رئيس التحرير أحمد متولي
 مصروف البيت.. اعملي الصح لو هتشاركي جوزك نفقات المنزل

مصروف البيت.. اعملي الصح لو هتشاركي جوزك نفقات المنزل

لم تتردد في مساعدة زوجها ماديا، فهى تتقاضى راتبا لا بأس به من عملها، إلا أنه استغل ذلك وتركها تتحمل المسئولية وحدها، لتجد حنان لطفي (اسم مستعار) نفسها في النهاية تتحمل نفقات المنزل بالكامل.

مشاركة الزوجة العاملة في مصروف المنزل من عدمه، من أكثر القضايا المثيرة للجدل بين الزوجين، وربما تتسبب في نشوب خلافات بينهما، ولتجنب هذه الخلافات قدر الإمكان، عليكِ قراءة هذا التقرير من «شبابيك».

القاعدة الأساسية

مساعدة الزوجة لزوجها ماديا، وتحملها جزء من نفقات المنزل، يجب ألا يكون تحت ضغط أو إجبار، بل نابع من رغبتها، ويُفضل أن تبادر باتخاذ هذه الخطوة

القاعدة الأساسية هي أن يتحمل الزوج نفقات المنزل بالكامل، والزوجة غير مطالبة بالإنفاق حتى لتوفير احتياجاتها الشخصية، هذا ما يؤكده استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، الدكتور أحمد علام، مضيفا: «لكن نظرا للظروف الاجتماعية الصعبة يمكن أن تساهم الزوجة بجزء من راتبها لسد احتياجات بيتها، وذلك في حالة عدم كفاية راتب زوجها كاملا لتغطية كافة احتياجات الأسرة».

شخصية الزوج

استشاري العلاقات الأسرية، الدكتورة أمل رضوان، تتفق مع «علام»، مؤكدة أن مساعدة الزوجة لزوجها ماديا، وتحملها جزء من نفقات المنزل، يجب ألا يكون تحت ضغط أو إجبار، بل نابع من رغبتها، ويُفضل أن تبادر باتخاذ هذه الخطوة، خاصة إذا كان زوجها غير مقصر معها.

وهذا ما تفعله علياء جمال: «بشارك في مصروف البيت عادي، لأني عارفة إن جوزي مبيتأخرش عليا في حاجة، وساعات قبل ما بطلب الحاجة بتبقى عندي».

شخصية زوجها هي التي فرضت عليها مساعدته، تحكي غادة ناصح (اسم مستعار) تجربتها: «أنا كنت عروسة وساعدت جوزي وسددت كل ديونه، لأن طالما الزوج ابن حلال ومش مقصر يبقى لازم أساعده واشيل عنه، لكن لو استغلالي يبقى الست المفروض تشارك في حاجات بسيطة وتشيل قرش على جنب للزمن».

اتبعي هذه النصائح

ولكي تتجنبي الخلافات مع زوجك قدر الإمكان، عليك اتباع النصائح التالية، في حالة مشاركتكِ في مصروف المنزل:

  • اتفاق مسبق

يجب أن يتفق الزوجان من البداية حول ما إذا كانت الزوجة ستتدخر راتبها بالكامل أم ستشارك بجزء منه فقط

قررت ناهد محمد (اسم مستعار) أن تشارك زوجها في الأعباء المادية، حتى لا ينقص بيتها شيئا، لكن في الوقت نفسه رغبت في أن تؤمن مستقبلها عن طريق ادخار جزء من راتبها دون معرفته: «بصرف في البيت من غير ما جوزي يطلب، لكن بشيل جزء ليا على جنب من غير ما يعرف».

الصراحة والصدق لا بد أن يكونا أساس الحياة الزوجية، هذا ما توصي به دكتورة أمل رضوان، لذلك ترى أن إخفاء «ناهد» ما تدخره من راتبها عن زوجها تصرف خاطئ، خاصة أنه يمكن أن يكتشف ذلك بالصدفة، الأمر الذي يسبب نشوب خلافات بينهما، ومن الأفضل أن تحدد مع زوجها مبلغا معينا تشارك به.

الاتفاق المسبق مع الزوج هو أسلم حل من وجهة نظر استشاري العلاقات الأسرية، دكتور «علام»: «يجب أن يتفق الزوجان من البداية حول ما إذا كانت الزوجة ستتدخر راتبها بالكامل أم ستشارك بجزء منه فقط، كأن تصبح مسئولة عن توفير احتياجاتها الشخصية فقط، كاللبس والكوافير، المجاملات الأسرية، لأن هذا الاتفاق يجنبهما الكثير من الخلافات».


 

  • نوع من التعويض

حتى إن كان زوجك مقتدر ماديا، ويفي بكل احتياجات المنزل، يُفضل أن تبادري بتحمل بعض النفقات في الأمور البسيطة، حتى إن كان زوجك ليس بحاجة لذلك، ويبرر «علام» ذلك بأن عمل الزوجة يستهلكها ويمكن أن تقصر في واجباتها أو على الأقل تكون منهكة، وبالتالي يفكر الزوج في الفائدة التي تعود عليه من عمل زوجته، وربما يطلب منها ترك العمل.

لذلك يكون من الأفضل في هذه الحالة أن تساهم الزوجة في مصروف المنزل، حتى لو بقدر بسيط، لأن ذلك يُريح الزوج نفسيا، حيث يعتبره نوعا من التعويض عن انشغال زوجته عنه بحكم عملها.

  • لا تتعاملي بالندية

إنفاق الزوجة في المنزل يجعلها تشعر بداخلها، رغما عنها، بالقوة والأهمية، لكن يحذر «علام» من أن يدفعكِ هذا الشعور إلى معاملة زوجكِ بالندية أو أن تُظهري له إنك صاحبة فضل عليه، حتى لا تتوتر علاقتكما.

  • اشعري زوجكِ بأهميته

ربما يُشعر الزوج بالنقص نتيجة لإنفاق الزوجة في المنزل، ويحاول أن يعوض هذا الشعور بالتقليل من شأن زوجته، ليكبح شعورها بأهميتها، وفي هذه الحالة ينصح دكتور أحمد علام الزوجة بأن تُشعر زوجها دوما بأهميته وأنها لا يمكنها الإستغناء عنه في أي حال.

 وأن تستخدم في حديثها معه كلمات إيجابية تُشبع رجولته وتزيد ثقته بنفسه مثل: «أنت سندي»، «من غيرك إحنا ملناش لزمة»، و«من غيرك البيت ميقمش»، إذا كان الزوج سوي نفسيا فإنه سيتخلص من الشعور السلبي المسيطر عليه.

  • احذري هذه الأخطاء

تحدث الزوجة في الأمور المادية وتذكير زوجها بإنفاقها في المنزل عند نشوب خلافات بينهما، غير مرتبطة بالناحية المادية أساسا، يعتبره الزوج نوع من المعايرة، لذلك يُحذر استشاريا العلاقات الأسرية، دكتور أحمد علام، ودكتورة أمل رضوان من ذلك، مؤكدان ضرورة عدم خلط الأمور ببعضها وأن تحاول الزوجة السيطرة على إنفعالاتها وتصرفاتها، حتى لا تتفاقم المشكلة أو يتسبب كلامها في حدوث فجوة بينها وبين زوجها.

الخطأ الثاني يحذر منه «علام»، هو إخبار الزوجة أهلها أو أصدقائها بأنها تساعد زوجها في نفقات المنزل، فيجب أن تعتبر هذا الأمر سرا لا يجب إفشائه لأحد، لأن إخبارهم يمكن أن يؤذي مشاعر الزوج.

  • تعاملي مع الزوج الإتكالي بهذه الطريقة

تحكي حنان لطفي معاناتها مع زوجها: «في البداية كنت بساعد جوزي بجزء من مرتبي، لكن مع الوقت اتعود على كده، ومنع المصروف اللي كان بيدهوني بحجة أنه مش معاه فلوس رغم أنه بيشتغل، وشيلني كل حاجة، وبقيت أصرف مرتبي كله على البيت والولاد».

التصرف الأمثل مع الزوج الإتكالي أو الذي يستخسر الإنفاق على زوجته وأولاده، هو ألا تخبره الزوجة براتبها الحقيقي، أما إذا كان يعرفه بالفعل فيمكن أن تخبره بأنه تم تخفيض رواتب الموظفين لمرور مكان العمل بضائقة مادية مثلا أو لأي مبرر تختلقه، حتى تتمكن من إدخار جزء من راتبها، لأن الزوج الإعتمادي سيحاول إستنفازها بكل الطرق، هذا وفقا لما يقترحه «علام».

وتقترح دكتورة «رضوان» في هذه الحالة أن تدخر الزوجة جزء من راتبها دون علم زوجها، حتى تتمكن من تأمين مستقبل أطفالهم أو تستطيع مواجهة أي مشاكل مادية يمكن أن تتعرض لها الأسرة في المستقبل.

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب