رابعة ماجد تكتب: الحب
«أحبك».. كلمة كثيرًا ما تتردد على مسامعنا من آن لآخر، كما تنافس علماء وفقهاء وأدباء وغيرهم لصياغة أدق تعريف لتلك الكلمة، ولو قرأت لهم لوجدتهم يعرِّفون الحب من زوايا مختلفة.
فقد ترى من يعرفه من الناحية الوجدانية، أو العملية، أو العلمية، ... إلخ . فالحب لا يقتصر على الأشخاص فقط، وإنما على الماديات أيضًا كحب المال، أو الطعام وغيره.
لماذا نحب؟ لما لا نستطيع العيش دون أشخاص نحبهم ويحبوننا؟ الإجابة ببساطة تكمن في حاجتنا للشعور بالأمان، والدفء، والطمأنينة. فأنت تحب والديك لما تحسه معهما من أمان وراحة، وتحب صديقك للسبب ذاته، وكذلك شريك حياتك. وحتى حيوانك الأليف، فهو لا يؤذيك، بل يطيعك ويسليك. هذا يوضح لك أنك تحب كل ما يجسد البراءة، والطيبة، والخلق الحسن.
كيف الحب؟ ما وسيلة التعبير عنه؟ لا اختلاف على تنوع طرق التعبير عن الحب، فترى من يعبر عنه بتقديم الهدايا، أو بكثرة النصح؛ خوفاً على من نحب، أو بالصدق والإخلاص أو بالاهتمام ... إلخ. على أن يكون كل هذا لا لأجل مصالح شخصية، بل للحب، للحب فقط.
فلا يمكن تسمية من يهتم بك لمصلحة شخصية أو هدف شخص يحبك. لذا، أعد النظر فيمن تحب حتى لا تقع فريسة لمن يتصنعون الحب.
السؤال الآن، من الذي يمكنني الاطمئنان لحبه دون ريب؟ من سيظل يحبني حتى النهاية؟ حسنًا، هل كانت أمك أول ما خطر على بالك؟ إذًا، إجابة رائعة، فلا يمكن إنكار مدى صدق وعمق حب أمك لك.
لكن لو تأملت أكثر، لوجدت من يحبك قبل أن تولد، بل حتى قبل أن تُخلق نطفتك، يحبك حتى فنائك، يحبك حتى لو أخطأت، إنه الله تعالى خالقك وخالق كل شئ عز وجل. من يغفر لك إن عظمت ذنوبك كثرة، من يرضى عنك مهما ارتكبت من فواحش وظلم وظغيان، إن تبت إليه بنية صادقة وقلب سليم.
وأكثر ما يثير دهشتي سماع أحدهم يقول: «إن الله لا يحبني» لأجل ابتلاء أو شئ أصابه، فلو تفكر قليلًا، لوجد فيه خيرًا له، فتعالى الله عما يصفون.
نصيحتي لك - قارئي العزيز – إذا أردت تعلُّم الحب، تذكر ربك ثم أمك.