ضحايا فض رابعة.. هذا ما تقوله البيانات عن مستواهم الثقافي والاجتماعي
لا يزال الخلاف قائما حول أعداد ضحايا فض اعتصام رابعة، ومستواهم الثقافي والعلمي بما يحمله من دلالات حول تصنيف المشاركين في الاعتصام.
التقارير الحكومية والحقوقية تختلف في رصد عدد القتلى؛ بسبب حالات القتل والدفن الجماعي والجثث المجهولة والمفقودين.
في السطور التالية رصد للأرقام الرسمية وغير الرسمية لإجمالي الضحايا، يتبعه تحليلا لصفاتهم ومستواهم التعليمي وتوزيعهم على المحافظات مقارنة بالوزن النسبي وثقل مؤيدي جماعة الإخوان.
تقرير لجنة تقصي الحقائق
المدنيين: 607 قتيل في رابعة، و23 قتيلا في النهضة، و63 قتيلا في مناطق قريبة من «النهضة». والضحايا من الشرطة والمعتصمين والأهالي، بسبب اشتباكات بينهم.
الشرطة: 8 قتلى في رابعة، وقتيلين من الشرطة في النهضة.
لجنة تقصي الحقائق أصدرت التقرير في نوفمبر 2016.. ويبدو أن الأرقام التي أوردتها هي الأقل بين الإحصائيات المختلفة لضحايا رابعة.
التقرير يبرر هذا الاختلاف في الإحصائيات بأن هناك جثثًا تم نقلها من مكان وفاتها باعتصامات أخرى للإخوان، مثل اعتصام النهضة ورمسيس إلى ميدان رابعة. هذا النقل تسبب في تكرار حصر أعداد الضحايا.
مجلس حقوق الإنسان
الضحايا: 632 قتيل.
المصابين: 1492 مصاب.
التقرير صدر في مارس 2014 ولم يذكر أي معلومات حول أعداد أفراد الشرطة والمدنيين، بين القتلى.
تقرير الطب الشرعي
ضحايا رابعة: 627 قتيل
ضحايا النهضة: و21 قتيلا
ضحايا الشرطة: 146 قتيلا في جميع اعتصامات الإخوان، وعلى مستوى المحافظات.
وزارة الصحة كانت قد أعلنت عن تقرير أولى في يوم 16 أغسطس 2013، بعدد ضحايا 227 قتيل و 1492 مصاب؛ اعتمادا على الحالات الموثقة بالمستشفيات فقط.
تقارير المنظمات المدنية
إحصائيات ويكي ثورة
الشرطة: 8 قتلى
المدنيين: 924 قتيل
غير معلومي الهوية: 44 قتيلا.
غير معلوم مكان وفاتهم: 142 قتيل.
هيومان رايتس ووتش
إجمالي القتلى: 817 قتيل في ميدان رابعة على الأقل.
التقرير يقول إن العدد قابل للزيادة بسبب الجثث التي تم نقلها إلى المستشفيات أو دفنها جماعيا دون توثيق؛ بالإضافة إلى الأفراد الذين لا يزالون مختفين؛ ولا يعرف إذا كانوا مختفين قسريا أم قتلوا.
ماذا تعني كل هذه الأرقام؟
اختلاف هذه الأرقام يحمل دلالات حول صعوبة عملية الحصر بشكل دقيق؛ فهناك جثث غير معلومة الهوية وحالات أشيع وفاتها بدون بيانات كافية بما يعطي مجالا لتكرار حصر هذه النماذج والحصول على أرقام مضاعفة.
فعلى سبيل المثال، هناك جثث مسجد «الإيمان» بمكرم عبيد؛ والتي استحال حصرها بدقة بسبب نقل بعضها للمشرحة أو المستشفيات أو الدفن أو استقدام جثث أخرى لحصرها مع كشوف المسجد؛ وفقا لـ«ويكي ثورة».
هذا الرأي يؤكده العضو السابق بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، الدكتور نبيل حلمي، وبذلك تبقى هذه الإحصائيات معبرة عن المعلومات التي استطاعت كل جهة الوصول إليها فقط؛ كما يقول في تصريحات لوكالة الأناضول.
معتصمون من جهات أمنية
تقرير «ويكي ثورة» يوضح أن هناك أفراد كانوا تابعين لجهات أمنية ضمن المعتصمين؛ منهم أصحاب المعاشات ومنهم من استقال، وبينهم أيضا ضابط ملتحي وتم احتسابهم من المدنيين؛ هذا بخلاف الثمانية قتيل الذين لا يزالون يتبعون للشرطة.
ماذا تقول أعداد القتلى في كل محافظة؟
كان الاعتصام في ميداني رابعة والنهضة، وشارك فيه مواطنون من جميع المحافظات؛ لكن المفاجأة أن أعداد الضحايا كانت أكثر في المحافظات التي لم يكن لجماعة الإخوان فيها ثقل كبير، واختارت الفريق أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية لعام 2012، ولم تؤيد الرئيس السابق محمد مرسي؛ وفقا لتقرير أعدته واشنطن بوست.
الأمر نفسه تؤكده إحصاءات «ويكي ثورة» ونتائج الانتخابات الرئاسية؛ باستثناء القاهرة التي شهدت أكبر عدد للقتلى(144) بينما اكتسح «مرسي» نتائج الانتخابات بالعاصمة، بنسبة 55.5%.
فحصل مرسي على 1880160 صوت، مقابل 1505136 صوت لشفيق.
أما أعداد القتلى مقارنة بنسب التصويت في باقي المحافظات فيرصدها «شبابيك» كالتالي:
الدقهلية
الضحايا: 65 قتيلا
شفيق: 1059354 صوت، بنسبة 55%.
مرسي: 845390 صوت، بنسبة 45%.
الشرقية
الضحايا: 63 قتيلا
شفيق: مليون و47 ألف صوت، بنسبة 54%.
مرسي: 882 ألف و578 صوت، بنسبة 46%.
القليوبية
الضحايا: 59 قتيلا
شفيق: 855975 صوت، بنسبة 58%.
مرسي: 607686 صوت، بنسبة 42%.
المنوفية
الضحايا: 49 قتيلا
شفيق: 1100152 صوت، بنسبة 72%.
مرسي: 418316 صوت، بنسبة 28%.
ورغم أن محافظة المنوفية توصف بأنها «معقل الفلول» إلا أنها جاءت في النسبة الأعلى ضمن أعداد الضحايا باعتصام رابعة.
في محافظات «مرسي» ضحايا أقل
أما المحافظات التي شهدت أعلى نسبة تصويت لمرسي، فكانت الأقل في أعداد ضحايا رابعة.
الإسكندرية
الضحايا: 24 قتيل
شفيق: 717460 صوتا، بنسبة 41%.
مرسي: 993146 صوتا، بنسبة 59%.
الأسكندرية تعرف بنشاط التيار السلفي الذي كان مؤيدا لمرسي أمام شفيق؛ ورغم ذلك تأتي في مرتبة أقل بالنسبة لأعداد ضحايا رابعة.
الجيزة
الضحايا: 23 قتيل
مرسي: 1351883 صوتا بنسبة 60%
شفيق: 911921 صوتا، بنسبة 40%.
البحيرة
الضحايا: 21 قتيل
شفيق: 638233 صوت، بنسبة 42%
مرسي: 906627 صوت بنسبة 58%
الفيوم
الضحايا: 18 قتيل
شفيق: 186838 صوت.
مرسي: 591700 صوت، اكتساح بنسبة 78%.
قنا
الضحايا: 5 قتلى
شفيق: 224891 صوتا بنسبة 43.9%.
مرسي: 282089 صوتا، بنسبة 59.1%
المنيا
الضحايا: 4 قتلى
شفيق: 473796 صوتا بنسبة 35.45%.
مرسي: 859837 صوتا بنسبة 64.46%.
محافظات مثل المنيا وقنا وصفتها التقارير الإعلامية بأنها الأعلى في تأييد مرسي، وفي الحشد الإخواني قبل الانتخابات؛ لكن أعداد الضحايا أقل من المحافظات الأخرى.
محافظات تؤيد شفيق ولا تشارك برابعة
هذه المحافظات أيدت شفيق أمام مرسي في انتخابات الرئاسة، وكانت مشاركتها في اعتصام رابعة وكذلك أعداد الضحايا قليلة للغاية، بما يتناسب مع توجهاتها في الانتخابات.
بورسعيد
الضحايا: 5 قتلى
شفيق: 130122 صوت، بنسبة 54%.
مرسي: 109768صوت، بنسبة 46%.
البحر الأحمر
الضحايا: قتيل واحد
شفيق: 47988 صوتا، بنسبة 50.6%.
مرسي: 46803 صوتا، بنسبة 94.37%.
ماذا عن المستوى التعليمي للضحايا؟
التقارير الإعلامية تحدثت في وقت الاعتصام أن المشاركين يأتون من خلفية تعليمية بسيطة؛ ومن المناطق الريفية والصعيد التي سيطرت عليها الإخوان في الانتخابات؛ وهو الشي الذي ينفيه تقرير واشنطن بوست.
التقرير يقول بأن المعتصمين جاءوا من مناطق تنخفض فيها نسبة الأمية، ومن مناطق تعتبر الأكثر ازدهارا بالبلاد.
لكن التقرير لا يوضح أي تفاصيل أو أدلة حول المدن أو المراكز التي جاء منها هؤلاء المعتصمون؛ باستثناء رسم بياني يوضح أن نسبة المعتصمين تزداد في المدن القريبة من القاهرة؛ ورسم بياني آخر للمستوى التعليمي.
يوضح الرسم البياني أن الضحايا من أبناء المحافظات القريبة من القاهرة كانوا الأكثر عددا؛ بغض النظر عن كون هذه المحافظة قد أيدت مرسي في الانتخابات أو شفيق.. لكن الإحصائيات السابقة تقول أن محافظات قريبة مثل الجيزة والأسكندرية، حملت أعداد ضحايا أقل، ورغم قربها من القاهرة وتأييدها لمرسي في الانتخابات أيضا.
وبالرجوع إلى إحصائيات الضحايا سنجد أن 103 قتيلا من الحالات الموثوقة، من الطلاب، وفقا لـ«ويكي ثورة».
اللافت أن هؤلاء الطلاب كانوا يتلقون بالفعل تعليما جيدا، وبعضهم كان يتلقى تعليما يمكن وصفه بالـ«راقي» في كليات ومعاهد الهندسة والجامعات الخاصة؛ أما النسبة الأكبر والموثقة منهم فكانت من نصيب جامعة الأزهر، ثم الجامعات الحكومية غير الأزهرية، ثم المعهد العالي للتكنولوجيا.. وهذه أبرز الإحصائيات:
جامعة الأزهر: 33 طالبا
الجامعات الحكومية غير الأزهرية: 19 طالبا
المرحلة الثانوية: 18 طالبا
المعهد العالي للتكنولوجيا: 13 طالبا
الجامعات الخاصة: 3 طلاب
معهد العريش للهندسة: طالبان.
وبين الطلاب الذين قتلوا برابعة يظل هناك 8 قتلى آخرين غير معلومي الجهة التعليمية لهم، كما يذكر «ويكي ثورة».
وبعيدا عن الطلاب يضيف التقرير لمحة أخرى حول نسبة المشاركين بالاعتصام؛ فالنسبة الأكثر تأتي بين الشباب في فئة الثلاثين عاما؛ رغم أن الاعتصام يضم فئات عمرية متنوعة بين طلاب المدراس وحتى من تجاوز الخمسين عاما.