انفجار مانشستر.. تفاصيل ما حدث وآخر التطورات وآثار الحادث على مسلمي بريطانيا
اهتزت مدينة مانشستر البريطانية، بعد حادث تفجير استهدف قاعة «مانشستر أرينا» للاحتفالات، مساء الاثنين.. وأسفر الحادث عن مقتل 22 شخصا وإصابة 59 آخرين.. ومازال العدد محتمل للزيادة.
ماذا حدث في مانشستر؟
في مساء الاثنين 22 مايو، كانت قاعة الاحتفالات «مانشتسر أرينا» على موعد مع حفل للمغنية الأمريكية «أريانا جراندي».
وعندما انتهت المغنية الأمريكية من حفلتها وكان الحاضرين على وشك الخروج من تلك القاعة التي تتسع لـ22 ألف شخص، وقع انفجار كبير في البهو خارج القاعة، وفي اللحظة التي كان الحاضرين يستعدون للخروج، كما ترصد اللقطات الأولية.
الانفجار في تلك اللحظة وبتلك الطريقة أثار الكثير من الهلع والفوضى.. أظهرت الكاميرات الكثير من الاشخاص وهم يجرون في هلع خارج القاعة.
الحادث وقع في بهو قاعة الحفلات المتصلة بمحطة فيكتوريا لقطارات السكك الحديد والترام، وهي مركز رئيسي لوسائل النقل، في مدينة مانشستر.
«كنا نمضي في طريقنا، وعندما وصلنا إلى الباب وقع انفجار هائل وبدأ الجميع يصرخون».. هذا ما قالته إحدى الحاضرات وتدعى «كاثرين ماكفارلين» في حديثها لوكالة «رويترز».
انفجار يهز جميع مواطني ماشستر
التفجير أصاب الجميع بحالة من الهلع فقد انتشرت أكثر من 400 فرد من قوات الأمن في مدينة مانسشتر تحسبا لأي تطورات أو أحداث مماثلة. وانتشر 60 سيارة اسعاف في مكان الحادث، كما تم بعث 240 رسالة استغاثة من المكان.
وتم استدعاء الشرطة في الساعة العاشرة و33 دقيقة من مساء الاثنين بتوقيت بريطانيا الصيفي.
أما شرطة مانشستر فقد أعدت خطا هاتفيا للطوارئ خاصا بالحادث؛ بعد أن استقبل المسعفون 59 مصابا بشظايا، وفقا لـ«بي بي سي».
وحتى سكان مانشستر البعيدون عن الحادث فقد أعلنوا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن تبرعم فيها بمأوى لضحايا الحادث وزويهم.
-
ضحايا أطفال في التفجير
ومن بين القتلى والمصابين أطفال صغار كانوا ضمن الحضور بالحفل، وقال آباؤهم أنهم فقدوهم بعد الحادث تماما.
وأظهرت الفيديوهات صور الآباء وهم يصرخون ويركضون في هلع بعد التفجير بحثا عن أطفالهم.
-
سماع دوي انفجار آخر
الشرطة البريطانية تقول إن شهود عيان سمعوا دوي انفجار هائل الثلاثاء، في مركز «آرنديل» التجاري بمدينة مانشستر، خرج بسببه الناس يركضون في خوف من المركز التجاري.
ومشطت الشرطة المكان وألقت القبض على شاب في الثالثة والعشرين من العمر، تقول إنه على علاقة بتفجير «مانشستر أرينا».
لكن الشرطة لم تعلن حتى الآن سبب الانفجار أو تقول إذا كان هناك ضحايا أم لا حتى الآن، وبعد أن أعادت فتح المركز التجاري.
من نفذ حادث «مانشستر أرينا»؟
التقارير الأولية تقول إن هناك انتحاري استخدم عبوة ناسفة في الحادث، بعد أن قال شهود عيان إنهم شموا رائحة متفجرات ورأوا آثار لبراغي وصواميل منتشرة على الأرض.
الشرطة البريطانية تقول في تقريرها المبدئي إن الانتحاري قد نفذ الحادث منفردا. لكن لم تعلم الشرطة أن هناك جماعة خلف هذا الانتحاري أم لا.
واستطاعت الشرطة البريطانية في ساعات معدودة التوصل لهوية منفذ التفجير؛ فقد أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي» أن الشرطة تعرف هوية منفذ التفجير لكنها لن تكشف عن هويته الآن.
