وجه آخر للسعودية.. أغاني «جنسية» من تأليف وألحان المملكة

وجه آخر للسعودية.. أغاني «جنسية» من تأليف وألحان المملكة

تسيطر السمة المحافظة على المجتمع السعودي، لكنها لم تمنع اتجاه عدد من المطربين في الستينيات والسبعينيات إلى أداء أغنيات تضمنت ألفاظاً وإيحاءات جنسية.

هذه الأغنيات أداها مطربون مثلّوا طبقة مهنية مهمشة كانوا يزاولون مهنا مزدوجة مع الغناء والعزف. وبحسب الكاتب السعودي أحمد الواصل في كتابه «المحرم الخليجي.. خطاب المسكوت عنه في الغناء وأحواله» فالمطرب السعودي الشهير عيسى الأحسائي كان في الأساس سائق أجرة، وعيد بوسيف كان معلماً، وبشير حمد سنان كان ميكانيكيا.

وكان هؤلاء المطربون وغيرهم يعملون في شتى حقول الكسب، وكانوا يعيشون في عالم خاص له أبعاده الفكرية والدينية التي تختلف عن مستوى المجتمع الكلي.

ويقول «الواصل» إن المرجعيات الاجتماعية لمثل هؤلاء المطربين تنوعت ما بين كونهم كانوا رقيقاً سابقاً، أو محرراً، أو منتمين إلى القبائل المنبوذة، أو من البدو المتوطنين، أو من العرب المهاجرين، أو المهجرون من اليمن وعمان الذين عملوا في مهن وضيعة وقدموا على فترات مختلفة، أو من فلسطين والعراق حيث عملوا عمالاً وفنيين في حقول النفط منذ الأربعينيات.

 ويستعرض «الواصل» عدداً من الأغنيات التي تضمنت إيحاءات جنسية واصطدم بعضها بالرقابة وتعرض أصحابها في بعض الأحيان لمضايقات الملاحقة بل والسجن.

عيسى الأحسائي ـ أنا ودي

أدى الفنان عيسى الأحسائي أغنية «أنا ودي» التي تقول كلماتها: «وأتمرجح بأحضانك وأمسكك وأخذ لسانك/ وأرقد بين ذرعانك وإذا ولد الهوى يفهم وبأتمرمر على جسمك/ وأبوسك وأندهك باسمك وإذا اهديتني رسمك/ أنام الليل وما أهتم وأمص البرطم التحتي/ وأعضه كل ما صحتي وأتلك وأسحبك تحتي».

بسبب هذه الأغنية نُفي الفنان عيسى الأحسائي من السعودية إلى الكويت.

عيسى الأحسائي – ليت السما

أغنية أخرى لـ«الأحسائي» تقو كلماتها: «ليت السما تمطر مخانيث وقحاب وتنبت لي الأرض قوارير ويسكي».

عيد بوسيف – شلحة هدى

أغنية «شلحة هدى» من كلمات الشاعر السعودي محمد الجنوبي، وأعاد تسجيلها بعده مطربون كثر. وتقول كلماتها: «قلت آه وويلاه يوم هب الهدى.. طيّر الفستان عن شلحة هدى». وبسبب هذه الأغنية سجن أكثر من فنان منهم طاهر الإحسائي وعبدالله الجنوبي.

بشير حمد شنان – سيد كل الناس

تندرج الأغنية ضمن الغناء الشعبي، و«بشير» هو الذي كتبها وغناها أيضاً. وتقول كلماتها:

وقف واشر بمنديله.. ورفع عن وجهه الشيله

وقال الموعد الليلة.. وجاني داعج العينين

بدون اشعور خميته.. وفوق الصدر ضميته

وحتى لسانه مصيته.. وليلي قد صبح ليلين

طلال مداح - حبك سباني

سجن الفنان طلال مداح عام 1960 على خلفية أغنيته «حبك سباني»، التي كتبها الأمير مساعد بن عبد العزيز، وسمعها السعوديون أول مرة من إذاعة القدس.

ولعل المقطع الثالث منها هو ما أثار حفيظة الرقيب. وجاء فيه: أنا أتمنى أعانق شلحتك/ والباب مقفول جوّا غرفتك/ أنادمك ثمّن أشرب قهوتك/ وأقطف من أزهار هذاك الجني.

سجل «مداح» هذه الأغنية في بيروت، وهي تتحدث عن شهوة العاشق إلى حبيبته وتمنيه لمس ملابسها وشرب قهوتها وامتداحه سريراً ضمهما.

اعتقل حين عودته إلى السعودية، فتوسط له الملحن والمغني طارق عبد الحكيم عند الأمير عبد الله الفيصل.

فوزي محسون - قف بالطواف

منعت أغنية «قف بالطواف» للمغني السعودي فوزي محسون من البث في الراديو بالسعودية، وهي من كلمات الشاعر عمرو بن ربيعة وتصور أجواء الحج في مكة في العهد القرشي، راسمةً مشهداً لشاب يقع في غرام فتاة محرمة كانت تطوف، وتقول كلماتها:

قف بالطواف ترى الغزال المحرما/ حج الحجيج وعاد يقصد زمزما/ عند الطواف رأيتها متلثمة/ للركن والحجر المعظم يلثما.

 

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية