ترامب حصد كل هذه المكاسب من «البقرة الحلوب».. هكذا استفاد الأمريكان من السعودية

ترامب حصد كل هذه المكاسب من «البقرة الحلوب».. هكذا استفاد الأمريكان من السعودية

هل تغير موقف الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» من السعودية حقا؟.. هناك تقارير إعلامية تقول إن العلاقات بين البلدين شهدت تطورا مفاجئا بعد القمة الخليجية الأمريكية، والاتفاقات العسكرية والاقتصادية التي وُقعت خلالها وقدرت بـ400 مليار دولار.

يهتف ترامب في فخر أنها صفقة تاريخية..  «لقد حصلنا على الكثير من الوظائف.. الوظائف.. الوظائف»!

ولكن هل تدل هذه الصفقات على صداقة حقيقية بين البلدين؟

خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية، كان «ترامب» يتعمد توجيه الإساءة إلى السعودية.. يصفها بـ«البقرة الحلوب» التي تُدر ذهبا بحسب الطلب الأمريكي، وإن توقفت عن تقديم الذهب والدولارات وجف ضرعها فسيحذبها فورا..

فهل تدل هذه الصفقات على أن الولايات المتحدة توقفت عن معاملة السعودية كـ«البقرة الحلوب»؟ أم أنها تريد استنزاف المملكة حتى القطرة الأخيرة؟ وما مكاسب السعودية نفسها من مليارات الدولارات التي دفعتها في هذه الصفقات؟ 

ماذا تعني صفقة الأسلحة بين ترامب والسعودية؟

يبدو «ترامب» سعيدا للغاية بهذه الصفقة التي بلغت قيمتها 110 مليارات دولار، دفعتهم السعودية للولايات المتحدة، مقابل الحصول على أسلحة وخدمات دفاعية.

الصفقة تشمل بيع المعدات العسكرية الجوية والبحرية والبرية، وتقديم  بعض الخدمات القتالية، والخدمات الخاصة بأمن الاتصالات والمعلومات وشبكات الحاسب الآلي.

من بين الأسلحة التي ستحصل عليها السعودية بموجب هذه الصفقة، 150 طائرة مقابل مبلغ 6 مليارات؛ كما تذكر شبكة «CNN».

وبهذا تحصل السعودية على أسلحة تمكن الجيش السعودي من آداء دور أكبر في في العمليات الأمنية؛ كما يقول «ترامب».

فالولايات المتحدة تنتظر من السعودية أن تؤدي دورا أمنيا وعسكريا خطيرا في المنطقة مقابل هذه الصفقات.

ترامب في تصريحات تعود لعام 2015: «السعودية مثل البقرة الحلوب التي سنتنفذها قدر الإمكان»

فقد قال وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» بنفسه،  أن هذه الصفقة تهدف إلى مواجهة نفوذ إيران بالمنطقة.

وتنقل شبكة «ABC» الإخبارية عن صحيفة «The independent» البريطانية قولها إن هذه الصفقة تتضمن الذخائر الموجهة بدقة، والتي رفضت إدارة أوباما إتمامها مع السعودية، حتى لا تستخدم لقصف المدنيين في اليمن.

وتقول شبكة «ABC» إن الهدف الحقيقي ليس الحصول على الوظائف كما هتف «ترامب» في فخر، ولكن توجيه رسالة قوية لأعداء أمريكا - وتقصد إيران - كما يصرح وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تليرسون».

أمريكا بحاجة شديدة لنفط السعودية

لقد أعلنها ترامب خلال ترشحه للرئاسة: «لم نعد في حاجة إلى النفط الذي تصدره لنا المملكة السعودية، سنترك الدول الأخرى تتعارك عليه».. جاء هذا في السياق نفسه الذي يصف فيه الرئيس الأمريكي السعودية بالبقرة الحلوب التي سيذبحها حين يجف ضرعها.

لكن الاستثمارات التي وقعتها الولايات المتحدة خلال القمة الخليجية الأمريكية، تكشف أن «ترامب» يحاول الاستفادة من النفط السعودي حتى النهاية.

ضمن هذه الاتفاقيات مذكرات تفاهم وقعتها البلدين لإقامة مشروعات مشتركة لامتلاك وتشغيل منصات الحفر البحرية، لاستخراج البترول من المملكة السعودية، وتحسين أعمال الحفر، وتوفير منصات ومعدات للحفر ذات مواصفات عالية؛ إضافة إلى تحسين قطاع البتروكيماويات في أمريكا، وفقا لـ«CNN».

وبلغت قيمة اتفاقيات النفط 50 مليار دولار.

تغريدة لترامب قبل الانتخابات الأمريكية: «أطالب السعودية بإعطاء الولايات المتحدة النفط مجانا لعشر سنوات وإلا لن نحمي طائرتهم»


هذه الاستثمارات الضخمة قد تدفع السعودية لخطوة أكثر أهمية وهي طرح شركة «أرامكو» السعودية التي تدير معظم هذه الاتفاقات النفطية في سوق الأسهم.

وتحتفظ شركة «آرامكو» وحدها بـ15% من احتياطي النفط العالمي؛ وهي تخطط لطرح أسهمها في السوق منذ أكثر من عام في ظل تدني أسعار النفط، وفقا لـ«بي بي سي».

وذكر تقرير «بي بي سي» لعام 2016 أن بيع 20% من أسهم الشركة قد يمول السعودية كلها لمدة عام.

أما على الجانب الأمريكي فهناك صراع بين بورصة لندن وبورصة نيويورك للفوز بأسهم هذه الشركة العملاقة، وبالتالي السيطرة على جزء مهم من احتياطي النفط العالمي.

هل السعودية شريك اقتصادي مهم؟

 

في ظل أزمة اقتصادية عالمية تعانيها الولايات المتحدة، ووعود من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتقليص هذه الأزمة؛ فإن الاتفاقيات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والسعودية شملت مجالات متنوعة مثل الكهرباء والرعاية الصحية والتعدين.

ومن أهم هذه الصفقات، اتفاقية وقعتها السعودية مع شركة «جنيرال إليكتريك» عن سلع وخدمات تقدمها في مجال الكهرباء والتكنولوجيا الرقمية؛ وحصلت الشركة الأمريكية على 22 مليار دولار نظير هذه الاتفاقية.

تحتاج السعودية إلى هذه الاستثمارات لإنهاء اعتمادها على البترول كداعم اقتصادي مع العام 2030.

ترامب فور وصوله للرياض: «فخور بتواجدي  بالمملكة السعودية»


وبينما ظهر «ترامب» في حملته الانتخابية وكأنه يعلن العداء للسعودية، لكن شبكة «Vox» الإخبارية تقول أن إدارة ترامب تحتاج بشدة للملكة السعودية كشريك اقتصادي، كهدف غير معلن.

التقرير يقول أن السعودية تفكر في استثمار 40 مليار دولار آخرين في مشاريع البنية التحتية الأمريكية، وترامب يحتاج لترليون دولار لتطوير البنية التحتية للولايات المتحدة جميعها؛ وبالتالي يبدو العرض الذي تدرسه السعودية مناسبا جدا.

أمريكا تعطي السعودية ما تحتاج إليه

أموال ووظائف كثيرة ستوفرها هذه الاستثمارات بالتأكيد للبلدين، لكن الرئيس الأمريكي يفكر لما هو أبعد من ذلك.

فقد عرض الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» هذه الصفقات وأكثر على السعودية.

لكن العلاقة بينهما توترت بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها السعودية في اليمن؛ بينما بينما لا تهتم إدارة ترامب بحقوق الإنسان؛ وكأنه بهذه الخطوة يعطي السعودية ما كانت تريده حقا، وهو مباركة حربها ضد إيران أو الحوثيين في اليمن، كما تذكر شبكة «Vox».

 

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال