كل هذه الخيانة في مسلسلات رمضان.. حقيقة ولا بهارات؟

تعددت صور الخيانة خلال ماراثون الأعمال الدرامية في رمضان 2017 وتنوعت بين خيانة الصديق، وخيانة الحبيب، وخيانة الأهل في أكثر من سبعة أعمال. كل هذه الخيانة تطرح تساؤلا هو: هل تلك الخيانات توجد بكثرة في مجتمعنا بهذا الشكل؟ في هذا التقرير من «شبابيك» تتعرف على الإجابة وأكثر بعد عرض سريع للخيانة في مسلسلات رمضان.

لأعلى سعر

 تنوعت صور الخيانة في هذا المسلسل بين خيانة الصديق، وخيانة الحبيب، وخيانة الأهل. 

• خيانة الصديق

 تتمثل في شخصية «ليلى» (زينة) والتي ارتكبت أفعالا شيطانية، إن صح التعبير، لما فعتله بصديقتها «جميلة» (نيللي كريم) والتي كانت تراها ملاكًا وديعًا ولكن فجأة انكشف وجه «ليلى» الحقيقي المليء بالكراهية والحقد والغيرة. هذا المزيج الشيطاني تجمع داخلها لتدمير «جميلة».  

• خيانة الحبيب

كانت أولى بدايات التدمير التي استسلم لها «هشام» (أحمد فهمي) وهو زوج «جميلة» وحبيب عمرها الذي نسي أنها وقفت بجانبه إلى أن أصبح صاحب أكبر المستشفيات وخانها مع صديقتها «ليلى» ولم يشعر بأي ذنب. وحجته في ذلك أن «جميلة» أهملت نفسها من حيث الشكل والمظهر، وتلك الحجة قصمت ظهر «جميلة».

• خيانة الأهل

وفي تلك اللحظة من الانكسار النفسي يبحث الشخص عن أهله «اللي من لحمه ودمه» لكي يقفوا بجانبه ولكن ما حدث جاء عكس التوقعات فقد رأت «جميلة» أن أهلها الذين يعملون لدى مستشفى زوجها يرفعون شعار «مصلحتك أولًا» وبالتالي لم يقفوا بجانبها خوفًا على مناصبهم. وتركوا «جميلة» طريحة الألم النفسي من شدة ما تلقت من خيانات متتالية.

واحة الغروب

• خيانة الحبيب

رغم أن «كاثرين» التي تجسد دورها منة شلبي أنثى جميلة وجميع الرجال تتمنى أن تنول شرف لقائها إلا أن زوجها محمود عبد الظاهر الذي يجسد دوره خالد النبوي لم يقدر أن معه زوجة «تقول للقمر قوم وأنا أقعد مطرحك» وخانها مع الجارية نعمة التي تجسد دورها مها نصار و«كاثرين» تشعر بذلك ولم يخفِ محمود أمر خيانته فقد سبق وصرح لها وقال «جسمي مبتكفيهوش ست واحدة».

عشم ابليس

• خيانة الأهل

وفي مسلسل «عشم ابليس» نرى نموذجا آخر من خيانة الأهل حيث يستغل أهل البطل ومنهم والدته «مديحة» التي تجسد شخصيتها دلال عبد العزيز كونه فاقدا للذاكرة للحصول على مايريدونه. ويجسد دور البطل عمرو يوسف «مروان سالم».

لاتطفيء الشمس

• خيانة الحبيب

«زيزي» التي تجسد دورها إنجي المقدم تحب زوجها «هشام» الذي يجسد دوره فتحي عبد الوهاب حبًا شديدًا لكنه خانها مع فتاة أصغر منه في السن تدعى «آية» والتي تجسد شخصيتها جميلة عوض.

لم تكتفِ الدراما بهذا القدر من الخيانات فهناك صور لخيانات أخرى كما ذكرنا في المقدمة تمت في مسلسلات مثل «أرض جو»، و«الحرباية»، و«رمضان كريم»، و«طاقة نور»، و«هذا المساء»، و«30 يوم». وهنا يصبح السؤال ملحا: هل تلك الخيانات توجد بكثرة في مجتمعنا بهذا الشكل؟

يقول استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز: «رأيت الكثير من أشكال الخيانة بحكم عملي، والذي يجعلني ألتقي بحالات تعرضت للخيانة ولكن لا أستطيع القول بأنها  ظاهرة في مجتمعنا. هي فقط توجد بنسبة كبيرة».

الشخص الشكاك والخيانة

ربما تلك الصور من الخيانات تجعل الشخص يشك فيمن حوله ويعتقد أنهم سوف يخونوه مثلما فعلت هذه الشخصيات في الأعمال، ولكن نصيحة «فرويز» أن الشخص الشكاك عليه أن لا يتأثر بالذي يشاهده حتى لا يرى من حوله خونة لأن ذلك الشعور سوف يجعله يعيش حياة تعيسة ويقوم بعمل خلافات دائمة مع الناس.

الدروس المستفادة

أخصائي الصحة النفسية والتعديل السلوكي بسمة سليم تقول إنه لابد أن تكون الشخصية التي تجسد عنصر الخيانة في المسلسلات مرسومة جيدًا بشكل يجعل المشاهد يأخذ دروسا منها ويستفيد بها في حياته ولا تكون شخصية عابرة تجعل المشاهد يتعاطف معها رغم أنها سيئة للغاية وذلك لأنه أضاف بعض الـ«بهارات» في أثناء معالجته الدرامية حتى يجعل المشاهد يتأثر بها عاطفيًا ليس إلا.

«سليم» تضرب مثلا على ذلك بشخصية زينة في مسلسل «لأعلى سعر»، وتقول إنها تم كتابتها بشكل جيد جعلها كمشاهدة تنتظر انتقام «جميلة» منها نتيجة لما فعلته معها من أشياء سيئة. كما أن شخصية «ليلى» جعلت المشاهد يستفيد ويعرف سمات الصديقة السيئة حتى يبتعد عنها في حياته.

على الجانب الأخر تجد أخصائي الصحة النفسية والتعديل السلوكي أنه لم يكن من الضروري الإتيان بتفاصيل بغرض إضافة «بهارات» على الحبكة الدرامية لتجعل المشاهد يعيش حالة من التشويق مع العمل لأن تلك الحبكة لا يستطيع المشاهد أن يسير على نهجها  في حياته.

ومثال على ذلك «جميلة» في مسلسل لأعلى سعر اكتشفت خيانة زوجها من خلال بعض الخطوات التي قامت بها لمراقبة «الواتس آب» الخاص به. وتلك التفصيلة قد تثير الشك لدى بعض الزوجات ويقومن بفعلها للتأكد من عدم خيانة أزواجهم وقد يصل هذا الشك لدى بعض الزوجات الى القتل فقد ذكرت دراسة صدرت في عام 2013 أن نسبة قتل الزوجات لأزواجهن بفعل الخيانة وصلت إلى 30%.

وسواس الخيانة الزوجية

وربما يحدث هذا الأمر مشاكل كثيرة وتكون ظنون الزوجات في غير محلها. فكان لابد قبل تصوير هذه التفصيلة معرفة أن أغلب الزوجات لديهم وسواس من الخيانة الزوجية. فالزوجة في المجتمع ليس لديها حبكة درامية تسير عليها مثلما تسير «جميلة» وفق السيناريو المكتوب لها وهذا قد يجعلها تظن أن زوجها يخونها مثل «هشام» وتراقبه مثلما فعلت «جميلة» ولكنها تكتشف أنها أخطأت في حقه وربما تعديها على خصوصيته يجعله يطلقها.

وقد رصدت بالفعل محاكم الأسرة من خلال أقوال الأزواج والزوجات أن بين أسباب الانفصال الخيانة الزوجية، بجانب بعض الأسباب الأخرى منها صغر سن الزوجين، وتدخلات الحموات، فضلًا عن نقص الوعى، وإدمان المخدرات، وانتشار المواقع الإباحية على الإنترنت، وقانون الخلع، وذلك وفق ما جاء في تقرير لمركز معلومات مجلس الوزراء في مصر صدر عام 2014.