ثم قالت تقارير إعلامية إن تنظيم داعش أعلن مسئوليته عن الحادث، وقال إن التفجير نفذه أحد أعضاء التنظيم بعبوة ناسفة.
وإذا اتضح فعلا أن هناك جماعات متطرفة فسيكون هذا أعنف تفجير تشهده بريطانيا منذ العام 2005، كما تذكر «سكاي نيوز».
تفجيرات لندن
لم يكن حاجث مانشستر أرينا هو التفجير الأول الذي تشهده بريطانيا، ففي العام 2005 وتحديدا في 7 يوليو، شهدت العاصمة لندن 4 تفجيرات انتحارية استهدفت قطارات المترو وحافلات.
وأسفر هذا الحادث الذي اعتبر الأعنف في تاريخ بريطانيا عن مقتل 50 شخصا وإصابة 700 آخرين.
وأعلنت عناصر متطرفة مسئوليتها عن هذا الحادث.
هجوم مانشستر 2016
مدينة مانشستر نفسها قد تعرض لتفجير سابق في العام 2016 بأحد المراكز التجارية، والذي أسفر عن وقوع إصابات وصفتها الصحف بالـ«صادمة».
وأعقب التفجير إطلاق النيران على المتواجدين بالمركز التجاري. وقالت تقارير إعلامية إن منفذ الحادث فجر هاجم المواطنين وهو يقول «الله أكبر».
هجوم البرلمان البريطاني
وفي شهر مارس من العام 2017 وقع هجوم أمام البرلمان البرطاني، فقد اقتحم شخص يقود السيارة الرصيف ودهس المارة، ثم طعن شرطيا.
ووصل عدد القتلي إلى 5 أشخاص، والمصابين 40 شخصا.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسئوليته عن الحادث.
-
تفجيرات أخرى
ومنذ عام 2005 وبريطانيا تشهد بعض التفجيرات بين أعوام وأخرى، منها هجوم استهدف مطار جلاسجو بإسكتلندا، في 2007 وباستخدام ممتلئة بالغاز والوقود والمسامير، لكن المحاولة فشلت ولم تنفجر السيارة.
وفي عام 2015 أقدم شخص يدعى «محيي الدين مير» على طعن شخص آخر بمدخل محطة «ليتونستون» للمترو بلندن.
وجاء الاعتداء بعد يومين على أولى الضربات الجوية البريطانية التي استهدفت تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
واعتبرت بريطانيا أن الحادث إرهابيا وحكمة على «مير» بالسجن المؤبد، وفقا لـ«فرانس 24».
هل تؤثر هذه التفجيرات على المسلمين في بريطانيا؟
منذ تفجير لندن 2005 وقد أقر البرلمان البريطاني قوانين جديدة في محافحة الإرهاب؛ من ضمنها قانون يسمح باعتقال أي مشتبه به لمدة 6 أسابيع دون محاكمة، وهو الذي اعتبرته المنظمات الحقوقية مخالفا لحقوق الإنسان.
أما السنوات الأخيرة شهدت ظهور حركات معادية للإسلام في أوروبا تحمل اسم «بيجيدا» وبالتحديد في عام 2014.
ونظمت هذه الحركة أولى تظاهراتها في بريطانيا في العام 2015.
أنشطة الحركة تمثلت في حملات وتظاهات ضد «أسلمة الغرب» و«الإسلام المتطرف» و«استقبال اللاجئين».. واستندت هذه الحركة على أحداث إرهابية وحوادث سرقة واغتصاب، نُسبت لبعض اللاجئين في دول أوروبية، وعلى رأسها ألمانيا التي انطلقت منها الحركة.
الحركة التي تتبع في الأساس اليمين المتطرف كان لها الكثير من المتقدون في أوروبا، وكانت تخرج الكثير من التظاهرات المعادية لهذه الحركة ولأفكارها المتطرفة..
ولكن في بريطانيا وفي العام 2016 نجح اليمين بصفة عامة في التصويت بالغالبية لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. وكانت على رأس أسباب الانفصال هو رغبة بريطانيا في اتباع سياسات مختلفة للهجرة واللجوء، بالإضافة لأسباب سياسية وسيادية.