«بيت العز».. الأكل من غير«منيو» وللبنات فقط (فيديو)
كتبت- إسراء نعيم:
على غير عادة المطاعم التي تقدم «منيو» لزبائنها لاختيار الطعام، يقدم «بيت العز» الأكل لزبائنه دون قائمة وللبنات فقط، في خطوة غريبة وجديدة أقدمت عليها دعاء أحمد أو «ماما دعاء» - كما يلقبها زبائنها - وما على الزائرة سوى الاتصال بـ«ماما دعاء» قبل الذهاب إلى «بيت العز»، وسؤالها: «عملالنا إيه النهاردة؟»
لا شيء يمكن توقعه عن الطعام في «بيت العز»، فقد تعد «ماما دعاء» الفراخ أو المحشي أو الكشري «أنتِ وحظك»، وقد تجدينها بعد انتهائكِ من الطعام تُقدم لكِ الشاي أو صنف جديد لتجربينه وتطالبكِ بتقييم ذوقها و«نَفَسْها في الطبخ»، وقد تختارا سويًا اسمًا للصنف الجديد، وفي كل الأحوال تضمن لكِ تناول طعام صحي ومضمون و«على أصله».
للبنات فقط
«للبنات فقط» شعار رفعته "«ماما دعاء»، فـ«القعدة» في «بيت العز» لا يُسمح بها للرجال.. تقول: «من زمان وأنا نفسي أعمل حاجة للبنات بس، أغلب الكافيهات بتزل شيشة وبتسمح بالتدخين، عشان كدا قررت إن الكافيه يكون للبنات، ولو على البنات اللي بتدخن فدول قليليين جدا، وكدا البنات تقدر تيجي وتقعد براحتها، القصة مش قصة أكل للبنات بس، أو إن أكل البنات مختلف عن أكل الولاد، الفكرة إننا نبقا على راحتنا».
ومع دخول رمضان، أزالت «ماما دعاء» شعار «للبنات فقط»، وسمحت باستضافة العائلات في «بيت العز» للإفطار أو قضاء سهرة رمضانية حتى وقت السحور، تقول: «في رمضان بقا مينفعش نفرق العيلة، والناس بتحب تتجمع، فبستقبل العائلات في شهر الصيام بس».
بمجرد دخولكِ «بيت العز» ستجدين في مواجهتكِ الـ Green corner، وتنصحكِ «ماما دعاء» بالجلوس فيه خلال الصباح حيث نور الشمس الخفيف والهدوء والمزاج الرائق، وستجدين أيضًا طُرقة تنتهي بمضيفة و«قعدة ريفي» بها عدة طاولات خشبية و«سبرتاية» لإعداد القوة بنفسك وفي الخلفية تشدو «فيروز» بأغانيها.
تحكي «ماما دعاء» لـ«شبابيك» أنها كانت تعمل بمجال الهندسة ولديها مكتب للتصميمات والمقاولات، إلا أن شغفها وحبها لمجال الطبخ جعلها تقرر افتتاح مطعم للأكل البيتي، وبدأت الفكرة بتنفيذ طلبات صغيرة لزبائن محدودة وكانت تعد الطعام من مطبخها المنزلي واستمر ذلك لمدة 4 سنوات، وفي شهر مارس الماضي، قررت تحقيق ما تحلم به وافتتاح «بيت العز».
زي ست البيت
وعن سبب عدم تحديد قائمة أصناف محددة، توضح «ماما دعاء» أن: «الفكرة أن أطبخ وأقدم أكلات زي ما ست البيت بتعمل بالظبط، معنديش معدات حديثة في مطبخ المطعم، والأكل بيتقدم كل يوم طازة، فمينفعش أعمل أصناف كتيرة وأخزنها وتروح قيمتها الغذائية وأقدمها للزبون».
وتميل لمسات أغلب ديكور «بيت العز» للطابع الريفي، ويوفر الكافيه ملابس ريفية مثل «جلاليب الفلاحة»، وأيضا «مشنات»، ويستطيع الزائر ارتدائها والتقاط الصور الفوتوغرافية لنفسه، إلى جانب لمبات الجاز وبراد الشاي في جو مبهج وبسيط.
تلقت «ماما دعاء» عدة دورات تدريبة لإعداد الحلويات، وتستقبل طلبات إعداد أعياد الميلاد داخل «بيت العز» من عدة زبائن، وتُعد التورتة ومتطلبات الحفل حسب ذوق الزائر، تقول: «بحب أعمل لكل عيد ميلاد تورتة مختلفة عشان تبقى معمولة لصاحبها وبس».
الأسعار
أسعار «بيت العز» في متناول الجميع وقد تصل قيمة وجبة الغذاء إلى خمسين جنيهًا فقط، ويقدم العديد من الأصناف المصرية والخليجية والإيطالية والهندية، ويقع في منطقة المعادي، ويفتتح أبوابه من التاسعة صباحًا وعادة ما يقدم في الوجبات الصباحية فطار بلدي وأحيانًا الفطير المشلتت مع المش والجبنة القريش.
يوفر «بيت العز» مكانًا للجلوس فقط وتناول المشروبات، وبعض الأمهات يرغبن بالتواجد فيه وانتظار انتهاء الدوام الدراسي لأبنائهن، بل ويوفر الهدوء والراحلة للأمهات اللواتي يرغبن في استذكار الدروس لأطفالهنّ، وقد تعد لهنّ «ماما دعاء» وجبات يتناولنها في المنزل عقب انتهائنّ برفقة الأسرة، كما أن العديد من مجموعات الأصدقاء يملن للالتقاء به والمذاكرة أحيانًا، كما يوفر مكانًا للأطفال حال تواجد الأمهات برفقة صغارهنّ.
رفضت «ماما دعاء» طلبات العديد من المطاعم لمشاركتها في إدارة «بيت العز»، وتقول: «مضمنش الأكل نوعيته هتبقى عاملة إزاي، مش مستعجلة على الربح، لو كسب كان بها، ولو خسرت تبقى تجربة وخضتها. مش هأكل الناس حاجة مضرة وربنا يحاسبني».
وحول ارتفاع الأسعار ومدى نجاح التجربة، تقول «ماما دعاء»، إنه لا يمكن الحكم قبل مرور عدة سنوات، وأنها دائمًا ما تعتمد على اللحم البلدي، والدواجن المذبوحة أمامها أو ترسل لشرائها من البلد، ولا تعتمد على العبوات المغلفة والجاهزة من المتاجر الكبيرة كما هو الحال في المطاعم الشهيرة.
لا يقدم «بيت العز» المأكولات والمشروبات فقط بل ينظم أيضًا دورات تدريبية وندوات وأمسيات ثقافية وجلسات دردشة جماعية تحت شعار «ملتقى الهوانم» للفتيات والأمهات، يستضيف فيها متخصيين ومحاضرين في علم النفس برسوم رمزية.
يمكنك زيارة صفحة «بيت العز» من هنا