قائمة بـ9 أفلام مصرية محظورة لأسباب سياسية.. حين يتدخل سيف الرقيب

قائمة بـ9 أفلام مصرية محظورة لأسباب سياسية.. حين يتدخل سيف الرقيب

أنتجت السينما المصرية على مدار تاريخها ما يقرب من 3 آلاف فيلم، وخلال عقود تطور صناعة السينما لم تتخلى الرقابة الفنية عن المنع والحجب لبعض الأعمال الفنية، بدعوى مخالفتها الذوق العام للمجتمع أو لأسباب سياسية.

صناعة السينما أصبحت متنفسا جيدا لتفريغ حالة اليأس التي ألمت بالمصريين بعد نكسة 67، فنشطت في إنتاج الأفلام التي انتقدت الحقبة الناصرية بتشجيع من الرئيس الراحل أنور السادات، الذي رأى في هذه الأفلام أرضا خصبة للتمهيد لسياسته «الانفتاح». وبالرغم من رفض الرقابة بعض أفلام تلك الفترة، إلا أن السادات تدخل بنفسه وسمح بطرحها للجمهور.

يرى الناقد السينمائي، طارق الشناوي، أن سياسة منع الأفلام من العرض، فكرة منتهية عفا عليها الزمن، واصفا الدول المتبنية لهذه السياسات «بأنها تعيش خرج الزمن».

نقدم في هذا التقرير بعض الأفلام التي منعتها الرقابة نهائيا والتي منعتها مؤقتا وعادت بعد حذف بعض المشاهد أو تغير السياسات والأنظمة.

وراء الشمس

منعت الرقابة عرض الفيلم لتناوله قصة أحد الضباط الوطنيين الذي طالب بمحاكمة المتسببين في هزيمة 67، فصدرت أوامر عليا باغتياله في عملية سرية من قبل مدير السجن الحربي.

وتعمل ابنة الضابط جاسوسة على الطلاب في الجامعة لصالح مدير المخابرات، ثم تبدأ في التعرف على بعض الطلاب وتشعر بالدونية من تجسسها عليهم فتقرر مساعدتهم والانتقام من مدير السجن بعد معرفتها بتسببه في مقتل والدها.

الفيلم من إنتاج 1978 وشارك فيه كوكبة من نجوم السينما «نادية لطفي، رشدي أباظة، أحمد زكي،شكري سرحان، محمود المليجي».

 

لاشين

الفيلم الذي اعتبره مؤرخون أنه تنبأ بثورة يوليو 1952 قبل حدوثها بـ14 عاما؛ فالفيلم الصادر عام 1938 حمل إسقاطات وصفتها الرقابة بعد منعه من العرض بأنها تدين الذات الملكية.

ويتناول الفيلم قصة قائد عادل بالجيش، يحاول إقناع الحاكم بأن رئيس الوزراء يتربح من قوت الشعب، فتُكال له التهم ويقبع خلف القضبان، مما يثير حمية الشعب الغاضب.

الفيلم عُرض مرة واحدة وحجبته الرقابة، وشارك فيه أبطال صاعدون «حسن عزت، نادية ناجي».

زائر الفجر

في عام 1973 عرض فيلم زائر الفجر في السينمات إلا أنه منع من العرض بعد أسبوع واحد لاحتوائه على ألفاظ تسئ للنظام وسياساته في ذلك الوقت.

وتدور أحداث الفيلم حول وكيل نيابة يحقق في قضية مقتل صحفية، ويتوقف التحقيق في القضية بسبب أوامر عليا.

عاد الفيلم للعرض مرة أخرى بعد سنتين وحذف أكثر من 20 مشهد.

الفيلم من بطولة «عزت العلايلي، ماجدة الخطيب، تحية كاريوكا، يوسف شعبان، وسعيد صالح».

18 يوم

أحد الأفلام التي أثارت ضجة كبيرة بعد عرضه على الإنترنت بداية يوليو 2017 بالرغم من إنتاجه في عام 2011، وعرضه في مهرجان «كان» بفرنسا.

يتكون الفيلم من 10 قصص قصيرة حول أحداث ثورة يناير وتفاصيل الـ 18 يوم السابقة لخلع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

وتحدث صناع الفيلم حول السبب الذي اعتمدته الرقابة في منعها للفيلم: أنه تضييق أمني لا يخرج عن إطار الحالة السياسية التي تعيشها البلاد في السنوات الماضية.

بعد تسريب نسخة للإنترنت سارعت العديد من المواقع وقنوات «يوتيوب» لنشر الفيلم، وسط إقبال كبير من الجمهور على مشاهدته والتساؤل حول مصيره مستقبلا.

شارك في الفيلم «أحمد حلمي، منى زكي، عمرو واكد، أحمد الفيشاوي وهند صبري».

وتحدث الناقد السينمائي، طارق الشناوي، حول سبب عدم عرض الفيلم بعد إنتاجه مباشرة مرجعا إياه لتذبذب موقف صناع الفيلم من الثورة، وليس بسبب من الدولة، مضيفا أنهم كانوا من مؤيدي مبارك، وهو السبب الذي جعل القائمين على مهرجان «كان» يقبلون عرض الفيلم.

الله معنا

فيلم تدخل عبدالناصر لمنعه، بحجة الإساءة للجيش المصري، ولأن سمعة الجيش كانت تمثل أولوية كبيرة لعبدالناصر، حرص على إنهاء كل ما يتعارض مع تلك الأولوية.

تحدث الفيلم حول الفساد في الجيش وصفقات الأسلحة الفاسدة التي تسببت في الهزيمة الكبرى في حرب فلسطين 1948، ويكشف تورط بعض رجال الجيش في توريد الأسلحة الفاسدة، فيسعى ضباط بالجيش للإطاحة بالملك.

الفيلم الذي شارك فيه «فاتن حمامة، محمود المليجي وماجدة» سمح عبدالناصر بعرضه بعد إلغاء شخصية أول رئيس لمصر، محمد نجيب، من الفيلم.  

احنا بتوع الأوتوبيس

من أشهر الأفلام المصرية التي انتقدت فترة حكم عبدالناصر ووثقت الانتهاكات بحق المعتقلين السياسيين مما تسبب في منعه من العرض.

ويحكي قصة شاب أتى ليتسلم وظيفته الجديدة وبسبب شجار مع «الكومسري» راح رفقة جاره -الذي كان يظن أنه ذو نفوذ- ضحية حالة عدم الاستقرار في البلاد ونشاط الشرطة في شن حملات الاعتقال بحق الجماعات الإسلامية وأودعوا أحد المعتقلات.

انشغال أسرة الموظف «مرزوق» عليه قتل في أبنائه حلم استكمال التعلم والسعي لسد حاجة الأسرة بالعمل.

الفيلم من إنتاج 1979 وبطولة «عادل إمام، عبدالمنعم مدبولي، يونس شلبي،إسعاد يونس، وسعيد عبدالغني».

 

الشيخ حسن

أحد الأفلام الذي تدخلت بعض المؤسسات الدينية المسيحية لمنعه، حتى الكنيسة المصرية بنفسها؛ لرؤيتها أنه يؤثر على سلامة الوحدة الوطنية ويدعو لفتنة طائفية؛ حيث تناول الزواج المختلط بين المسلمين والمسيحيين.

تدور أحداث الفيلم حول قصة حب بين شيخ وفتاة مسيحية، تتسبب في هروبها من أهلها وإعلان إسلامها لتتزوج من الشيخ.

منع الفيلم المنتج عام 1952 ثلاث مرات بسبب اعتراض المؤسسات الدينية والأمن على الأحداث، واستمر حجبه عن العرض التلفزيوني حتى اليوم.

شارك في الفيلم «حسن صدقي، ليلى فوزي، ستيفان روستي وهدى سلطان».

الكرنك

تحكي أحداث الفيلم معاناة طلاب الجامعات داخل المعتقلات في حقبة الستينات، وقمع السلطات للفئة الجديدة، مما دفع الرقابة لمنعه فترة من العرض التلفزيوني.

كما يكشف الفيلم إجبار المثقفين والطلاب على العمل كجواسيس على زملائهم لصالح أجهزة الأمن.

ويعتبر الفيلم المنتج عام 1975 هو بداية سيل من الأفلام الموثقة للتجاوزات السياسية بحق الطلاب في فترة الستينات، وشارك فيه «سعاد حسني، نور الشريف، صلاح ذو الفقار، شويكار، كمال الشناوي وفريد شوقي».

 

البرئ

صدر الفيلم عام 1986 إلا أنه ظل حبيس الأدراج لما يقرب من 19 عاما؛ لتناوله سياسة الأجهزة الأمنية لبرمجة الإنسان على خدمة السلطة دون تفكير أو وعي.

ويحكي قصة شاب لم يتلقى تعليمه، فقرر الالتحاق بالقوات المسلحة نظرا لظروف معيشته، وهناك يتعلم من القادة أن المعتقلين هم أعداء الوطن ويربونه على الطاعة العمياء، حتى يلتقي بابن بلدته المثقف الذي كان يعلمه الوطنية الحقيقية فيرفض كل ما يتلقاه من أوامر بتعذيب المعتقلين.  

خرج الفيلم إلى النور بعد حذف المشهد الأخير منه في العرض السينمائي، والذي يوضح انقلاب الآلة التي اخترعها القمع على صانعها.

الفيلم من بطولة «أحمد زكي، محمود عبدالعزيز، جميل راتب، إلهام شاهين، ممدوح عبدالعليم وأحمد راتب».

 

أفلام أخرى ممنوعة من العرض

منعت الرقابة العديد من الأفلام بشكل مؤقت بحجة مخالفة الذوق العام، واحتواء بعضها على مشاهد إباحية أو خارجة مثل «حلاوة روح، درب الهوى، المذنبون، وأبي فوق الشجرة».

​​​​​​​

عبدالله عبدالوهاب

عبدالله عبدالوهاب

مراسل موقع شبابيك بالجامعات المصرية، يقيم في محافظة الفيوم