نهى حسين تكتب: شقائق الرجال

نهى حسين تكتب: شقائق الرجال

يتحدثون وهم في غفلة من حديثهم، يتحدثون عن اختلافات وانقسام حاد في جنس بني البشر، بزعم أن الرجل يفوق المرأة بدرجات بل قد يصل الحد بالبعض إلى كره أطفالهم بحجة أنهم بنات؛ نَسُوا أو تناسوا بأنهم من رحم أنثى، وضعوا حداً فاصلا بين الرجل والمرأة إلى درجة أن البعض يشعر بالخزي إذا رزق بأنثى.

المرأة نصف المجتمع بأخطائها وإعوجاجها في النهاية كلنا بشر نصيب ونخطئ، لا يتنزه أحد عن الخطأ ولا يمسح الذنب من صحيفة عمله لمجرد أنه ذكر أو أنثى، لا يجبر الخطأ بخطأ فقد يخيل إلى البعض أنه بمجرد عمل ابنته أو زوجته أو أنثى من أسرته يفقده رجولته لمجرد أن المجتمع له منطق غريب ليس له أصل لا في تعامل النبي (صلى الله عليه وسلم) مع زوجاته أو بناته عليهم أفضل الصلاة والسلام، وقد يخبرني البعض هامسا بأن المجتمع إختلف والآخر يجيب (النساء ناقصات عقل ودين) .

وقد يصل بالبعض التعنت إلى درجة المنع من حقهن في التعليم بحجة أن المجتمع مبتذل الصفات مليئ بالفساد وكأنه لا تربية ولا قيم.. كل تربية تطفو على وجه الأبناء متمثلة في تربية آبائهم لهم، أم أن المفترض من الإنسان خلق كامل مكمل (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه..)، أم أنهم يريدون الإحتفاظ بهم في قفص محكم من الزجاج !؟

أما في مسألة الزواج المبكر فإن الأنثى تحرم من حقها في اختيار سن زواجها فقد تجبر بعض البنات من قبل آبائهن على الزواج في سن مبكّر جدا قد يصل بالبعض بأنه قد يزوج بناته قبل بلوغهن وهذا يعكس تماماً ثقافة تلك العقول المنغلقة التي لا تحترم الحقوق ولا تأبه بها البته.

المرأة خلقت يا سيدي العزيز من ضلع أعوج متى ما حاولت تقويمه كسر.  قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((اسْتَوْصُوا بالنساء خيرا، فإن المرأةَ خُلقت من ضِلَع، وإن أعوجَ ما في الضِّلَع أعلاه، فإِن ذهبتَ تُقيمُهُ كسرتَهُ، وإِن تركتَهُ لم يزلْ أعوجَ، فاستوصوا بالنساء))

كذلك الله  سبحانه وتعالى فضل الرجل على المرأة في مواضع لحكم إلهية وليس عبثا ﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾. وفي ذلك الحديث توجيه مباشر إلى حل مشاكل كل أسرة فقد يحتاج الرجل المرأة روحا وعقلا فلا عقل يكفي وحده ولا الروح تكفي وحدها كل ما في الأمر بأن كل ركن يجبر كسر الآخر، الرجل ما إن وجد بيته وأبنائه في حال يرثى لها فإنه يستاء وقد يصل به الحد إلى زجرها، المرأة هي الأم هي الأخت وأيضا هي الزوجة وهي السكن والراحة (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفسكم أزوجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمةً) .

والله سبحانه وتعالى جعل الفوارق كثيرة في الميراث بل في العِصمة بل في أمور كثيرة ليس لنقص في المرأة وإنما تعرف المرأة بأنها سيدة العاطفة تقود الدنيا بعاطفتها قبل أن تقودها بميزان العقل.

المرأة لها حقوق كما في المقابل عليها واجبات، لها حق العمل حق الزواج حق الميراث وقد حرص الإسلام قبل القانون على تثبيت أركانها.

قد تطالب بعض النساء حاليا بمساواةِ الميراث ما بين الرجل والمرأة مدعين بذلك بأن المرأة تظلم من قبل الرجل، متناسين بأن المرأة قد ترث أكثر من الرجل في حالات، وأيضا نسوا بأن الرجل ملزم بأسرة ونفقة ومستلزمات المعيشة.

لا توجد فوارق بين الرجل والمرأة كل له حقوق وعليه واجبات كل ما في الأمر بأننا أصبنا بتأخر فكري وبُلينا بداء السيطرة وحب الظهور فعندما استيقظنا وجدنا أنفسنا في آخر الركبِ نحاول اللحاقَ بهمْ.

هذا المقال مشاركة من كاتبه في إطار مسابقة «شبابيك» التي أطلقها في الذكرى الثانية للموقع.
 

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر