صحتنا في مناخنا.. (مقال)
تعرض مناخ الكرة الارضية لكثير من التغيرات على مدى ملايين السنين، ولا يزال المناخ فى تغير مستمر، وهذا التغير يعزى إلى عدة ظواهر مثل تغير الحرارة الصادرة عن الشمس، والثورات البركانية، وتلوث الجو، والأرض والماء الذى أحدثه البشر تحت شعار التنمية وتطوير الأقتصاد، متجاهلين كليأ الأثار الخطيرة والسلبية التى تنتج عن التغيرات المناخية.
ففيما مضي، كان المناخ العالمي غالبا ما يكون حاراَ بالقرب من خط الاستواء، وباردا بالقرب من القطبين ودافئا فيما بينهما. لكن أدت انشطة الانسان الصناعية على كوكب الارض إلى خرق التوازن الطبيعى والذي كانت أبرز ظواهره، إزالة الجبال، والهضاب، والتلال، وردم البحار والأنهار، وإقامة بحيرات وقنوات مائية صناعية، والتوسع فى أقامة أنشطة صناعية ملوثة، والسعي الحميم نحو بناء محطات طاقة تعمل بالوقود الاحفورى، وأيضأ تزايد ثانى اكسيد الكربون الناتج عن عوادم السيارات، وظاهرة قطع الأشجار فى الغابات، والحرائق المتكررة فيها، كل ذلك أدى الي خرق التوازن الطبيعى والبيولوجي والجيولوجي على كوكب الارض.
ولعل قضية الاحتباس الحراري التى تؤدى إلي تراكم كميات كبيرة من الغازات فى الغلاف الجوى، وتراكم الحرارة داخل الارض وعدم عودتها مرة أخرى للفضاء من أشد القضايا خطورة على البشر، فقد صرح العلماء فى أكثر من مناسبة أنه من المتوقع خلال الخمسين عاما المقبلة ـن يرتفع مستوى سطح البحر والمحيطات من 15 إلى 46 سنتميترا بسبب ظاهرة الاحتباس الحرارى لكوكب الارض.
ونضيف أن ظاهرة الاحتباس الحراري ليست فقط هي مصدر الخطورة على كوكب الأرض، بل أيضا أنبعاثات الغازات الضارة مثل اكسيد الكبريت، واكسيد النيتروجين الناجم عن عوادم السيارات والمصانع فى السحب والذى يؤدى إلى زيادة حموضة مياه الأمطار عن معدلها الطبيعى؛ والمبرهن علميا أن هطول الأمطار الحمضية تسبب العديد من الاضرار الصحية للأنسان والنباتات والحيوانات.
ففى تقارير طبية صادرة عن منظمة الصحة العالمية، تذكر فيها كيف كان أثر التغيرات المناخية التى حدثت فى العديد من البلاد خاصة فى العقود الأخيرة، كان لها تاثير سلبي على صحة الأنسان الذى عمل جاهدا على خرق التوازن الطبيعي للكرة الأرضية، فعاقبته الطبيعة بسلسلة من أمراض الرئوية، والقلب، والامراض المعوية،والكوليرا، والملاريا والأسهال، والربووتزايد حرارة الجسم للانسان والتى تؤثر على حالته العصبية والمزاجية.
وهو ما ينذر بوقوع كارثة صحية على كوكب الأرض فى العقود المقبلة، إذا لم نتحرك بطريقة إيجابية.
ومن هذا المنطلق أعتقد أن منظمة الصحة العالمية مطالبة بالبدء فى حملة توعية كبرى فى جميع أنحاء العالم لتعريف البلاد المتقدمة والنامية بأهمية إتخاذ خطوات إيجابية نحو الحفاظ على كوكب الأرض من خلال إعادة الحياة للأشجار القديمة، وإعادة غرس أشجار جديدة فى المدن، وكذلك تبني الدول لقضية إعادة التدوير للورق والزجاج والمخلفات والمعادن والاقمشة والبلاستيك، وهوما سيعمل على تقليل تلوث الهواء، والماء، والتربة، مما سينعكس إيجابيا على صحة الأنسان، نريد مبادرة عالمية «صحتنا فى مناخنا»