هكذا استغل الأمن والإخوان جامعة الأزهر أثناء اشتباكات المنصة
في الساعات الأولى من ليلة الـ27 من يوليو سنة 2013، انطلقت مسيرة تابعة للرئيس السابق، محمد مرسي، من ميدان رابعة العدوية تجاه كوبرى أكتوبر الذي يبعد عن الميدان بما يتعدى ثلاثة كيلو مترات.
واستوقفت قوات الأمن المسيرة عند مطلع الكوبري لمنعها من التقدم واعتلاء الكوبري لتقع اشتباكات عنيفة بين الطرفين لم تنتهي إلا في ساعات متأخرة من الصباح.
وكان لجامعة الأزهر الواقعة على طريق النصر بين رابعة والكوبري دور في سير الأحداث يروي تفاصيله الصحفي والمصور بمصراوي، أحمد علاء، والذي شهد الواقعة كمراسل ميداني.
المخبأ الآمن للمعتصمين
يحكي علاء أن جامعة الأزهر تحولت خلال الاشتباكات التي وقعت ليلا وقبل تخطي قوات الأمن منطقة تمركزهم عند مطلع الكوبري إلى مخبأ للمعتصمين.
وقال إن كل تقدم لقوات الأمن كان يدفع المعتصمين للقفز فوق أسوار الجامعة للاختباء فيها.
وأضاف: «الجامعة كانت أممن مكان بالليل واللي مكانش بيدخل الجامعة كان بيتقبض عليه».
وأشار إلى أن المتظاهرين فضّلوا القفز فوق سور الجامعة المتواجد بشارع المخيم الدائم الذي تطل عليه الجامعة من اليسار، والختباء بالقرب من كليات اللغات والترجمة والتجارة القريبة من السور.
وروى أنه شاهد معتصمين متواجدين بمسجد كلية الدعوة الإسلامية الواقع بالقرب من المنصة، لافتا أن تمدد الاعتصام مكّن المعتصمين من استخدام الجامعة.
شيخ الأزهر يعقب
وندد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بعد التعامل مع المعتصمين بما وصفه حينها بالعنف المفرط.
وطالب بسرعة التحقيق ومحاسبة المتسبب في سقوط ضحايا أيا كان موقعه.
ولم يتحدث الطيب في البيان الذي خرج به للتأكيد على ضرورة الحوار بين الطرفين للوصول لحل سلمي عن استخدام الجامعة في الأحداث.
لا مكان للهروب
وبحسب علاء فإن الوضع انعكس في الصباح فبعدما كانت الجامعة هي الطريق للهروب من الاشتباكات أصبحت مصدرا لتضييق الخناق عليهم من جانب الأمن.
ويقول إن تقدم قوات الأمن بجانب الجامعة وتراجع المعتصمين للخلف مُحتمين في السواتر التي بنوها من الرصيف، جعل فرص الهروب أمامهم مُنعدمة.
ووصف ما حدث بأن قوات الأمن احتجزت المعتصمين خلف «سواتر الطوب» ثم أخذت في التقدم بعد أن أصبح الحل الوحيد أما المعتصمين هو التراجع.
الفيديوهات التي وثّقت الأحداث أظهرت تمركز قوات الأمن خلف سور وأبواب الجامعة تفاديا للطوب وإطلاق الرصاص على من هم في محيط الاشتباك.
وخلال وقت قصير أخذت قوات الشرطة في التقدم بفضل المدرعات والأهالي المتواجدين بمحيط الأحداث.
وخلّفت الأحداث التي استمرت نحو 8 ساعات ما يقارب 80 قتيلا بحسب الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة المصرية.