«مشروع ليلي» المتمرد دائما.. تعرف على الفرقة التي استضافت المثليين المصريين

«مشروع ليلي» المتمرد دائما.. تعرف على الفرقة التي استضافت المثليين المصريين

اختارت فرقة «مشروع ليلى» اللبنانية، أن تتخذ طريقًا مختلفًا ومثيرا للجدل دائما، في موضوعاتها وأغانيها التي تقول أنها تعبر عن حال الشباب وعن طاقة الغضب والتمرد بداخلهم.

 لكنها لم تكن أغاني تعبر عن الشباب في الوطن العربي، بقدر ما  كانت تصطدم مع المجتمع، وتتجاوز خطوط الأعراف والتقاليد.

فأغاني «مشروع ليلى» تناولت كل ما هو «ممنوع» و«تابوه» خطير في المجتمع..  يتحدثون عن المثلية الجنسية، ثم يذهبون إلى زواج الشاب والفتاة من دين مختلف، ويتطرقون إلى الدعوة للانتحار باعتباره «حرية» وقرار شخصي.

المثلية الجنسية في «مشروع ليلى»


 

على بابه

عندما تستمع إلى أغنية عربية تخاطب الحبيبة بصيغة المذكر، فقد يبدو هذا قالبا مألوفا في الوسط الفني بصفة عامة؛ لكن عندما يصدر هذا الشيء من فرقة مثل «مشروع ليلى» التي يصرح مطربها «حامد سنو» بمثليته الجنسية؛ فلابد أن يثار الكثير من الجدل حول المغزى من هذه الأغاني.

إحدى هذه الأغنيات هي «على بابه» التي  يبكي فيها الشاب على فراق «حبيبه» الذي اختار أن يبتعد عنه بإرادته. ويشتكي الشاب من حنينه الدائم إليه الذي يشببه بالركوع والخضوع، وهو ينام ويصحو على صورته.

بنام وبستدعيك بأحلامي

بتخيل إيديك محل إيدى

ليش بركعلك ليش.. برجعلك بس تخنقني

ليش بشفعلك ليش بخضعلك.. بس تحرقني

شم الياسمين

أغنية مثل «شم الياسمين» أثارت هذا النوع من الجدل مرة أخرى، ليس بسبب استخدامها لصيغة المذكر فقط، لكنها تحمل كلمات واضحة تشير للمثلية الجنسية، فكلماتها تروي قصة  شاب يشتكي من الدنيا التي فرقته عن «حبيبه» الذي كان يريد أن يعيش معه حياة طبيعية ويؤسسا بيتا مشتركا، ويكون له مثل «ست البيت» يعتني به وببيته وبأولاده.

كان بودي خليك بقربي

أعرفك على أهلي

أطبخ أكلتك

أشطف لك بيتك

أدلع ولادك

أعمل ست بيتك

بس إنت ببيتك

وأنا بشي بيت

مدوازيل.. أو أم الجاكت

الأغنية تحكي عن شاب يعتذر لفتاة لأنه ظنها في البداية شابا وسيما، بعد أن قصرت شعرها «جارسون» وارتدت البنطلون، وأخذت تتشبه بالأولاد في تصرفاتهم وخرجوها ودخولها من المنزل بكل حرية.

هذه الأغنية احتار البعض في تفسيرها؛ فمرة تُفسر على أن الشاب يعتذر للفتاة لأنه مِثلي الجنس وأعجب بها ظنا منه أنها شاب. والتفسير الآخر أن الأغنية ترصد ظاهرة تشبة البنات والأولاد، والذي ينعكس بدوره على ميولهم الجنسية.

خمنتك شاب يا مدموزيل لا تواخذيني

شفتك لابسه بيريه وكاسكيت طالعة بالسوق بثياب البيت

من غير بودرة من غير تواليت، وقاصة شعرك أل جارسون

خمنتك شاب يا مدموزيل لا تواخذيني

الزواج من دين مخالف عند «مشروع ليلى»

فساتين

فرقة «متمردة» مثل «مشروع ليلى» اختارت أيضا أن تتحدث عن موضوع شديد الحساسية في المجمعات العربية وهو الزواج من دين مختلف.

فبعيدا عن المثلية الجنسية، تحكي أغنية «فساتين» عن شاب وفتاة أحبا بعضهما البعض، ولكن الأهل رفضا زواجهما لأنهما ليسا من نفس الدين.

تتذكري لما قلتيلي

أنك راح تتزوجني

بلا فلوس وبلا بيت

بتتذكري كنتي تحبيني

مع أنني مش داخل دينك

بتتذكري كيف كنا هيك

الفتاة اللعوب عند «مشروع ليلى»

سوسن

الفرقة التي يصرح أعضاؤئها بمثليتهم الجنسية، لا يمنعها ذلك من تناول للعلاقات التي تعبر عن الشباب بصفة عامة، ولا تعبر عن ميول الفرق بالضرورة، مثل أغنية «سوسن».

الأغنية تنتقد الفتاة اللعوب.. «سوسن» الفتاة الجميلة التي تحترف العبث بقلوب الشباب، وتعلقهم بها ثم تتركهم بعد أن «تشرب من دمائهم»، فكل من رآها يذوب في حبها وفي بسمتها الجميلة التي «تحجب أنيابها».

سوسن من نوع البنات اللي بينكتب عنها

سوسن من نوع البنات اللي بيتغنى عنها

كل من شافها داب وضاع

بسمتها بتحجب أنياب ما قدر حدا يكسرها

«مشروع ليلى» والسياسة

للوطن

وكما تحمل أغاني «مشروع ليلى» تمردا شديدا على المجتمع، فهي تحمل التمرد نفسه للسطة؛ مشحون بهجوم شديد. فالسلطة عند «مشروع ليلى» مشغولة ببيع الحشيش لتخدير المواطن عن مشاكله الحقيقية أو فساد الحكومة.

روح تشكي للبوليس

عن السرقة.. عن التهميش

يا وطن

ما بيسمع

مشغول ببيع الحشيش

للوطن

​​​​​​​

إني منيح

وفي وضع سياسي مثل هذا، تعبر أغنية «أني منيح» عن اليأس التام الذي أصاب الشباب، فلا مجال لأي تغيير إلا بعد أن نحرق هذا العالم ونستبدله بعالم أفضل.

قوم نحرق هالمدينة و نعمر واحدة أشرف

قوم ننسى هالزمان و نحلم زمن ألطف

كان بدى غير العالم مش عارف كيف العالم غيرنى

كان بدى أحمل السماء وهلأ أنجق حامل نفسى

قول أننى منيح

دعوة إلى الانتحار في «مشروع ليلى»

اتركوني أروح

الحرية التي تتخلص من كل القيود ويدافع عنها أعضاء «مشروع ليلى» تصل إلى دعوتهم لحرية الشخص في اختيار أن يحيا بهذه الدنيا أو يتركها ويموت.

هذه حريتي..  لإلي ها الصوت

هذه سماواتي.. خياري للموت

اتروكي أروح

اتركوني أروح

كلام الناس و«مشروع ليلى»

لتلت

فرقة مثل «مشروع ليلى» تتحدى جميع تقاليد المجتمع، قررت أن تخصص أغنية كاملة لانتقاد «كلام الناس» الذين لا يكفون عن انتقاد  غيرهم والتدخل في شئونهم الخاصة؛ فجاءت أغنية «لتلت» والتي تعني «الثرثرة».

فالفتاة التي ترتدي فستانا قصيرا سيتكلمون عليها، والحبيبين الذين يسيران معا سيتكلمون عنهما بالسوء.

إذا كنت ماشية لابسة شي فستان قصير

بدي لتلت

إذا كنتم اتنين اه أهلين شي فلتان

بدي لتلت​​​​​​​

 

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال