عمرو عادل يكتب: «فتى الأحلام وشريك الحياة»
سأقول لكِ كلمةً وابحثي عن معناها بداخلِك قبلَ أن تُكْمِلي القراءة، توقفي للحظة وفكري فيها بإمعان..
الكلمةُ هي «فتى أحلامِك»!
انتهَيتِ الأن من التفكير في فتى الاحلام؟
جَال بذهنِك ذلكَ الفتى المفتول العضلات الذي يعتلي ذلك الحصانَ الأبيضَ ويأتي إليكِ مُسرعًا ليخطفك من العالمِ كُلِهِ خلفَه ويغدو مُسرعاً بين الجبالِ والرمالِ ليصلَ بكِ إلى شاطيءِ البحرِ في ساعةِ العصرِ فترتشفوا سوياً نَسَمَاتِ الربيعِ و ....
لماذا تخيلتيه يركبُ الحصانَ رُغمَ وجودِ السيارات ِالفارهةِ؟!
لماذا تخيلتيه يذهبُ بكِ إلي البحرِ رُغمَ أنكِ تعشقين «الشوبينج في المولات» و«السهرَ في الكافيهات» و«دخولَ السينما»؟!
تلكَ هي البرمجةُ القديمةُ، والصورةُ الذهنيةُ العتيقةُ التي تسكنُ عقلَكِ، لكنها في حقيقةِ الأمرِ ليستْ إلا موروثاً ثقافياً واجتماعياً يتغلغلُ في نفوسِ السابقين.. ورثناه كابراً عن كابر..
والواقعُ يا صغيرتي مغايرا تماما لما في ذهنِك.. هذا فتى الأحلام الذي نسمعُ عنه في الأساطير القديمةِ.. رجلُ الزمان السالف!
ولكل زمان طبيعتُه ورجالُه، ولكلِ مقام حديثُه ومقالُه، ونحنُ في القرنِ الواحدِ والعشرين وأنتِ «أصدُقك القول» تعيشين مع رجالِ هذا الوقتِ من الحياة!
في «أفلام زمان» كانَ البطل يفاجيء حبيبتَه بالورود والزهور وبداخلِها ورقة مكتوب عليها «حبيتي التي تسكنُ وجداني و روح قلبي التي ملكت إحساسي.. أحبك».
وفي أفلامِ اليوم يرسلُ لها الهاتفَ «I phone» في علبة مغلفة «بالضمان المحلي» ومعهُ بطاقةٌ مكتوبٌ عليها «لو نيوتن رأى عنيكي لكان غيَّر كل قوانينه عن الجاذبية»!
هَل تقصد بكلامِك هذا أنَّ الحُب والرومانسية خيال تلاشى مع فتى الاحلام؟
بالطبعِ لا.. لكن لكل زمان فَتَياتُه ورجالُه.. و هنا أمْضي بِكُمْ حيثُ «شريك الحياة» وليس «فتى الاحلام»..
حينما أردت تأسيس شركة أعمال ناجحة بحثتُ عن شُركاءَ أقوياءَ يقوون علي تَحمُل الأعباء، والاهتمام بالعمل، وقبلَ ذلك صِدْقُ نواياهم في بذلِ الجُهدِ والوقت الكافي لإدارةِ تلكَ الشركة، ولم أبحث عن صديقيَ الودود.. لأنه باختصارٍ ضعيفٌ وهزيل، ومتخاذل، وكسول، رُغمَ حُبي له، لكني أعلمُ جيدا، وتحدثت عن ذلك كثيرا في كتابي «آدم وحواء»..
أنَّ شراكتَه ستقضي على طموحاتي، وعلى يديه سيُولدُ المشروعُ مَيِّتاً..
فهمت الأن ما قَصَدت؟
شريكُ الحياةِ.. يد قوية، اهتمام واعتناء ورعاية، رجل ذو بأس شديد، تَخِّر الصخور أمام صبره وتتساقط، يتحمل مسؤولية أبنائي في المستقبل، ويحميني من غَدَرَات الزمان، ويحنو عليَّ حينما تقسوا الأيام.. وليس فارسا يعتلي الحصانَ الأبيض.
شريكةُ الحياة.. فتاة ذكية تفهم الرجل، تتدللُ كابنة علي يد أبيها، ترعى بيتَ زوجِها، وأبنائِها، تُربي أجيالاً صالحةً، فُطمت من أمِهِا قبل أن تدخلَ بيتَ زوجِهِا «سنفردُ فقرةً كاملةً عن الفِطام النفسي»... وليستْ فتاةً جميلةَ المظهرِ، أقصى اهتماماتِها «الميك أب والموضة والشوبينج والسوشيال ميديا»، تُطْرب آذانَك بأرقى الكلماتِ وتترك داخلَك شغَافَ الشوقِ يقتُلُكَ لأيام معدودة!.
عمرو عادل، استشاري العلاقات الأسرية وعضو المعهد الأمريكي الدولي للتدريب
المقالات والمشاركات المنشورة في قسم «شباك» تعبر عن رأي كاتبها، وليس لـ«شبابيك» تدخل في مضمونها.