مونيكا مايز تكتب: التحرش و«المبررات السخيفة»
هل تعلم عزيزى القارىء أن مصر هي الدولة الثانية عالميا فى ظاهره التحرش؟
نعم، ففى هذا الاستطلاع وجدت أسباب عديدة لهذه الجريمة، كان أولها الفـقـر.
مبدئيا فأنا ضدد إلقاء لوم أي جريمة في المجتمع على عاتق الفقر والفقراء فهذه عنصرية، قد طفح الكيل بها، فالفقراء ليسوا شماعه تعلقون عليها أخطاؤكم.
والدليل على ذلك أن هناك العديد من المتحرشين ليسوا فقراء، وإن كان الفقر هو العامل الأساسي فى تلك الجريمة فما الذى يجعل صاحب عمل يتحرش بالسكرتيرة؟
إذا الفقر ليس سبب لهذه الجريمة
ثانياً: الشهوة والغريزة
إذا كان هذا هو السبب فكيف لرجل متزوج ولديه أبناء يتحرش بفتاة قد تكون فى سن أبنائه ؟!! ، كيف لطفل لم يبلغ من العمر 12 عاماً أن يتحرش بسيدة بسن الثلاثين وقد تكون بعمر والدته.
إذا أيضا هذا ليس بسبب منطقي لهذه الظاهرة
أما عن ثالث تلك الأسباب فهو: ملابس الفتيات
السبب الذى طالما تشدقت به أفواه الكثير من الذين يبحثون دوماً على إلقاء التهمة على الفتاة؛ بالطبع هناك البعض يتبنى هذا الرأى العقيم، ولكن إن افترضنا أن هذا هو السبب فكيف للمحجبات والمنتقبات أن يتعرضن لحوادث التحرش اليومية؟؟.. كيف يتحرشون بأطفال لم تبلغ من العمر10 سنوات مثل حادثة الطفلة زينه الشهيرة؟؟!!
فلنكفٌ عن التغنى بتلك النغمة السخيفة التي لا تعبر إلا عن جهل الذين يرددونها، فهذا أيضا ليس سبباً لجريمة التحرش
رابعاً: الإبتعاد عن القيم الدينية
رأيت بعيني وبعين زملائي مواقف تحرش من قبل رجال ملتحين!
أيضاً إن كان التدين هو العامل الأساسي فكيف تكون نسبة التحرش فى الدول الأوروبية وأمريكا قليلة بالرغم من أنها دول غير متدينة بالقدر الذى تكون عليه أفغانستان والسعودية التى هى أصل التدين في العالم الإسلامي والعربي.
خامسا: الإدمان
نسبه المدمنين في الشعب المصري لا تتعدى الـ 9 % فكيف لدولة كبيرة مثل مصر تتحكم فيها تلك النسبة الصغيرة لتصبح الدوله الثانية عالمياً ف يجريمة التحرش الجنسي... ليس منطقياً على الإطلاق.
إذاً فما هو سبب هذا الفيروس اللعين الذى ينتشر ويتوغل فى جسد هذا الوطن بشكل جنوني بمرور الوقت؟
من وجهة نظري البسيطة فى هذة القضية فإن السبب وراء التحرش الجنسي فى مصر هو «الوعى»، نعم الوعي؛ والوعي هنا لا يعني التعليم ، فهناك الكثير من الرجال المتعلمين ولكن متحرشين.
الوعي بأن المرأة ليس أداة للمتعة.
الوعب بأن المرأة ليست مخلوق أقل رقى منك بل تخيل عزيزي القارىء أنها تساوى واحد صحيح عند الله - سبحانه وتعالى - مثلما تساوى أنت واحد صحيح!!
حقاً لا أريد أن أصدم الكثير من المتحرشين بهذا المقال أكثر من ذلك ولكن ينبغي أن أوضح بأن فستانها وعطرها وكعبها العالي لا يُرتدون لإغوائك عزيزي بل أن هذا هو الزي الطبيعى للنساء منذ 20 عاماً فى مصرنا الحبيبة، ولا يزال مستمر حالياً فى الدول الطبيعية.. نعم الطبيعية لا أريد وصفها بالمتقدمة فى تلك القضية فاحترام النساء ليس مؤشراً على التقدم وإنما إنعدامه ما هو إلا مؤشراً على الإضمحلال عن مستوى الإنسانية؛ فالتحرش جريمة والتبرير له جريمة مضاعفة تستحق العقاب مثله مثل جريمة السرقة والقتل كلها جرائم يعاقب عليها القانون.
يجب الوعي بأن جسد المرأة ليس عار عليها وليس ذنباً تدفع ثمنه طيلة حياتها من أناس انحرفوا عن صفات الانسانية، وأن هذا الجسد هو عطية وهبة من الله - سبحانه و تعالى - فالذى وهبك أنت هذا الجسد وهبنا نحن اياه ايضاً.
لذلك أيها الرجال لا تجعلونا نكره هذا الجسد سواء بالتحرش أو بالتبرير للمتحرش لا تجعلونا نكره أننا ولدنا نساء.
التحرش جريمه والمتحرش أصبح متحرش ليس بعوامل الفقر أو الكبت أو ملابس الفتيات أو التدين أو غيرها من المبررات السخيفة التى تتشدقون بها، فالمتحرش أصبح متحرش فقط لأنه قرر أن يتحرش.
نصيحة:
«عزيزتى الفتاة دافعي عن نفسك وماتتردديش إنك تروحى القسم تعملى محضر دا حقك، ولو شايفه إن السكوت هو الحل يبقى تستاهلي الحرق»