهمه للأسف.. إنك تكلمها كل يوم وتحكيلها مشاكلك.. إنك تسمع منها حتى لو كلام هري حتى لو بترميلك دبش في وشك وأنت متقبل وبتسمع فده اهتمام...

كونها بتعاتبك وبترميلك كلام ممكن تشوفه إنه على كرامتك تقوم مقموص كده، تبقي لا مؤاخذه مبتفهمش حاجة، لأن عتابها ليك حتى لو على كلمة قلتها أنت مش واخد بالك، ده معناه إنها بتحبك وبتهتم بيك وعلى رأي جميلة عوض في «هيبتا»: «تبقي بتحبك يا حمار».. يعنى أنت رجعت من الشغل، فكلمها وأهتم تسمع تفاصيل يومها.. نزلت أجازة من الجيش أهتم إنك تكلمها وتقولها وحشتينى وتشوفها.. يمكن بتشوفوا الحاجات دى تافهه بس بالنسبه للبنت حاجة كبيرة، ولو أنت متجوز وسبت القهوة وصحابك والبلاى ستيشن وشغلك في يوم وبقيت ليها بس ده بقي قمه الاهتمام والتضحية.

قمه البؤس بقي نبقي أحنا في حالنا ونلاقي اللي بيهتم وبيبذل مجهود عشان يوصلنا، وبيحببنا فيه غصب عننا ويبقي شاطر أوى في ده، وأحنا بنتقل وبعد فترة نحس باهتمامه واكمننا عالم حساسه ومحترمة فنقوم نحبه، تيجى بقي المفاجأه غير السارة... تلاقيه يا مؤمن بعّد عنك واتغير ومبقاش هو، نفضل مستنين نفس الاهتمام والشغف بتاع زمان، نلاقيه اختفى ومش فاهمين السبب بعد مانكون احنا اللي كنا رافضينه بقينا مدمنينه! وده قمه الإعجاز العلمى.

إنما لو أنت جبلة مش حاسس بيها ولا لو انتى جبلة مش عايزاه خالص أصلا يبقي الكلام ده مش ليكوا...

أكتر حاجه كمان توجع لما تفضل مستنى الاهتمام من ناس معينة.. صاحب أنت معتبره كده بس هو  لا، حبيب أنت بتحبه وهو مش حاسس.. أو اللي بأنانيته بيخلينا مستنين اهتمامه وبعد فترة بيتغير وبيخلينا متعلقين مع إنه مبقاش زى الأول ، ساعتها بتضرب نفسك إنك بتحبه وبتهتم بيه ومش لاقي منه نفس الاهتمام، والأصعب لما تلاقي حد غيره هو بيعمل اللي نفسك يجى من اللي بتحبه. ساعتها بتنتابنا حالة تشويش عام وعدم ثقة في الكل، بيطلع كل كبتك وشرك وخوفك من تكرار التجربة في التانى اللي ملوش ذنب... وتدور الدايرة

الخلاصه هى إن الاهتمام إزاى تحس باللى بيحتاجه الى بتحبه، إزاى تهتم اصلا، ازاى تفضل مهتم طالما لسه على عهدك، إزاى تحاول متنقضتش عهدك ده ، إزاى تظهر الاهتمام والمشاعر دى لأنها مش عيب، حلو إنك تكون بتحب اللي قدامك، بس مش حلو إنك متهتمش لأن ده بيبعده عنك، ممكن تكون مش عارف تهتم أو بتكسف أو بتخاف.. بس العلاقات اللي من النوع ده بتتهد بسرعة وبتخلص، لو واحد أنت مش قادر تديه وهو بيحبك صارح له بكده بذوق، متعلقهوش بيك وأنت مبتديلوش اللي بيحلم بيه ونفسه فيه منك.. في منا ناس تفضل تحب وتهتم باللى بيحبوهم ولازالوا، حتى لو التانيين اتغيروا وبقوا يصدوهم بعد ما علقوهم . دول ناس معنديش ليهم حل.. لا قادرة اقوله بطل تحبه وتهتم ولا قادره اقوله افضل حب وأهتم حتى لو مش هتاخد 1/10 من الاهتمام والحب ده.

في مدرستين للاهتمام .... اللي يقولك وماله لما نطلب الاهتمام ومش مهم،  المهم أن نعبر عن اللي جوانا.. لما نطلب الحب والهدية مثلا... وناس تقولك لأ كرامتى فوق كل شئ وتفضل صامتة وموجوعة جواها وتفضل ياعينى مستنيه اللي قدامها اللي مابيتحركوش...

احب اقولكم انى واقفة  في النص بين المدرستين ومش لاقيه وضع نهائي ينفع في كل الحالات، في حالات عادى إيه المشكلة لما اقول لصحابى: «إيه ده هو أنتى بطلتى تحبينى»... «إيه ده فين هدية عيد ميلادى»... «إيه ده مش هتشوفنى بقي مش وحشاك».

وفي حالات لازم قدامها نفضل موجوعين عشان لو قلنا وطلبنا الاهتمام وقلنا «ليه مبتهتموش».. «إيه مش عايزين تسلموا علينا».. «إيه مش هتخرجونا»، ساعتها ممكن نتكسر أكتر و الاهتمام لو اتطلب وقتها هيبقي ملوش طعم ولا لون ولا هيبقي بنفس اللي هنحسه لما نتفاجأ  بيه من اللي قدامنا.

أخيرا: اهتموا لأن بقينا في وضع صعب محتاجين الشئ ده في حياتنا J

ماري عادل، مدونة مصرية.

المقالات والمشاركات المنشورة في قسم «شباك» تعبر عن رأي كاتبها، وليس لـ«شبابيك» تدخل في صياغتها ولا مضمونها.

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر