قاومت الاحتلال وقادت ثورات ولعبت سياسة.. تاريخ عائلات مصر (2- 2)

قاومت الاحتلال وقادت ثورات ولعبت سياسة.. تاريخ عائلات مصر (2- 2)

في الحلقة الأولى استعرض «شبابيك» عدداً من عائلات الوجه البحري التي لعبت أدواراً سياسية في حقب تاريخية مختلفة، وفي هذه الحلقة تستكمل استعراض عائلات أخرى من صعيد مصر قامت بنفس الأدوار.  

حسين الأسيوطي – عمر مكرم قائد ثورتي القاهرة الأولى والثانية

خرج من هذه العائلة عمر مكرم بن حسين الأسيوطي الزعيم شعبي الذي ولد بأسيوط وتعلم بالأزهر وولي نقابة الأشراف.

ذكرت عبير ياسين في كتابها «محافظة أسيوط» الصادر عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضمن سلسلة كتب المحافظات المصرية، أنه عندما احتل الفرنسيون الإسكندرية سنة 1798وزحفوا إلى القاهرة قاد «مكرم» المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين عبر ثورتي القاهرة الأولى والثانية.

وكان له الدور الكبير في التصدي للوالي خورشيد باشا، واستطاع خلعه وقد تنكر محمد علي الذي تولى حكم مصر لفضل عمر مكرم له وعزله ونفاه إلى دمياط وطنطا وتوفي بها.

الهلالي – رئاسة الوزراء

 

 

يتركز أفرادها في أسيوط وتنتمي إلى قبيلة الهوارة. تولى عدد من أعضائها مناصب حكومية بارزة أهمهم أحمد نجيب الهلالي أحد رجال السياسة في مصر، والذي شغل مناصب وزير المعارف ووزير التجارة، وتولى رئاسة وزراء مصر مرتين وتوفي عام 1958.

الباسل – النفي لجزيرة سيشل مع سعد زغلول

قدموا من ليبيا وكانوا رُحلاً أيضاً واستقروا في الفيوم بعد أن منحهم محمد علي أراضِِ كثيرة.

روى الدكتور محمد رفعت الإمام أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر لـ«شبابيك» أن كبير العائلة حمد باشا الباسل لعب دوراً مهماً في ثورة 1919، ونفي مع سعد زغلول إلى جزيرة سيشل.

«حمد» كان له دور أيضاً في الحقبة الليبرالية التي شهدتها مصر قبل ثورة يوليو، وكان وكيلاً لمجلس النواب في العشرينيات.

 

الباسل والنحاس

 

بطرس غالي – تداول المناصب الوزارية

 

 

نشأت في بلدة الميمون بمحافظة بني سويف وانتقلت إلى القاهرة. ذكر الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ المعاصر والحديث لـ«شبابيك» أن النشاط السياسي للعائلة يمتد إلى بطرس غالي الكبير الذي كان ضمن أعضاء الوفد الذي ذهب إلى الخديوي توفيق لطلب العفو عن أحمد عرابي.

وبحسب «عفيفي»: «عُين غالي ناظراً للمالية عام 1893، وتدرج في المناصب حتى تولى رئاسة الوزراء عام 1908 كأول مصري يتولى هذا المنصب (كان مقتصراً على الأشخاص ذوي الأصول التركية)».

«واصف» الابن الأصغر لبطرس، ساند سعد زغلول في ثورة 1919، وتعرض للسجن وحكم عليه بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى السجن 7 سنوات، وأفرج عنه مع زملائه بعد اندلاع التظاهرات، ثم شغل منصب وزير الخارجية في الحكومة التي شكلها سعد زغلول بعد ذلك.

وشغل نجيب بطرس غالي وزارة الزراعة في وزارة عدلي يكن الأولى (16 مارس – 24 ديسمبر 1921).

وتولى ميرت نجيب بطرس غالي منصب وزير الشئون البلدية والقروية في حكومة أحمد نجيب باشا الهلالي الثانية (تشكلت في 22 يوليو سنة 1952، واستقالت بعد 18 ساعة فقط بعد قيام ثورة يوليو)،حسبما ذكر «عفيفي».

أما بطرس بطرس غالي فشغل منصب وزير الخارجية عام 1977، والأمين العام للأمم المتحدة ( 1992- 1997).

وشغل الدكتور يوسف بطرس غالي وزارة المالية عام 2004 حتى ثورة يناير في 2011.

عبد النور – علاقة أبدية بالوفد

فخري عبد النور هو الجد الأكبر لهذه العائلة التي تستوطن مدينة جرجا في صعيد مصر.

وبحسب «عفيفي»: «لعب الرجل دوراً كبيراً في ثورة 1919 وكان صديقاً مقرباً من سعد زغلول».

منير فخري عبد النور القيادي الوفدي هو امتداد لدور العائلة السياسي، إذ تولى وزارة السياحة في حكومة أحمد شفيق بعد ثورة يناير 2011، ثم وزارة التجارة والصناعة في حكومة الدكتور حازم الببلاوي بعد ثورة 30 يونيو 2013.

عبد الرازق – الصدام مع الملك بسبب الخلافة

 

حسن عبد الرازق باشا من أهم مؤسسيها وتركزت في بني مزار بمحافظة المنيا وخرج منها الأخوان مصطفى وعلي عبد الرازق.

وقال الدكتور أحمد المُلا أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر لـ«شبابيك» إن الأول تقلد منصب وزير الأوقاف ثلاث مرات، الأولى كانت في وزارة محمد محمود عام 1938، وفي عام 1945عين شيخاً للأزهر.

 

 

علي عبد الرازق دخل في صدام مع الملك فؤاد الذي كان يرغب في تولى خلافة المسلمين بعد سقوط الدولة العثمانية بسبب كتابه «الإسلام وأصول الحكم» الذي رفض فيه فكرة الخلافة ودعا لمدنية الدولة.

 

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية