ريح نفسك.. لو عايز تتجوز ببساطة اعمل زي «عبد الرحيم»

ريح نفسك.. لو عايز تتجوز ببساطة اعمل زي «عبد الرحيم»

عبد الرحيم ربيعي، شاب عشريني من مركز المنشاة بمحافظة سوهاج، قرر الارتباط منذ أن كان طالبا بالجامعة، ولم ينتظر لسنوات عديدة حتى يُقدم على هذه الخطوة. لكن كيف صاحب الـ 21 عاما من اتخاذ خطوة يخشى الشباب الأكبر منه سنا الإقدام عليها؟

يؤكد «عبد الرحيم» أنه اعتمد على نفسه بشكل أساسي في تجهيز عش الزوجية، ولم يتلق سوى مساعدات بسيطة من أشقائه، «شبابيك» تحاور مع «عبد الرحيم» للتعرف على تجربته.

بداية الحكاية

بدأ «عبد الرحيم» رحلة البحث عن وظيفة منذ أن كان طالبا بالثانوية العامة، ولم يترفع «عبد الرحيم» عن العمل في أي وظيفة تمكنه من توفير احتياجاته الشخصية وتكوين مستقبله، حتى بعد إلتحاقه بالجامعة، لم يلق بالا لنظرة زملائه أو المحيطين به، يقول: «أنا بشتغل كل حاجة، مفيش شغلانة معينة، يعني أيام الدراسة بنزّل طوب من على عربيات النقل الكبيرة، وفي الأجازة بسافر اشتغل في مصر أو إسكندرية أو مطروح أي شغلانة».

تربى «عبد الرحيم» منذ أن كان صغيرا على تحمل المسئولية، الأمر الذي مكنه من الاعتماد على نفسه في شبابه، بل بمجرد وصوله لمرحلة المراهقة: «أنا اللي بصرف على نفسي من وأنا في الجامعة وقبلها كمان، لأن والدي من صغري عودني على الاعتماد على نفسي، فكنت بدرس واشتغل في نفس الوقت».

التوفيق بين الدراسة والعمل

العمل في أثناء الدراسة لم يحل دون استكمال دراسته أو تحقيق النجاح فيها، وتمكن من الإلتحاق بكلية الآداب بجامعة سوهاج، قسم اللغات الشرقية، وتفوق فيها أيضا: «ديما بطلع بتقدير عالي في الكلية، لأني بقدر أوفق بين الشغل والدراسة، بيكون عندي 3 أيام في الأسبوع محاضرات، محاضرتين أو 3 في اليوم، لما أرجع من الكلية بذاكر اللي اخدته، باقي أيام الأسبوع بشتغل لو فيه شغل، لأنه مش بيكون ثابت».

لم يتبق سوى عام واحد ليتخرج «عبد الرحيم» من الجامعة، ففي العام الدراسي الجاري التحق بالفرقة الرابعة، ليبدأ بعدها رحلته في البحث عن وظيفة في مجال تخصصه.

ويقول إنه لن يستسلم للأمر الواقع، ففي حال عدم تمكنه من الحصول على وظيفة مناسبة، سيسعى لتحقيق طموحه وتأسيس مشروعه الخاص: «نفسي يكون عندي مصنع، أو ممكن أبدأ بمحل أو مطعم، وبعدين أكبره واطوره».

التوفير هو الحل

ارتفاع الأسعار مشكلة أساسية واجهها «عبد الرحيم» عند تجهيز شقته، يقول: «أكبر مشكلة واجهتني ارتفاع الأسعار، كل حاجة بقت الضعف»، إلا أنه لم يعتد على الاستسلام.

قرر «عبد الرحيم» التغلب على هذه المشكلة وتقليل النفقات قدر الإمكان، عن طريق الاعتماد على نفسه، فتولى دهان شقته بنفسه لتوفير أجر النقاش، بل قام ببعض أعمال السباكة والكهرباء أيضا: «النقاش بياخد مبلغ كبير فقررت ادهن الشقة بنفسي، وفعلا قدرت اعملها وخلصتها دهان في أسبوع، ده كان صعب في الأول لكن مع التعود بقى سهل جدا، كمان أنا ركبت الخلاطات والسخان، وعملت حاجات بسيطة في الكهربا».

الاستفادة من اليوتيوب

لم يكن لدى «عبد الرحيم» خبرة في أعمال «النقاشة» فمعرفته بها كانت تتوقف على ملاحظته لما كان يفعله النقاش الذي تولى دهان شقة أخيه، ليفكر بعدها في تطوير هذه المعرفة البسيطة بمشاهدة فيديوهات على اليوتيوب: «الأول كنت بشوف نقاش اشتغل عندنا في شقة أخويا وبعد كده بقيت ادخل على اليوتيوب واتفرج على الشغل واطبق عندي، بالنسبة للسباكة والكهربا فأنا كنت بشوف صنيعية، فاتعلمت منهم وقدرت اعملها لوحدي».

​​​​​​​تحقيق الحلم

بعد مرور عام ونصف على خطبته، لم يبق سوى أيام ليدخل «عبد الرحيم» عش الزوجية، ويحقق رغبته في الاستقرار وتكوين أسرة، بعدما كافح سنوات لتحقيق هذا الحلم: «الحمد لله قدرت أخلص الشقة وأجهز العفش، إن شاء الله فرحي بعد العيد».

 

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب