كندا تدفع 10 مليون دولار لمسلم مُدان بقتل جندي أمريكي.. لماذا؟
كشف مسؤول رسمي كندي عن قيام سلطات كندا بعقد صفقة مع محامي المواطن عمر خضر، أصغر معتقلي سجن جوانتانامو، والذي اعترف بقتل جندي أميركي في أفغانستان حين كان في الخامسة عشرة من العمر.
وبموجب الصفقة ستدفع بموجبها الحكومة الكندية لخضر 10.5 مليون دولار، وذلك بعدما حكمت المحكمة الكندية العليا قبل سنوات بأن خضر، تعرَّض لاستجواب المسؤولين تحت "ظروف ظالمة"، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية الثلاثاء 4 يوليو 2017.
كان خضر، كندي المولد، قد اعتُقل على يد القوات الأميركية حين كان في الخامسة عشرة من عمره، عقب تبادل لإطلاق النار في مجمع في أفغانستان يُشتَبه بانتمائه للقاعدة، بعدما أسفر إطلاق النار عن مقتل الرقيب كريستوفر سبير، عضو الفريق الطبي للقوات الخاصة الأميركية.
أُخذ خضر، الذي اشتُبه بإلقائه القنبلة اليدوية التي قتلت سبير، إلى غوانتانامو، حيث أُدين بارتكاب جرائم حرب في نهاية المطاف على يد لجنة عسكرية.
في عام 2010، اعترف بالتهم الموجهة إليه، ومن ضمنها القتل، وحُكم عليه بالسجن لثماني سنوات، بالإضافة إلى الوقت الذي قضاه في الحجز.
وأُعيد إلى كندا بعد عامين لقضاء ما تبقَّى من العقوبة، وأُطلق سراحه في مايو 2015، بانتظار الفصل في الطعن الذي قدمه على اعترافه، والذي قال إنه حدث بالإكراه.
في 2010، حكمت المحكمة العليا الكندية بحصول مسؤولي الاستخبارات الكندية على أدلة تفيد بتعرض خضر "لظروف ظالمة"، مثل الحرمان من النوم أثناء التحقيقات في خليج غوانتانامو في 2003، وشاركوا هذه المعلومات مع المسؤولين الأميركيين.
رفع محاموه دعوى قضائية ضد الحكومة الكندية للمطالبة بـ20 مليون دولار تعويضاً عن الاعتقال الظالم، محتجين بأن الحكومة انتهكت القانون الدولي بعدم حماية مواطنها خضر، والتآمر مع الولايات المتحدة في سوء معاملتها له.
كما قامت أرملة سبير وجندي أميركي آخر أصيب بالعمى جراء القنبلة في أفغانستان برفع قضية ضد خضر في 2014 بالقتل الخطأ والتسبب بالضرر، خوفاً من حصول خضر على المال لقاء قضية الاعتقال الظالم التي رفعها.
وحكم قاضٍ أميركي بـ134.2 مليون دولار عن الأضرار، إلا أن المدعين أدركوا لاحقاً ضآلة فرص الحصول على المال من خضر بسبب وجوده في كندا.
اعتذر خضر لعائلات الضحايا بعد إطلاق سراحه من السجن في ألبرتا في 2015. وعبَّر عن رفضه للجهاد المسلح ورغبته في بداية جديدة لإنهاء دراسته والعمل في القطاع الصحي، وهو يعيش اليوم في إدمنتون بألبرتا.